يصادف، اليوم الأربعاء، عيد الوحدة الشعبية في روسيا، الذي يحل هذه المرة وسط أجواء من الحزن والأسى بعد تحطم طائرة "إيرباص-321" في سيناء السبت الماضي.
وبدأت مسيرة احتفالية تحت شعار "نحن متحدون" وسط موسكو، شارك فيها نحو 85 ألف شخص، في دقيقة صمت على أرواح ضحايا الحادث المروع. وفي تلك الأثناء، تستمر في سانت بطرسبورغ، العاصمة الشمالية الروسية، عملية تحديد هوية الضحايا، والتي أسفرت عن التأكد من هوية 42 من أصل 224 قتيلاً، حتى الآن، كما يترقب الجميع نتائج التحقيق في أسباب الكارثة.
ووسط حالة الصدمة التي سادت بعد وقوع أسوأ كارثة في تاريخ الطيران الروسي، تجلت مظاهر التضامن الإنساني بين سكان البلاد بشكل غير مسبوق. وبادر سائقو سيارات الأجرة في سانت بطرسبورغ بنقل المواطنين إلى مطار "بولكوفو" الذي كان من المقرر أن يستقبل الطائرة، وذلك بلا مقابل مادي، فيما جعلت شركة المحمول "يوتا" المكالمات إلى مصر مجانية لمدة خمسة أيام.
وبطبيعة الحال، شهدت سانت بطرسبورغ أكبر درجة من التضامن، إذ توجه سكانها إلى المطار لوضع باقات من الزهور وألعاب للأطفال إحياء لذكرى أكثر من 20 طفلاً قضوا جراء الحادثة. واحتشد آلاف المواطنين في ساحة القصر وسط العاصمة الشمالية الروسية لإحياء ذكرى ضحايا الكارثة.
لكن من جانب آخر، أثار إصرار بعض الملاهي الليلية على الاحتفال بعيد الهالووين، على الرغم من الحداد، موجة من الغضب العارم في روسيا، فيما وجهت الصحافة الليبرالية انتقادات إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسبب عدم مقابلته ذوي الضحايا على الرغم من أنه ولد وتعلم وعاش معظم حياته في سانت بطرسبورغ.
وتحتفل روسيا بعيد الوحدة الشعبية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني منذ عام 2005. ويرتبط هذا العيد بأحداث عام 1612، عندما تمكنت المقاومة الشعبية بقيادة كوزما مينين ودميتري بوجارسكي من تحرير موسكو من الاحتلال البولندي. وشكل هذا الحدث نقطة تحول في تاريخ روسيا ونهاية لما عرف بـ"الفترة المظلمة".
وبهذه المناسبة وضع بوتين باقة من الزهور عند تمثال مينين وبوجارسكي في الساحة الحمراء في موسكو، كما جرت مراسم تسليم أوسمة الصداقة وميداليات بوشكين.
اقرأ أيضاً:بطرسبرغ.. وصول مزيد من جثامين ضحايا الطائرة الروسية