قُلنا يوماً

03 يناير 2016
صبا عناب/ الأردن
+ الخط -

قُلنا يوماً، لدينا القليلُ من الوسعةِ في المكان، ثمّ قرّرنا أن نُحضِرَ إلى المنزل كلباً يُشاركنا العيش.
في الدقائق الأولى من وصوله، كانَ الكلبُ كلباً، وكان هذا رائعاً.

عندما أطلقنا عليه اسماً، تغيّر ذلك قليلاً.

*

يتّصل بي صديق، ثمّ خلال حديثه، يقول: "أنا أعرفك كما أعرفُ نفسي"، وأسأله: تُصدّق أنّك تعرف نفسك وتعرفني؟ تستطيع التوقّع منّي ومنك كما تنتظرُ نتائج المُقدّمات نفسها من مُحرّكٍ فيزيائي؟

*

هي رحلةُ البحث اليوميّة، الاكتشافُ المُستمرُّ، لا ثبات، حتّى ولو بغرورٍ كما التأليهُ اخترعنا أسماء ثابتة.

*

"كان الجو عاصفاً"، ترجمة اسمٍ قديمٍ قرأتهُ مرّة لطفلٍ من قبيلةٍ ما زالت آلهتها أشجاراً.
ثم قالوا: عندما يكبر، سيختارُ اسماً ما، أو مجرّد صوت جديد سيكتشفه، أو ربّما سيصير صمتاً.

*

لكنّ الحريّة التي أبغيها، عدميّة، صفريّة، مُتخيّلة، حيثُ لا اسم، لا ذات، ولا وزن.

*

وأقول، ربّما في الهدوء سحرٌ ما، إن كانَ صفةً لا انفعالاً.

*

من أنت؟
ثمّ يتغيّر الجوابُ وفقاً لمن يسأل.

 

اقرأ أيضاً: حفيف لا تفهمه

دلالات
المساهمون