قوات النظام تتجاهل المفاوضات مع فصائل القلمون وتقتحم بلدة الرحيبة

18 ابريل 2018
النظام يواصل الخروقات (فرانس برس)
+ الخط -



بينما تدور مفاوضات بين فصائل المعارضة وممثلي الأهالي في منطقة القلمون الشرقي من جهة، وكل من النظام السوري وروسيا من جهة أخرى، لتحديد مصير هذه المناطق، سعى النظام السوري إلى الحسم العسكري، ومن دون انتظار نتيجة المفاوضات.


وبدأت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، عملية عسكرية ضد مدينة الرحيبة في منطقة القلمون الشرقي، حيث تدور اشتباكات مع فصائل المعارضة، وذلك بالتزامن مع شن قوات المعارضة هجوماً على قوات النظام في منطقة المحسا المتاخمة لمحافظة حمص.

وقال بيان لفصيل "قوات العبدو"، إن قوات النظام تحاول اقتحام مدينة الرحيبة وسط قصف عنيف، حيث تمكنت من تحقيق تقدم في المزارع المحيطة.

يأتي ذلك رغم استمرار مفاوضات بين ممثلين عن المنطقة وروسيا حليفة النظام، للتوصل إلى اتفاق نهائي يرجح أن يكون مشابهاً لما حصل في مناطق أخرى من ريف دمشق حيث هجرت قوات النظام عشرات آلاف المقاتلين والمدنيين.

ونقلت وكالة "سمارت" عن المتحدث باسم "قوات العبدو"، فارس المنجد، قوله إن "لجنة المفاوضات حاولت التواصل مع قوات النظام لإيقاف إطلاق النار لكن من دون جدوى"، مضيفاً: "من الواضح أن النظام لجأ إلى الخيار العسكري بالنسبة إلى مدينة الرحيبة".

وقالت مصادر محلية إن عشرين عنصراً من قوات النظام قتلوا في اشتباكات عند نقطة الخرنوبي قرب المدينة، مشيرة إلى أنهم من أبناء المنطقة الذين أجروا "تسوية" مع النظام أخيراً.

وتدور منذ يومين اشتباكات بين قوات النظام وفصيلي "جيش تحرير الشام" و"قوات العبدو" في جبال منطقة القلمون الشرقي، حيث أعلن الفصيلان مقتل وجرح عشرات العناصر وتدمير وعطب آليات عسكرية للنظام.

وقال الفصيلان في بيان مقتضب إن مقاتليهما قصفوا غرفة عمليات للنظام في منطقة المحسا المتاخمة لمحافظة حمص، وقتلوا أكثر من عشرين عنصراً وضابطاً ودمروا دبابة.
واستعرض البيان نتائج العملية العسكرية التي يقومان بها منذ أيام في المنطقة، وأبرزها قتل أكثر من سبعين عنصراً من قوات النظام وتدمير والاستيلاء على ست آليات ثقيلة وأربعة مضادات أرضية.

وقال ناشطون إن الطائرات الروسية وطائرات النظام شنت أكثر من 300 غارة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، على منطقة المحسا وجبال القلمون منذ مساء أمس الثلاثاء.

وتشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً بالتزامن مع قصف جوي مكثف منذ ثلاثة أيام، على خلفية تسلم وفد التفاوض في المنطقة تهديدات من قبل الوفد الروسي تدعو فصائل المعارضة في المنطقة للاستسلام.

وكانت لجنة المفاوضات عن مدينة الضمير في القلمون الشرقي توصلت إلى اتفاق منفرد مع روسيا، على إخراج مقاتلي الفصائل العسكرية وعائلاتهم باتجاه الشمال السوري.

وقدرت مصادر محلية أن يشمل الاتفاق خروج نحو خمسة آلاف شخص من مدينة الضمير إلى مدينة جرابلس، بريف حلب الشمالي، بينهم 1500 مقاتل.

وأوضحت أن قوات النظام تسلمت من مقاتلي فصيل "جيش الإسلام" أسلحة ثقيلة ومتوسطة من بينها خمس آليات مزودة برشاشات وعربة ناقلة للجنود في إطار تنفيذ الاتفاق. كما أكد الناطق الرسمي باسم "قوات العبدو" سعيد سيف في تصريحات صحفية، خروج بعض المقاتلين من الفصيل باتجاه الشمال، مشيراً إلى أن "البعض أراد البقاء في المدينة، مع مهلة بين ثلاثة وستة أشهر للعسكريين وحاملي السلاح، للالتحاق بالقطع العسكرية وتسوية أوضاعه" مقابل أن تضمن روسيا عدم دخول الميليشيات الطائفية الموالية لإيران إلى المدينة وعدم تنفيذ اعتقالات عشوائية.

وأصدرت القيادة الموحدة للجيش السوري الحر في القلمون الشرقي، بياناً، تحدثت فيه عن تفاصيل المفاوضات الحاصلة مع قوات النظام وروسيا بخصوص التوصل لاتفاق حول مصير المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر.

وقالت القيادة الموحدة في بيانها، إنها "عقدت جلسة مفاوضات، يوم أمس الثلاثاء، بين الجانبين في دمشق، أسفرت عن الاتفاق على تحييد المدن عن أي عمل عسكري إذا قبلت بتسوية يتم بموجبها إخلاؤها من السلاح والمقاتلين مقابل عدم دخول قوات الأمن والجيش التابع للنظام، وتسجيل قوائم بأعداد من يرغب في تسوية وضعه، وقوائم بأعداد من يرغب في الخروج إلى خارج المنطقة إن وجد".

ويضاف إلى ذلك، "تشكيل قوة دفاع ذاتي من أبناء المدن بعد تسوية أوضاعهم، وقد يستغرق ذلك أسبوعاً، مهمتهم الدفاع عن المدينة بالتنسيق مع الجانب الروسي، وبحث ملف المعتقلات والمعتقلين، وتوفير الخدمات للمدن ودخول دوائر الدولة، وتشكيل لجنة مشتركة ثلاثية تشرف على تسيير هذه المرحلة، وإعطاء المتخلفين عن الخدمة العسكرية عاماً لتسوية وضعهم".



من جهة أخرى، اغتال مسلحون رئيس لجنة التفاوض عن مدينة الضمير، المعروف بشاهر جمعة، فيما أصيب أحد أعضاء لجنة التفاوض المعروف باسم حسين شعبان، حيث تم إطلاق النار عليهما من قبل المسلحين الذين يعتقد أنهم يعملون لمصلحة النظام السوري.