قوات النظام تحاول عرقلة اتفاق التهدئة في درعا السورية

16 مايو 2020
النظام السوري يعود للتصعيد العسكري (أحمد المسلم/ فرانس برس)
+ الخط -
رغم اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه روسيا مع الأهالي في محافظة درعا جنوبي سورية، إلا أن قوات النظام تحاول، كما يبدو، إفساد الاتفاق من خلال قصفها لأهداف مدنية، اليوم السبت، في ريف المحافظة الغربي.

وذكر المتحدث باسم "تجمّع أحرار حوران"، أبو محمود الحوراني، أن قوات النظام المتمركزة على حاجز السرو قصفت محيط بلدة اليادودة غربي درعا بقذيفتين، موضحاً أن قوات النظام حاولت استهداف جرافة صغيرة كانت تعمل على إزالة أكوام القمامة على أطراف البلدة. وأكد أنّ القذائف أصابت منازل المدنيين، لكن دون وقوع خسائر بشرية.

وكانت حدة التوتر قد خفّت في المحافظة إثر تفاهمات توصل إليها وجهاء في المحافظة مع مسؤولين وضباط روس، وذلك عقب أسبوع من عمليات تحشيد عسكري قامت بها قوات النظام، وسط تهديدات باجتياح بعض المناطق، على خلفية مقتل عناصر من شرطة النظام في ريف المحافظة الغربي.
وذكرت مؤسسة "نبأ" الإعلامية المحلية أن قوات النظام تراجعت مؤقتاً عن محاولتها اقتحام درعا البلد وبلدات في ريفها الغربي، عقب اجتماع في بلدة إزرع، جمع الروس مع أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض في درعا.
وأضافت أن الروس تعهدوا بوقف التصعيد من جانب قوات النظام على المناطق المستهدفة ومنع أي عمل عسكري في الفترة الحالية، التي ستكون فترة للتفاوض لتفادي التصعيد. وقضى الاتفاق أيضاً بأن تعمل روسيا على إخراج قوات النظام من منازل المدنيين في ضاحية درعا التي استولوا عليها أخيراً.
وكانت قوات النظام قد أخلت الأبنية المطلّة على الوادي غربي ضاحية درعا، والمباني قرب المقارّ الحكومية في الضاحية وحيّ الصحافة، واستولت عليها لاحقاً، بحسب "تجمع أحرار حوران"، الذي أضاف أن المليشيات التابعة لإيران، وأبرزها "لواء زينبيون" و"حزب الله" اللبناني شاركت إلى جانب عدة ألوية من قوات النظام في إفراغ المنازل.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظة درعا مظاهرات واحتجاجات على التصعيد العسكري لقوات النظام في المنطقة، وللضغط على روسيا من أجل منع تفاقم الأوضاع.
وعمدت قوات النظام منذ أسبوع إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، بشار الأسد، والمعروف معظم قادتها بولائهم لإيران بغية شنّ هجوم على مناطق في ريف درعا الغربي. وانتشر جزء من الحشود في محيط بلدات طفس والمزيريب واليادودة غربي درعا، وذلك بعد حادثة مقتل 9 عناصر من شرطة بلدة المزيريب، في 4 مايو/ أيار الجاري، على يد القيادي السابق في الجيش الحر محمد قاسم الصبيحي، على خلفية اختطاف ومقتل ابنه ونسيبه.
ويتّهم ناشطون إيران ومليشياتها بالوقوف خلف هذا التصعيد من جانب قوات النظام، مشيرين الى أن التشكيلات العسكرية التي ساهمت فيه، وهي "الفرقة الرابعة" و"المخابرات الجوية" و"اللواء 313" معروف عنها ولاء قادتها لإيران بخلاف بعض التشكيلات التي تتبع لروسيا مثل جهاز الأمن العسكري.
من جانبه، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وقوفه إلى جانب أهالي درعا في مواجهة قوات النظام، محذراً المجتمع الدولي من مخاطر استغلال النظام للظروف الدولية من "أجل تنفيذ حملة جديدة من الإجرام والإفساد في الجنوب السوري".
وأضاف الائتلاف في بيان له أن المظاهرات التي خرجت في مختلف أنحاء حوران عبّرت عن مطالب أهلها وعن رفضهم للتهديد والتحشيد العسكري وأي وجود للمليشيات الإيرانية في المنطقة.


ورفض البيان "جميع ذرائع النظام للتصعيد، فهو أول من زرع الفوضى والتدمير والاعتقال والتهجير وخرق الاتفاقات". وأعرب "عن ثقته بحكمة وجهاء درعا وفعالياتها المدنية"، مؤكداً وقوفه إلى جانبهم في ما يرونه ويقررونه، مع التحذير من أساليب النظام في خرق التفاهمات في كل فرصة.