كابول تتهم طهران وإسلام آباد بدعم "طالبان" بمعارك هلمند

05 يوليو 2014
"طالبان" تحرق صهاريج تزود القوات الدولية بالوقود(وكيل كوهسار/فرانس برس/getty)
+ الخط -

اتهمت الحكومة الأفغانية، أمس الجمعة، أجهزة الاستخبارات الباكستانية والجيش الثوري الإيراني بالتدخل في شؤون بلادها ودعم مسلّحي حركة "طالبان"، في المعارك المحتدمة في إقليم هلمند منذ أكثر من أسبوعين، والتي راح ضحيتها حتى اللحظة أكثر من 215 مدنياً.

وقال وزير الدفاع الأفغاني، بسم الله محمدي، أثناء تقديم إيجاز للبرلمان الأفغاني حول معارك هلمند، إنّ "الجيش الأفغاني يخوض معارك ضارية مع مئات المسلّحين المدعومين من قبل الاستخبارات الباكستانية، والجيش الثوري الإيراني". وأكّد محمدي أنّ "الجيش الأفغاني يقاوم العدو بكل جرأة وشجاعة، رغم أنّه لا يملك آليات عسكرية متطورة".

بدوره، نوّه مدير الاستخبارات الأفغانية، رحمة الله نبيل، إلى أنّ أفغانستان تمرّ بأيام عصيبة، وأنّ "المسلّحين المدعومين من الاستخبارات الأجنبية يستغلّون الوضع السياسي في البلاد". وأكد أن "مسلّحي العديد من الحركات، بما فيها حركة أزبكستان الإسلامية وحركة التركمنستان الشرقية، قد انتقلوا إلى أفغانستان بعد قيام الجيش الباكستاني بشنّ عملية عسكرية في إقليم شمال وزيرستان القبلي الباكستاني. وهم يشاركون حالياً في معركة هلمند، ويخضون معارك ضارية مع الجيش في مديرية أزرة في إقليم لوجر المجاور للعاصمة الأفغانية كابول".

غير أنّ حركة "طالبان" نفت اتهامات الحكومة الأفغانية، وقال المتحدث باسمها قاري يوسف إنّ "مسلّحي "طالبان" هم الذين يخوضون هذه المعارك، ولا أحد يدعمهم"، مشدّداً على أن اتهامات الحكومة الأفغانية جزء من الحملة الإعلامية ضدّ الحركة. كما وصفت الخارجية الباكستانية اتهامات كابل بالعارية عن الصحة. وقالت المتحدثة باسمها تسنيم أسلم إن "تبادل التهم بين أفغانستان وباكستان لا يصبّ في مصلحتهما، ويؤثر سلباً على أمن المنطقة، وعلى الجهود التي تبذل في مواجهة ما يوصف بالإرهاب".

في غضون ذلك، أجرى وفد عسكري أفغاني بقيادة المدير العام للعمليات العسكرية بالجيش الأفغاني، اللواء أفضل أمان، زيارة رسمية إلى إسلام آباد، واجتمع مع الوفد العسكري الباكستاني، بقيادة المدير العام للعمليات العسكرية الباكستانية، اللواء عامر رياض. وبحسب بيان أصدره مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، فإن الجانبين تباحثا بشأن الوضع الأمني على الحدود المشتركة بين أفغانستان وباكستان، والهجمات التي تتعرض لها المناطق الحدودية بين الدولتين. واتفق الطرفان على تشديد الرقابة على الحدود، واتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز الثقة بين الطرفين. كما اتفق الجانبان على عقد اجتماع آخر بهدف مواصلة المفاوضات.

وكان مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني رنجين دادفر سبانتا، قد زار إسلام آباد نهاية الشهر الماضي، وناقش مع الجانب الباكستاني الوضع الأمني على الحدود، وسبل تعزيز الثقة بين الدولتين.

في هذه الأثناء، لا تزال المواجهات محتدمة بين الجيش الأفغاني ومسلّحي حركة "طالبان" وحلفائهم في إقليم هلمند، على الرغم من إعلان الحكومة الأفغانية تمكّن الجيش من صدّ هجوم "طالبان"، واستعادة السيطرة على المنطقة من مسلّحي "طالبان". وبحسب الحكومة المحلية في الإقليم، فإنّ 215 مدنياً قتلوا منذ بداية الهجوم على هلمند قبل أسبوعين.

وأوضح حاكم إقليم هلمند، محمد نعيم بلوش، أنّ اشتباكات ضارية تتواصل بين مسلّحي "طالبان" وقوّات الجيش الأفغاني في مناطق مختلفة في شمال الإقليم الواقع في جنوب البلاد. وأشار إلى أنّ الجيش الأفغاني نقل تعزيزات جديدة إلى المنطقة، وأنّ مئات المدنيين وعشرات من جنود الجيش لقوا مصرعهم خلال أسبوعين ماضيين نتيجة لتلك المعارك.         

بدورها، قالت وزيرة الصحة في الحكومة الأفغانية ثريا دليل، أثناء زيارتها لإقليم هلمند، إنّ "215 مدنياً لقوا حتفهم حتى اللحظة، وأُصيب أكثر من 380 آخرين بينهم 61 امرأة و38 طفلاً". وقامت الوزيرة بتفقد أحوال الجرحى في المستشفيات الحكومية في مدينة لشكر كاه عاصمة إقليم هلمند، رافقها عدد من أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ الأفغاني، كما عقدوا اجتماعاً مع شيوخ القبائل هناك.

وهاجم أكثر من 1500 من مقاتلي "طالبان" قبل أسبوعين مناطق واسعة في إقليم هلمند، وسيطروا على أربع مديريات في المنطقة هي: مديرية سنجين وموسى كلا ونوزاد وكجكي.

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم شرطة كابول، حشمت ستانيكزاي، قوله إن حركة "طالبان" أضرمت مساء أمس، النار في عشرات الشاحنات ــ الصهاريج المملوءة بالمحروقات بالقرب من كابول، موضحاً أن تلك الصهاريج تزود القوات الأجنبية في افغانستان بالوقود.  

المساهمون