بينما رحبت قيادة قوات حفتر على لسان المتحدث باسمها بإطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، أعلنت قيادات وزعامات بمدينة الزنتان رفضها لإطلاق سراحه معتبرة أن الخطوة "خيانة لدماء الشهداء".
وقال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، خلال مداخلة تلفزيونية، إن "القذافي أصبح من الناحية الإدارية والقانونية حراً طليقاً بموجب قانون العفو العام"، مضيفا أنه خارج الزنتان حاليا".
لكن المجلسين العسكري والبلدي لمدينة الزنتان فاجآ الرأي العام ببيان دانا فيه وبشدة ما جاء في بيان كتيبة أبوبكر الصديق، حول إطلاق سراح الموقوف سيف الإسلام القذافي بذريعة تنفيذ قانون العفو العام.
وقال المجلسان في بيان مشترك، إن "ما حدث لا يمت للإجراءات القانونية بصلة ويعتبر تواطؤاً وخيانة لدماء الشهداء"، موضحا أن مجلس أعيان المدينة متورط في حادثة إطلاق سراح سيف مع كتيبة الصديق.
وطالب المجلسان بمحاسبة والتحقيق مع كل من "شارك في خيانة إطلاق سراح المتهم سيف الإسلام القذافي".
وفي ذات السياق أصدرت قبائل الزنتان بيانا حذرت فيه مجلس أعيان المدينة من مغبة جر البلاد إلى "فتنة"، بسبب عدم امتثالها لقرارت قبائل المنطقة القاضية بعدم إطلاق سراح سيف.
واعتبرت القبائل في بيانها خطوة إطلاق سراح ابن القذافي سعيا لمكاسب سياسية ترفض القبائل أن تكون مدينتها الزنتان جزءا فيها.
وأبرزت بيانات الزنتان المتلاحقة خلافا حادا حول الموقف من "سيف" القابع في سجون المنطقة من سبع سنين، ويبدو أن هذه البيانات عكست صدمة لم تكن متوقعة.
ويبدو أن قرار الإفراج من قبل كتيبة الصديق وقائدها العقيد العجمي العتيري، المقرب من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، جاء بشكل فجائي وربما تم تنفيذه سريا، لا سيما أن كتيبة الصديق تأخرت يوما كاملا لإعلان الإفراج عن سيف بغية تأمين وصوله إلى منطقة أخرى، حيث شددت في بيانها على أنه "صار خارج الزنتان".
وما أن أعلنت كتيبة أبو بكر الصديق، أمس السبت، عن إخلاء سبيل سيف الإسلام القذافي ومغادرته مدينة الزنتان، حتى توالت التكهّنات والأنباء غير الرسمية حول وصوله إلى المنطقة الشرقية، وتحدثت أخرى عن أنه وصل إلى مدينة أوباري، بينما ذكرت غيرها أنه توجه إلى مدينة بني وليد، فيما قال البعض الآخر إنه خرج من ليبيا باتجاه الجزائر. ولم تصل أي معلومات رسمية بعد عن مكان تواجده.