وشاهد مراسل "العربي الجديد" مجموعة من السيارات المسلحة متوقفة أمام المقر الرئيس للمؤسسة بطريق السكة، بالقرب من مقر رئاسة الوزراء، وتحمل هذه السيارات شعارات "هيئة حماية قطاع النفط والغاز"، وهي كتيبة مسلحة تابعة لحكومة الإنقاذ، تتخذ من مقرات تابعة للمؤسسة بطرابلس المطار مقرات لها.
من جهته، استنكر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس، مصطفى صنع الله، ذلك، واصفاً الخطوة بـ"الرخيصة، من أجل إقحام المؤسسة في التجاذبات السياسية والعسكرية الحالية".
وقال صنع الله: إن "البيانات الصادرة عما يعرف بحكومة الإنقاذ الوطني وهيئة النفط والغاز التابعة لها لا تمثل رأي المؤسسة"، مؤكداً تحييد المؤسسة ومنشأتها عن الصراعات الدائرة في البلاد.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيانها حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن تبعيتها لمجلس النواب بصفته أعلى سلطة تشريعية، وللمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بصفته أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، وذلك بموجب الاتفاق السياسي الليبي.
وفي ما يتعلق بالموقف من موانئ الهلال النفطي، قالت المؤسسة: "نحن نقف مع وحدة البلاد دائماً وأبداً، وهدفنا هو زيادة الإنتاج النفطي، وبالتالي زيادة الإيرادات العامة، ولقد حققنا تقدماً جيداً في الأشهر القليلة الماضية في استعادة الإنتاج وزيادة معدلات التصدير، وهذا الأمر كان وما زال أولوية وطنية".
وأضافت: "إننا ضد أي أعمال من شأنها الأضرار بالبنية التحتية لقطاع النفط بالبلاد من حقول وخطوط نقل وموانئ ومصانع ومرافق. إننا بحاجة إلى خطوات ملموسة لتجنيب هذه الأصول أي أضرار".
وأفادت المصادر، في حديث لــ"العربي الجديد"، أن "ثلاث سيارات تابعة لـ"سرايا الدفاع" التي استهدفها الطيران احترقت، فيما أصيب المستشفى بأضرار بالغة، دون أن يشير إلى وقوع أضرار بشرية في صفوف مسلحي السرايا، أو نزلاء بالمستشفى.
وقال أحد المصادر، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن القصف الجوي لم يتوقف في محيط الموقع النفطي، مشيراً إلى أن غارات جوية استهدفت تمركزاً لـ"سرايا الدفاع" في محيط محطة لتحلية المياه ظهر اليوم السبت.
وأكد أن "السيطرة على موقعي راس لانوف والسدرة آلت لـ"قوات سرايا الدفاع"، فيما تدور الاشتباكات على الأرض في مناطق بن جواد والعقيلة بعيداً عن الموقعين".
وكان آمر غرفة عمليات القوات، المقدم طيار شريف العوامي، أكد، خلال تصريحات صحافية اليوم السبت، انسحاب القوات من منطقتي السدرة وراس لانوف وسحب الطائرات المتواجدة بهما إلى أماكن أخرى، مضيفاً أن "خسارة معركة لا تعني نهاية الحرب، فالحرب الحقيقة قد بدأت الآن"، على حد قوله.
وبحسب معلومات وصلت لــ"العربي الجديد"، فإن تحشيدات عسكرية كبيرة تصل إلى مقرات عسكرية بالبريقة ومحيط راس لانوف من شرق البلاد لتعزيز قوات حفتر، في إشارة لإمكانية استئناف القتال مجدداً.