كاري فيشر... وداعاً أميرة المجرة

وتأكد الخبر بعد صدور بيان رسمي عن ابنتها، بيلي لورد، قالت فيه إن فيشر "أحبها العالم وسيفتقدها بشدة". وكتبت والدتها الممثلة الأميركية، ديبي رينولدز، منشوراً على موقع "فيسبوك"، قالت فيه "شكراً لكل من احتضن مواهب ابنتي الحبيبة والرائعة"، وأضافت "أنا ممتنة لاهتمامكم وصلواتكم التي ترشدها الآن إلى محطتها التالية".

درست فيشر التمثيل في فترة المراهقة في لندن، وشاركت في الفيلم الكوميدي "شامبو" (1975)، ثم قفزت نحو النجومية بعد مشاركتها في فيلم "حرب النجوم" الأول بعد عامين. 

ووجدت فيشر نقاط تشابه بين حياتها الشخصية كابنة لنجمين اشتهرا في فترة الخمسينيات، ديبي رينولدز وإيدي فيشر، ودورها في "حرب النجوم"، إذ ولدت في مدينة بيفرلي هيلز عام 1956. عندما كانت بعمر السنتين، تركها والدها هي وأمها من أجل الممثلة إليزابيت تايلور، أرملة صديقه المقرب، مايك تود. وفي العام التالي، تزوجت والدتها من هاري كارل، صاحب سلسلة متاجر الأحذية.

وتميزت مسيرة فيشر المهنية بصراحتها التامة واستعداها لتحدي الصور النمطية في هوليوود والسخرية منها، وتناولت المواضيع بوعي وهزلية، سواء في أفلامها السينمائية أو كتبها العديدة التي تتبعت حياتها التي وصفتها بـ"حياة في غاية الإثارة".

وتحدثت الممثلة بصراحة عن معاناتها مع اضطراب المزاج ثنائي القطب، وتلقيها علاجاً بالصدمات الكهربائية، كما كانت مدخنة شرهة، واعترفت بحبها لحبوب "أل أس دي"، ما أدى لاحقاً إلى إدمانها على الكوكايين والمسكنات.

وتناول كتابها "بوستكاردز فروم ذي إيدج" معاناتها مع الإدمان وأمراضها النفسية، ثم تحول إلى فيلم عام 1990، من بطولة شيرلي ماكلين وميريل ستريب. ترشحت فيشر لجائزة "بافتا" كأفضل كاتبة سيناريو، وفازت ستريب بـ"أوسكار" أفضل ممثلة حينها.

قدمت فيشر عرضها المنفرد "ويشفول درينكينغ" بطريقة متقطعة في أنحاء البلاد منذ عام 2006. تحول لاحقاً إلى كتاب، ووجد طريقه إلى برودواي في 2009، وصُور لقناة "إتش بي أو" في 2010.

في "ويشفول درينكينغ" تناولت فيشر فضيحة هرب والدها مع تايلور، زواجها القصير من المغني بول سايمون، تحول والد ابنتها إلى المثلية، واستيقاظها بجانب جثة أحد أصدقائها الذي تناول جرعة زائدة من المخدرات في سريرها.

قالت في هذا العرض "أنا نتاج زواج هوليوودي، عندما يتزوج اثنان من المشاهير، تحصلون على شيء يشبهني". في مشهد آخر قالت "مشكلتي مع المخدرات أقل بكثير من مشكلتي مع الرصانة".

تميزت علاقاتها الغرامية بالدرامية. زواجها من سيمون في أوائل الثمانينات انتهى بعد 11 شهراً، فتزوجت لاحقاً الوكيل في هوليوود، بريان لورد، وانجبت منه ابنتها بيلي. انتهى هذا الزواج بتحول لورد إلى المثلية.

لقي كتابها الأخير "الأميرة كاتبة اليوميات" صدىً واسعاً، وتصدر أخبار وسائل الإعلام بعد كشفها عن علاقتها الغرامية مع الممثل، هاريسون فورد، أثناء تصوير "حرب النجوم". قالت "كنا هان وليا خلال الأسبوع، وكاري وهاريسون في العطل"، في حديثها لمجلة "بيبول".

وإلى جانب دورها الأشهر كالأميرة ليا في "حرب النجوم" الأول (1977) و"حرب النجوم: إيقاظ القوة" (2015)، ظهرت فيشر في أفلام مثل "إخوة البلوز"، "عندما التقى هاري بسالي"، و"هانا وأخواتها" للمخرج وودي آلن.

كما ظهرت كضيفة في عدة مسلسلات تلفزيونية، بينها "ذا بيغ بانغ ثيوري"، "إنتوراج"، "سكس أند ذا سيتي" و"30 روك".

وكانت مجلة "رولنغ ستون" الأميركية عقدت لقاء مع فيشر الشهر الماضي، وسُألت إذا كانت تخشى الموت. أجابت أنها "تخشى الموت، لأنها لا تحبّ الألم المرافق له"، وأضافت "كنت موجودة أثناء وفاة بعض الأشخاص، ولم يبدُ الأمر ممتعاً، لكن إذا كنت سأموت، فأريد أن يكون شخص مثلي بجانبي، وسأكون أنا هناك"!


(العربي الجديد)