عبرت كازاخستان، (الدولة التي تستضيف محادثات أستانة حول سورية)، اليوم الأربعاء، عن أملها في عودة المعارضة السورية المسلحة إلى المحادثات غداً، بعد أن أعلنت الأخيرة تعليق مشاركتها اليوم لاستمرار القصف الروسي.
وقال المسؤول بوزارة الخارجية في كازاخستان، أيدر بك توماتوف للصحافيين في العاصمة، "آمل أن تشارك المعارضة مرة أخرى غداً في المحادثات"، بحسب ما نقلت "رويترز".
وقال مصدرٌ مطلعٌ على حيثيات اجتماعات أستانة الخاصة بسورية، والتي انطلقت صباح اليوم، إن "وفد المعارضة السورية ينتظر قبل العودة للمشاركة في اجتماعات أستانة، جواباً واضحاً من الدول الراعية حول المطالب التي كان قدمها في ورقةٍ تتضمن ضرورة وقف فوري للقصف الجوي والعمليات العسكرية البرية، التي تشنها قوات النظام في مناطق المعارضة".
وأكد المصدر المعارض أن "وفد المعارضة العسكرية ليس بنيته الانسحاب من الاجتماعات بصورة نهائية، لكنه يطالب قبل العودة للمشاركة، الحصول على تعهداتٍ بوقف استهداف قوات النظام برعاية روسية لمناطق المعارضة في شمال سورية وشمالي شرقي دمشق والغوطة الشرقية ودرعا، حتى يبرهن الجانب الروسي عن صدق نواياه".
وأشار إلى أن "وفد المعارضة أبلغ الدول الضامنة أن استمرار المحادثات في أستانة، في الوقت الذي تتواصل عمليات النظام وروسيا العسكرية في مختلف المناطق هو عبث وتضييع للوقت".
وقال المصدر المطلع على كواليس الاجتماعات في أستانة، إن "وفد المعارضة لم يغادر العاصمة الكازاخستانية حالياً، بانتظار الحصول على ردٍ من الدول الضامنة حول المطالب التي قدمها، ومنها فضلاً عن ضرورة وقف القصف الجوي والعمليات العسكرية في مناطق المعارضة، البدء دون قيد أو شرط بإدخال المواد الإغاثية للمناطق المحاصرة في درعا وحمص ودمشق وريفها، والبدء وفق جدول زمني بالإفراج عن المعتقلين، والإفراج الفوري عن النساء والشيوخ والمرضى منهم".
ومن المتوقع أن يكون مقترح روسيا، القاضي بإنشاء 4 مناطق لـ"تخفيف التصعيد" في سورية، محور اجتماعات "أستانة 4" التي بدأت أعمالها الرسمية في العاصمة الكازاخستانية، والتي تستمر يومين، وسط حضورٍ دولي، يُعتبر الأوسع من نوعه منذ انطلاق هذا المسار.
وسبق أن وصلت إلى أستانة وفود الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، ووفد النظام السوري، والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ووفدا الولايات المتحدة الأميركية والأردن.
واكتمل، صباح اليوم، وفد المعارضة السورية بوصول بعض الممثلين عن الفصائل المقاتلة جنوبي البلاد.
وتواصل روسيا قصفها مع النظام للمدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وسط تصعيد مستمر، وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، عُقد الاجتماع الأول في أستانة، برعاية تركية روسية، ومشاركة إيران والولايات المتحدة والنظام والمعارضة السورية المسلحة، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سورية، الذي اتفق عليه في العاصمة التركية أنقرة في 29 ديسمبر من العام الماضي.
وفي اجتماع "أستانة 2"، في فبراير الماضي، جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن المحادثات انتهت حينها من دون صدور بيان ختامي.
واختُتمت الجولة الثالثة من محادثات "أستانة 3"، منتصف مارس/آذار الماضي، في العاصمة الكازاخستانية، بالاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلاً من روسيا وتركيا وإيران، لمراقبة الهدنة.