قناة بنما تفتتح توسعاتها وتسعى لانتزاع زبائن من "السويس"

25 يونيو 2016
ستستفيد التجارة العالمية من توسعة القناة (Getty)
+ الخط -

بعد تسعة أعوام من أشغال هائلة، تدشن بنما الأحد قناتها التي تم تجديدها وتوسيعها لاستقبال سفن أكبر، على أمل تحفيز قطاعها التجاري وانتزاع زبائن من منافستها الرئيسية قناة السويس.

وبحضور قادة نحو عشر دول بينهم رئيس تايوان تساي اينغ-وين والرئيسة التشيلية ميشال باشيليه، ستكون سفينة صينية أطلق عليها اسم "كوسكو شيبينغ بنما" لهذه المناسبة، أول سفينة تعبر القناة بعد توسيعها.

وباتت البنية التحتية التي يبلغ عمرها مائة عام وعامين تسمح بمرور سفن تنقل عدداً يصل إلى 14 ألف حاوية ويمكن أن يبلغ عرضها 49 متراً وطولها 366 متراً، أي أن قدرتها ازدادت ثلاثة أضعاف.
وفي الماضي كانت السفن الكبيرة جداً مضطرة لأن تسلك قناة السويس الأوسع.

لذلك تأمل بنما أن تحسن خلال عشرة أعوام أداءها السنوي عبر مضاعفة حجم العبور (الترانزيت، 300 مليون طن) والعائدات (مليار دولار).

وتشكل القناة أصلا معبرا إلزاميا لـ5% من التجارة البحرية العالمية، والدولتان الرئيسيتان اللتان تستخدمانها هما الولايات المتحدة والصين.

وستكون الدولة البنمية أول المستفيدين من تحسن العائدات.
وقال الرئيس البنمي السابق نيكولاس ارديتو بارليتا نائب الرئيس السابق للبنك الدولي في أميركا اللاتينية "مع قناة موسعة، ستزداد عائدات الخزانة وهذا ما سيعود بالفائدة على قطاعات أخرى للنشاط الاقتصادي" في البلاد.

وتابع أن القناة ونشاطات لوجستية أخرى وخدمات مصرفية مرتبطة بها، تؤمن 45% من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد.

وستستفيد التجارة العالمية أيضا من العملية بينما ستستفيد الولايات المتحدة وآسيا من خفض نفقات انتقال البضائع بينها.


وأكبر سوق مستهدف بتوسيع القناة هو نقل الغاز الطبيعي المسال من ولايتي تكساس ولويزيانا الأميركيتين إلى آسيا وخصوصا إلى اليابان.

وقال الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا إن "تدشين القناة الموسعة يعني فرصا جديدة للتجارة الدولية، وبالنسبة لبنما، تعزيز الامتيازات التنافسية كمركز لوجستي".

الوجه الحقيقي لبنما

يأتي الاحتفال بتدشين القناة في وقت مناسب للبلاد التي هزتها فضيحة التهرب الضريبي العالمية "أوراق بنما" التي كشفت منذ بداية نيسان/ أبريل عن استخدام شركات وهمية أوفشور عبر مكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا للتهرب الضريبي.

ويريد هذا البلد أن يجذب أنظار العالم الأحد بهذه القناة الشهيرة التي أعلنت واحدة من العجائب السبع في العالم الحديث.

وقال مدير القناة خورخي كيخانو "نظهر للعالم الوجه الحقيقي لبنما وهذا يجب أن يكون له تأثير إيجابي على صورة البلاد في مواجهة ما نمر به من صعوبات".
وأضاف أن "الأشغال انتهت ونشعر بارتياح كاف لننتقل غلى مرحلة العمليات".

وكان المشروع يقضي عند إطلاقه في 2007 ببناء قناة ثالثة وسد متحرك ثالث على جانب المحيط الهادئ وآخر على البحر الكاريبي مع تحسين جوانب أخرى في القناة.

لكن التنفيذ بدا أكثر تعقيدا ووقعت خلافات باستمرار بين غدارة القناة والتجمع الموحد للقناة الكونسورسيوم المكلف غنجاز الأشغال، مما أدى إلى تأخير.

في 2014 لم يتردد الكونسورسيوم الذي يضم المجموعات الإسبانية "ساسير" والإيطالية ساليني "ايمبريجيليو" والبلجيكية "جاد دي نول" والبنمية "كونستروكتورا اوربانا"، في تعليق العمل للمطالبة بميزانية إضافية تبلغ 3,5 مليارات دولار.

وشكلت إضرابات عدة قام بها عمال وتشققات ظهرت في واحد من السدود الجديدة ضربة جديدة للمروجين للمشروع.

وفي نهاية المطاف ستدشن القناة الموسعة بعد تأخير عشرين شهراً وكلفة 5,45 مليارات دولار، لكن الخبير البنمي كارلوس غيفارا-مان أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية فلوريدا قال إن "الكلفة قد تكون أكبر من المتوقع بكثير بسبب المبالغ التي يطالب بها" الكونسورسيوم.

واعترف كيخانو بأن توسيع القناة التي مرت فيها أكثر من مليون سفينة منذ تدشينها في 1914 "طفل نقوم بتوليده عبر عملية وضع طويلة".

المساهمون