استدعت النيابة العسكرية الإسرائيلية، جميل الخطيب، محامي الأسير المضرب عن الطعام محمد علان، وأبلغته أنها ستبدأ إجراءات تقديم طلب للتغذية القسرية للأسير، أمام المحكمة المركزية في بئر السبع، مساء غد السبت، بشكل عاجل.
وأوضح الخطيب لـ"العربي الجديد"، "تلقيت اتصالاً من النيابة العسكرية قبل قليل، وأخبرتني بضرورة الحضور إلى قسم العناية المكثفة في المستشفى العسكري الإسرائيلي، سوروكا، في بئر السبع، جنوب فلسطين المحتلة، لإخبار الأسير علان أن النيابة ستقدم بشكل مستعجل مساء السبت طلباً للمحكمة العسكرية المناوبة، يقضي بتنفيذ قانون التغذية القسرية ضد علان".
كما رأى أنّ "هذه التطورات المتسارعة، تشير إلى خطورة الوضع الصحي لعلان، الذي بات يشارف على موت محقّق".
وكان الخطيب قد أشار في وقت سابق، إلى أنّ "صحة علان دخلت مرحلة حرجة بالفعل، وهو يرفض اقتراب أي طبيب منه للمعاينة أو حتى لقياس درجة حرارته"، لافتاً إلى أنه "بعد التدهور الخطير الذي طرأ على صحته مساء أمس الخميس، تمّ نقله إلى العناية المركّزة، خوفاً من توقف قلبه وموته بشكل مفاجئ. وبعد رفضه أي علاج من الأطباء، قامت مصلحة السجون بتشكيل لجنة طبية خاصة لمتابعة وضعه الصحي".
وناشدت عائلة علان، عبر "العربي الجديد"، الفاعليات الرسمية والشعبية الفلسطينية للتحرك قبل فوات الأوان، للتضامن مع ابنها وإرغام الاحتلال الإسرائيلي على التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراحه، قبل فوات الأوان، علماً أن علان مصرّ على عدم تلقي أي فحص طبي، وعدم كسر إضرابه عن الطعام المستمر منذ 16 يونيو/ حزيران.
وفي أول ردود الفعل، حذر نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي صادر عنه، مساء اليوم، من إقدام سلطات الاحتلال على استخدام وتطبيق قانون التغذية القسرية بحق الأسير محمد علان، معتبراً أن استخدام هذا القانون الذي يرفضه العالم هو بمثابة قرار إعدام بحق الأسير علان.
وطالب نادي الأسير في بيانه المؤسسات الحقوقية والدولية بضرورة التدخل العاجل لمنع الاحتلال من استخدام قانون التغذية القسرية بحقه.
كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان صادر عنها اليوم، عن قلقها الكبير إزاء تدهور صحة علان. وصرح جاك دي مايو، رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة، قائلاً: "نعتقد أن حياة السيد علان معرّضة لخطر داهم. ولم تتمكن أسرته من زيارته منذ 22 آذار/ مارس ويساورها قلق شديد بشأنه. ونظراً إلى الظروف الحالية، نطلب من السلطات الإسرائيلية السماح لأسرته بزيارته على نحو عاجل".
وبمقتضى اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، يحق للمحتجز تلقي زيارات من أسرته.
وتابع دي مايو قائلاً: "في ما يتعلق بإضراب السيد علان عن الطعام، لا بد لأي حلّ من أن يراعي ضرورة حماية سلامته المعنوية والجسدية. ويجب احترام اختيار المحتجز وصون كرامته".
وزار مندوبو اللجنة الدولية والطاقم الطبي التابع لها علان على نحو متكرر في الأسابيع الأخيرة بهدف مراقبة حالته الصحية والمعاملة التي يتلقاها من سلطات السجن.
اقرأ أيضاً: الأسرى في سجون الاحتلال يضربون عن الطعام