في أعقاب تمرير البرلمان المصري لاتفاقية إعادة تعيين الحدود البحرية بين مصر السعودية التي تنازلت بمقتضاها الحكومة المصرية عن سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، فرض النظام المصري قيوداً على وسائل الإعلام، المرئية خصوصاً، ومنعها من بث برامج الحوارات السياسية، تجنباً لخروج أصوات معارضة تنتقد التنازل عن الجزيرتين. وهذا التدبير يأتي في وقت بدأت فيه أوساط سياسية وكذلك عسكرية بانتقاد ما حصل، وتأكيدها على مصرية تيران وصنافير.
وسيطرت حالة من الارتباك على استديوهات العديد من القنوات الفضائية المصرية يوم الأربعاء، إذ بشكل مفاجئ، لم يخرج أي من مقدمي برامج الحوارات السياسية الرئيسيين على الهواء، في حين كان ينتظر الكثيرون تعليقهم على ذلك القرار. البداية كانت مع برنامج "العاشرة مساء"، على فضائية "دريم"، والذي تم بث حلقة معادة منه، ما طرح علامة استفهام كبيرة، لا سيما بعد المداخلة التي أجراها مقدم البرنامج، وائل الإبراشي، مع قائد القوات الجوية المصرية السابق، المرشح الرئاسي الأسبق، الفريق أحمد شفيق، الذي أكد خلالها أن الإجراءات التي يتم اتباعها بشأن الجزيرتين "ستجعل العالم يضحك على مصر"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة طرح الاتفاقية على استفتاء شعبي. ولفت إلى أن تنازل مصر عن سيادتها على الجزيرتين سيقضي على مشروع قناة السويس، لا سيما أنه سيسمح بتحويل المجرى المائي بين جزيرة تيران والساحل المصري إلى ممر مائي دولي ليس لمصر أي سيطرة عليه، وهو ما سيصبّ في صالح القناة التي تعتزم إسرائيل إنشاءها في منطقة النقب.
وسيطرت حالة من الارتباك على استديوهات العديد من القنوات الفضائية المصرية يوم الأربعاء، إذ بشكل مفاجئ، لم يخرج أي من مقدمي برامج الحوارات السياسية الرئيسيين على الهواء، في حين كان ينتظر الكثيرون تعليقهم على ذلك القرار. البداية كانت مع برنامج "العاشرة مساء"، على فضائية "دريم"، والذي تم بث حلقة معادة منه، ما طرح علامة استفهام كبيرة، لا سيما بعد المداخلة التي أجراها مقدم البرنامج، وائل الإبراشي، مع قائد القوات الجوية المصرية السابق، المرشح الرئاسي الأسبق، الفريق أحمد شفيق، الذي أكد خلالها أن الإجراءات التي يتم اتباعها بشأن الجزيرتين "ستجعل العالم يضحك على مصر"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة طرح الاتفاقية على استفتاء شعبي. ولفت إلى أن تنازل مصر عن سيادتها على الجزيرتين سيقضي على مشروع قناة السويس، لا سيما أنه سيسمح بتحويل المجرى المائي بين جزيرة تيران والساحل المصري إلى ممر مائي دولي ليس لمصر أي سيطرة عليه، وهو ما سيصبّ في صالح القناة التي تعتزم إسرائيل إنشاءها في منطقة النقب.
وقال مصدر مصري بارز قريب من دوائر صنع القرار، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر ربما لا تكون له علاقة بعقاب وائل الإبراشي على ظهور شفيق معه بالبرنامج ورفض الاتفاقية قبل تصويت البرلمان بيوم واحد، وإنما لأن قيادة الدولة لا تريد أي جدل حتى لو كان مقدمو هذه البرامج سيدافعون عن القرار المصري الرسمي". وتابع المصدر أن "الأمر يتعلق فقط بانتهاء الكلام في القضية" سواء كان مع أو ضد ما حصل، بحسب تعبير المصدر.
وتابع المصدر البارز أن "الجميع فوجئ بمداخلة الفريق أحمد شفيق على فضائية دريم يتحدث بهذه الحدة، ويقيناً هو لم ينسق مع أي جهة في الداخل بشأن هذه المداخلة". وكشف المصدر عن أن "هناك حالة غضب عارمة بشأنها لدى مؤسسة الرئاسة التي اعتبرتها خروجاً عن النص من إدارة القناة ومالكها أحمد بهجت". إلا أنه استدرك قائلاً "بالتأكيد هذه المداخلة تمت بضوء أخضر من الدولة المضيفة لشفيق، في إشارة للإمارات".
في المقابل، فاجأ رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة الممتدة من عام 1995 وحتى 2001، الفريق مجدي حتاتة، الجميع بتأكيده على مصرية الجزيرتين، وقوله إن كلامه يعكس حقيقة عرفها كمقاتل وتأكد منها كقائد، مضيفاً أن "تيران وصنافير مصرية". وتجدر الإشارة إلى أن حتاتة شغل قبل توليه رئاسة أركان الجيش المصري، موقع قائد الجيش الثاني الميداني الذي تقع في نطاقه جزيرتا تيران وصنافير في الفترة الممتدة من عام 1991 وحتى عام 1993، قبل أن يشغل موقع قائد الحرس الجمهوري بين عامي 1993 و1995.
بالإضافة إلى موقف حتاتة، قالت مصادر مقربة من نائب رئيس المجلس العسكري إبان "ثورة 25 يناير"، رئيس الأركان الأسبق سامي عنان، إن الأخير "أكد مراراً منذ بداية الأزمة على مصرية الجزيرتين"، مشيراً إلى أنه "في آخر اتصال معه قال إن ما يحدث خيانة للدم والأرض"، ومؤكداً أن "الجزيرتين مصريتان". والأمر نفسه أكدته مصادر قريبة من رئيس الأركان المصري الأسبق والذي شغل الموقع قبل سامي عنان مباشرة، الفريق حمدي وهيبة، الذي "أكد على مصرية الجزيرتين، موضحةً أنه "لم يتم استدعاؤه للشهادة هو وقيادات بارزة في الجيش ممن حاربوا من أجل الأرض لهذا السبب"، لافتةً إلى أنه قال "من حارب حقاً لا يفرط في ذرة تراب، ولكنْ للأسف هؤلاء الموجودون الآن لا يدركون قيمة الدماء التي سالت على تلك الأرض"، وفق المصادر نفسها.