وتعتبر هذه المرة الأولى من نوعها في تاريخ القناة التي تعلن فيها الهيئة عن إيرادات قناة السويس بالعملة المحلية (الجنيه) بعد أن دأبت على احتسابها بالدولار الأميركي.
ويقول خبراء اقتصاد، إن الحكومة المصرية تعمدت عدم إظهار إيرادات قناة السويس بالدولار في سابقة هي الأولى من نوعها، بسبب تسجيلها تراجعاً عما تم تحقيقه في نفس الشهر من العام الماضي 2015.
وتعادل الإيرادات المحققة في مارس/آذار الماضي نحو 392.8 مليون دولار بحساب سعر الصرف الرسمي حالياً البالغ 8.85 جنيهات، بينما المحقق في نفس الشهر من عام 2015 نحو 420.1 مليون دولار، أي أن هناك تراجعاً في الإيرادات بنسبة 6.9%.
ووصف هاني توفيق، رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "القاهرة اليوم"، في 20 أبريل/نيسان الماضي، حساب الزيادة في إيرادات قناة السويس بالجنيه المصري بعد الارتفاع الأخير في سعر الدولار الآن بـ"التهريج".
وأكد تقرير صادر من هيئة قناة السويس أن شهر مارس/آذار الماضي شهد عبور 1454 سفينة مقابل 1437 سفينة خلال الشهر نفسه من السنة الماضية.
بينما تراجعت حمولة السفن المارة من القناة بنسبة 2.5% على أساس سنوي، حيث وصلت إلى 80.4 مليون طن مقابل 82.5 مليون طن في مارس/آذار 2015.
وأفادت وكالة "رويترز" أن هيئة قناة السويس لم تنشر الإيرادات بالدولار على موقعها منذ فبراير/شباط الماضي، مما يصعب إجراء مقارنات شهرية بعدما خفض البنك المركزي المصري قيمة الجنيه في مارس/آذار الماضي.
وكان "العربي الجديد" قد نبهت، في وقت سابق، إلى توقف السلطات المصرية عن الإعلان عن إيرادات قناة السويس، وهو الأمر الذي أرجعه محللون في قطاع الملاحة والاقتصاد إلى وجود ارتباك حكومي، بعد أن شهدت عائدات الممر الملاحي العالمي تراجعاً خلال الأشهر الماضية، وهو ما تنفيه مؤسسة الرئاسة المصرية.
ولم تنشر قناة السويس إيراداتها الرسمية عن شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، في خطوة غير مسبوقة، بعدما أظهرت إحصائيات الملاحة في الفترة من أغسطس/آب 2015 وحتى فبراير/شباط 2016، تراجعا في الإيرادات، لتبلغ نحو 3 مليارات و10 ملايين دولار، مقابل 3 مليارات و167 مليون دولار خلال الفترة المناظرة، وذلك رغم افتتاح تفريعة جديدة، قالت الحكومة إنها ستزيد الإيرادات بشكل كبير.
وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن إيرادات القناة لم تنخفض، بل زادت بعد افتتاح مشروع "قناة السويس الجديدة" في أغسطس/آب الماضي.
لكن بيانات هيئة قناة السويس تظهر تراجع إيرادات القناة خلال العام الماضي، وكذلك في أول شهرين من العام الجاري، وفقاً لما نشرته وكالة "رويترز" سابقاً.
وقال السيسي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بإعطاء إشارة البدء لحصاد القمح في مشروع زراعة 1.5 مليون فدان: "سمعت ناس بتقول إن إيرادات قناة السويس قلت..لأ طبعاً..إنما زادت..وأنا لما بقول كده ده كلام مسؤول".
ولم يعلن السيسي قيمة إيرادات قناة السويس أو نسبة الزيادة التي تحققت.
وكانت هيئة قناة السويس قد أعلنت، في يناير/ كانون الثاني الماضي، عن انخفاض إيرادات القناة في العام الماضي إلى 5.175 مليارات دولار بانخفاض بلغ 290 مليون دولار عن 2014، الذي وصلت فيه إلى 5.465 مليارات دولار.
وأرجع ناجي أمين، مدير إدارة التخطيط في هيئة قناة السويس، في مؤتمر صحافي عقدته الهيئة للإعلان عن إيرادات العام 2015، انخفاض إيرادات القناة إلى "أسباب متعددة تتعلق بوحدة حقوق السحب الخاصة (SDR)، وتتعلق أيضاً بانخفاض سعر البترول عالمياً".
وافتتحت مصر، في أغسطس/آب الماضي، التفريعة الجديدة لقناة السويس بعد أشغال استمرت عاماً كاملاً.
وبُعيد افتتاح التفريعة الجديدة، توقعت هيئة قناة السويس ارتفاع إيرادات القناة إلى 13.2 مليار دولار سنوياً بحلول 2023.
وتم جمع 64 مليار جنيه من المصريين لتمويل المشروع من خلال شهادات استثمار بفائدة سنوية 12%.