يقول رئيس تحرير "رسالة الإخوان" القيادي الإخواني، محمود الإبياري، لـ"العربي الجديد"، "حتى نضع القضية في إطارها الصحيح، علينا أن نعود للثوابت والمبادئ، ذلك أن جماعة الإخوان المسلمين، أصحاب مشروع تحكمه رؤىً ومبادئ من الثوابت، وأخرى من المتغيرات"، متابعاً أن "هذا المشروع له أهداف على مستويات عدة، منها وطنية، وأخرى ما يمكن تسميته فوق الوطنية".
ويضيف أنّ "من ثوابت عملنا لتحقيق الأهداف الوطنية، السلمية في العمل والحركة، لتحقيق هذا المشروع الإسلامي"، ويكمل: "تعلمنا أن السلمية، الثابت الأساس في منهج عملنا، وهذا الثابت، حتى وإن بدا لبعضهم بطيئاً، يحتاج إلى وقت ومدى زمني واسع، بالإضافة إلى حاجته إلى تضحيات، فنحن ملتزمون به".
اقرأ أيضاً: إعدام متهمي "عرب شركس": رسائل ترهيب للمعارضة
ويلفت الإبياري إلى أنّه "إذا تحدثنا عما يحدث في مصر الآن، وما يقوم به نظام الانقلاب، من محاولة تحريضنا للتخلي عن سلميتنا، وحملات اعتقال جماعي، ومداهمات أمنية غير مسبوقة، وأحكام متعسفة بالإعدام، فإننا لا نزال وسنظلّ متمسكين بالسلمية، ولن نتخلى عنها".
ويحذّر القيادي الإخواني من خطورة حدوث الانتقال إلى الرد العنفي على المشروع وعلى المجتمع المصري، مشدداً على أن "أي شيء يؤثر سلباً على الشعب، مرفوض على الرغم من كثرة الانتهاكات، وسيدرك الشباب أن التحلي بالصبر وضبط النفس، سيوصلنا إلى تحقيق أهدافنا".
ويؤكد الإبياري، أن جماعته "تملك من الآليات ما يجعلنا نثق في تحقيق أهدافها، ذلك أننا في تربيتنا وتوجيهنا ومنهجنا، نؤكد ضرورة الفهم والوعي بالأساليب، التي يحاول النظام جرّنا واستدراجنا إليها، لكننا ملتزمون بالسلمية".
وفي هذا الإطار، يقول القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، الدكتور أحمد رامي لـ"العربي الجديد" إنّ "سلمية الحراك الثوري لا تراجع عنها، لأنها استراتيجية ومبدأ راسخ لدى الإخوان، وستظل الخط العام للحراك".
اقرأ أيضاً: دعوة للعصيان المدني في مصر في 2 يونيو
في المقابل، يعتبر خبير سياسي بارز في شؤون الحركات الإسلامية في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "بيان المتحدث باسم الجماعة، محمد منتصر، الذي حمل تصعيداً في الخطاب، يعد الأوّل من نوعه في بيانات الجماعة، ويأتي في إطار محاولة السيطرة على شباب الجماعة الغاضبين، وتأكيد أنّ قياداتهم تشعر بنفس ما يشعرون به من غضب".
جاء البيان، بحسب الخبير السياسي، "لامتصاص الغضب وإعادة توظيفه في الحراك بشكل لا يحقق للنظام السياسي ما يريده، من جرّ شباب الجماعة للعنف". ويقول الخبير نفسه: "يدرك الإخوان أنّ جرّهم للعنف المعلن، ليتحول إلى سياسة معلنة من جانب الجماعة، هو طموح النظام الحالي، حتى يُفقدهم المجال الخارجي الذي يتحركون فيه، ويوجِد لنفسه مبررات أكثر أمام العالم والمنظمات الدولية في قمع المعارضة بشكل عام".
ويقول قيادي إخواني لـ"العربي الجديد"، إنّ "التمسك بالسلمية كالقبض على الجمر الملتهب، لكن في النهاية نحن ملتزمون بالخط العام للجماعة، إلّا فيما يثبت بدليل قاطع أنه تورط في دم أحد الشباب، فلا بد من عقاب رادع حتى يتوقف هو وزملاؤه من التعرض أو مدّ أيديهم بسوء للثوار". ويتابع: "هذا هو مفهوم السلمية الرشيدة بالنسبة لنا، لا نبدأ بعنف، ولكن ندافع عن أنفسنا فقط، والدفاع عن النفس حق كفله القانون والشرع".
اقرأ أيضاً متحدث باسم إخوان مصر: الثورة لن تسكت
غير أن قيادياً آخر من الإخوان في الخارج يجزم بأن النظام "لا يريد إخواناً، بل متطرفين على غرار داعش لأن مواجهة الأنظمة الاستبدادية لنموذج داعش أسهل بكثير من مواجهة تنظيم يقوم على الأفكار مثل الإخوان".
لا يخفي القيادي الإخواني غضبَ الكثير من شباب الجماعة من غلّ أيديهم عن مواجهة عناصر الأمن، قائلاً "الشباب بطبعه متحمس، وهذه طبيعة مرحلة نتفهمها، خصوصاً بعد كمّ الدماء الهائل الذي شاهدوه وعايشوه، وكذلك فقدانهم أصدقاءهم أمام أعينهم، مثلما حدث، أخيراً، مع الطالب في جامعة القاهرة، أنس المهدي، الذي قتله الأمن الإداري في الجامعة، في ظل مطالب من الشباب بالسماح لهم بالرد على ذلك، إلاّ أن قيادات الجماعة لا تزال متمسكة بالخط العام حفاظاً على الدولة وعدم الانجرار لحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس".
ويختصر رئيس تجمع البرلمانيين المصريين في الخارج، الدكتور جمال حشمت، في اتصال مع "العربي الجديد"، المسألة بالقول إن "إعدام النظام للأبرياء في قضية عرب شركس يؤكد أن معركة الشعب المصري مع مليشيات العسكر صفرية، لا بدّ فيها من مراجعة الأسباب ودراسة المآلات".
اقرأ أيضاً: صمت فرنسي حيال أحكام الإعدام في مصر