قوات المالكي مدعومة بالصحوات تفشل في اقتحام الفلوجة

02 يونيو 2014
مسلحون يقاتلون إلى جانب المالكي في الفلوجة (أزهر شلال/getty)
+ الخط -

فشلت القوات الأمنية العراقية، بالتحالف مع صحوات العشائر، هذه المرّة، في اقتحام مدينة الفلوجة مرّة أخرى، اليوم الإثنين، رغم شنّ الهجوم من محورين متقابلين؛ غير أنها قتلت وجرحت العشرات من المدنيين نتيجة القصف العشوائي المتواصل، فيما أسفرت عملية الاقتحام هذه عن مقتل 20 شرطياً وأسر 50 آخرين.

وقال مصدر في شرطة محافظة الأنبار لـ "العربي الجديد"، إن قوة من الشرطة والصحوات بدأت للمرة الأولى هجوماً منفرداً بمعزل عن الجيش لاقتحام الفلوجة من محورين؛ الأول من الشمال ينطلق من ناحية الصقلاوية ومنطقة الفلاحات، والثاني من جنوب المدينة في منطقة النعيمية. وأضاف المصدر نفسه، أنّ الشرطة حشدت نحو 1500 عنصر بقيادة الضابط السابق في مديرية شرطة الفلوجة، المقدم عزيز المحمدي.

وأوضح أن الهجوم ترافق مع غطاء جوّي وقصف مدفعي محدود لبعض المناطق من أجل دعم القوة المهاجمة، التي واجهت مقاومة تمثلت بالكمائن والعبوات الناسفة التي زُرعت على حدود الفلوجة. واستمرت المعارك حتى صباح الإثنين، ما اضطر الشرطة إلى الانسحاب لمواقعها في الصقلاوية والفلاحات وعامرية الفلوجة، وفقاً للمصدر نفسه.

وكشف رئيس صحوة أبناء العراق وسام الحردان، عن تحول الفلوجة إلى حقل كبير للألغام، ما أدى إلى استنزاف قوات الجيش خلال خمسة أشهر من القتال. ودعا في حديث لـ "العربي الجديد" إلى "سحب الجيش إلى مسافة تبعد من 5 إلى 10 كيلومترات عن المدن، لمنح المجلس العسكري لثوار العشائر الفرصة للمساهمة في الحل السياسي وإنهاء المظاهر المسلحة في الأنبار". وطالب الجميع بالمشاركة في مؤتمر "الوحدة الوطنية"، المقرر عقده خلال أيام.

بدوره، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب صباح نعمان، عن بدء "عشيرة البوعزام والعشائر المتحالفة معها في الصقلاوية" عملية واسعة سماها "تطهير الفلوجة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)". وقال في بيان، إن "الإعلان عن السيطرة على الفلوجة بالكامل سيكون قريباً"، فيما أعلنت فرقة التدخل السريع الأولى في الجيش العراقي عن عملية عسكرية ضمن أربعة محاور "لتطهير قرى الصقلاوية" المحاذية للفلوجة تمهيداً لاقتحامها.

 وفي السياق، قال المتحدث باسم مستشفى الفلوجة أحمد الشامي أن أكثر من 58 شخصاً قتلوا وأصيبوا في القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف المدينة خلال الساعات الماضية. وأضاف أن المستشفى استقبل 22 قتيلاً، بينهم 5 نساء وطفلان و36 جريحاً، بينهم 11 طفلا و5 نساء، مبيناً أن قصف القوات الأمنية العراقية استهدف أحياء الشهداء ونزال وجبيل والجولان والعسكري والجغيفي.

من جهة ثانية، انفجرت أربع سيارات مفخخة ظهر اليوم في مناطق متفرقة من العراق، وأسفرت عن قتل وجرح نحو 63 شخصاً. وذكر مصدر في الشرطة العراقية لـ "العربي الجديد" أن جنديين قتلا وأُصيب تسعة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري إلى نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة المشاهدة شمال العاصمة.

وفي النجف، قالت دائرة الصحة إن حصيلة السيارة المفخخة التي انفجرت ظهر اليوم بلغت قتيلين و19 جريحاً، وأوضح مصدر في دائرة الصحة لـ "العربي الجديد" أن السيارة انفجرت في سوق شعبية بالحي العسكري شمالي النجف.

وفي بابل، قُتل ثلاثة أشخاص، وأُصيب عشرة آخرون بانفجار سيارة مفخخة أخرى، وقال مصدر في شرطة قضاء المسيّب لـ "العربي الجديد" إن السيارة انفجرت قرب سوق شعبية من ناحية الإسكندرية التابعة للقضاء. كما أُصيب 19 شخصاً بانفجار سيارة مفخخة رابعة في الناصرية جنوبي بغداد، وأكد مصدر في شرطة مكافحة المتفجرات أن السيارة كانت مركونة في منطقة الشامية وسط المدينة.

وفي محافظة ذي قار، أفاد مصدر في الشرطة النهرية بمقتل 11 شخصاً وفقدان 7 آخرين في حادث غرق عبّارة، كانت تقوم بنزهة نهرية وسط المحافظة. وأكد المنتسب في الشرطة النهرية حيدر سوادي لـ "العربي الجديد"، أن العبّارة التي كانت تقل أكثر من 20 راكباً غرقت في ساعة متأخرة من ليلة أمس، موضحاً أن معظم ركابها كانوا من النساء والأطفال.

المساهمون