مع اندثار الهدنة، التي لم تدم طويلاً، تحت أنقاض أعنف حملة قصف شهدتها حلب، منذ بدء الحرب الدائرة في سورية؛ بدأت وتيرة الدعم العسكري، الذي تقدّمه روسيا للنظام السوري تتزايد، ولعلّ أحد الشواهد على ذلك، كما تذكر مجلة "فورين بوليسي"، هي طائرات "سو 25" الروسية، التي ظهرت في مقاطع فيديو، خلال الأيام الماضية، وهي تقدّم الدعم للطائرات السورية في اللاذقية، ما يثبت أن موسكو أعادت نشر هذه الطائرات بعد فترة قليلة ممّا أطلقت عليها، في حينها، عملية "خفض القوّات" في سورية.
وما يميّز هذه الطائرات، بحسب "فورين بوليسي"، هو أنّها تستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة، وإصابة أهدافها على الأرض بشكل أدق، وأهمّيتها تضاهي أهمّية طائرات "A10 warthog" في الأسطول الأميركي.
وهذه الميزات منحتها إمكانية استهداف الأحياء والأزقة الضيقة بالقنابل العنقودية والحارقة، لكن إذا تتبّعنا حجم الدّمار الذي خلّفته الهجمة الشرسة في حلب، خلال الأيام الماضية؛ ندرك أنّ مهمّة هذه الطائرات تعدّت مسألة مساعدة طائرات النظام، وأنّ ثمّة نوعاً آخر أشدّ فتكاً، من القنابل، قد استخدم، والحديث هنا، بحسب المجلّة الأميركية، يدور حول قنبلة "بيتاب 500" التي تزن 1000 رطل.
وهذه القنبلة، في الواقع، صممت لاختراق أعماق الأرض، من خلال إحداث ثقوب في الطبقات الخرسانية قبل أن تنفجر الحشوة المتفجّرة فيها، وهي، بذلك، قادرة أن تسوي مبانيَّ كاملة بالأرض.
لكنّ هذا النوع من القنابل ليس جديداً على ساحات المعارك في سورية، فقد عمدت الطائرات الروسية إلى إطلاقها، منذ بدء حملتها في الأراضي السورية في سبتمبر/أيلول عام 2015، وقد تباهى قادة عسكريون روس باستخدامها لهدم عدد من تحصينات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومخابئ الأسلحة التابعة له، لكن يمكن القول، إن هذه تعدُّ المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام القنبلة في المناطق المدنية.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، يقول أحد سكان حلب، لقناة "سي إن إن" الأميركية، إن "المدينة الآن تحوّلت إلى مدينة أشباح"، مضيفاً: "كنت معتاداً على البراميل المتفجّرة، وكان بوسعي النوم بشكل اعتيادي، حتّى عند إلقائها، لكن ذلك الأمر لم يعد ممكناً الآن، فالصواريخ الجديدة باتت مرعبة ومزعجة للغاية".
وعطفاً على ذلك، يقول سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، إنّ هذه القنابل "ملائمة أكثر لتدمير المنشآت العسكرية، وهي الآن تستهدف البيوت، وتقضي على الملاجئ، وتصيب بالشلل، وتسبب التشوّهات، وتقتل العشرات".
أمّا في ما يخصّ طائرات (سو 25)، فهي، كذلك، غير مناسبة لحروب المدن، إذ جرى تطويرها خلال الحرب الباردة كطائرة استطلاع بطيئة مهمّتها إعطاب دبابات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والقوّات البريّة، من خلال صواريخها ومدافع (30 ملم) التي تحملها، وهي مناسبة أكثر للقتال في جبال شمال وغرب سورية، على سبيل المثال، من أن تسيّر لقصف المدن.
وبحسب "فورين بوليسي"، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الطائرات هي إحدى نسخ الجيل الجديد لطائرات "فروغفوت"، ويطلق عليها اسم "سو 25 إم3"، التي كان من المفترض أن تدخل الخدمة نهاية هذا العام.
وتذكر المجلّة أنّ هذه النّسخة المطوّرة من طائرات "سو" تمتلك تقنيّات تشويش جديدة، لها القدرة على تعطيل أنواع عدّة من الصواريخ، بدءاً بالصواريخ التي تُطلق عن الكتف، وحتّى الصواريخ الموجّهة بالأشعة تحت الحمراء، وفقاً للتقارير الروسية.
الطائرات الجديدة، أيضاً، لديها أجهزة استشعار تتيح لها تعقّب قوّات العدو البرية لمسافة تصل إلى عدّة كيلومترات، وتحديد التهديدات على الأرض، ونقل البيانات التي تجمعها إلى القوّات البريّة.
اقــرأ أيضاً
وما يميّز هذه الطائرات، بحسب "فورين بوليسي"، هو أنّها تستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة، وإصابة أهدافها على الأرض بشكل أدق، وأهمّيتها تضاهي أهمّية طائرات "A10 warthog" في الأسطول الأميركي.
وهذه الميزات منحتها إمكانية استهداف الأحياء والأزقة الضيقة بالقنابل العنقودية والحارقة، لكن إذا تتبّعنا حجم الدّمار الذي خلّفته الهجمة الشرسة في حلب، خلال الأيام الماضية؛ ندرك أنّ مهمّة هذه الطائرات تعدّت مسألة مساعدة طائرات النظام، وأنّ ثمّة نوعاً آخر أشدّ فتكاً، من القنابل، قد استخدم، والحديث هنا، بحسب المجلّة الأميركية، يدور حول قنبلة "بيتاب 500" التي تزن 1000 رطل.
وهذه القنبلة، في الواقع، صممت لاختراق أعماق الأرض، من خلال إحداث ثقوب في الطبقات الخرسانية قبل أن تنفجر الحشوة المتفجّرة فيها، وهي، بذلك، قادرة أن تسوي مبانيَّ كاملة بالأرض.
لكنّ هذا النوع من القنابل ليس جديداً على ساحات المعارك في سورية، فقد عمدت الطائرات الروسية إلى إطلاقها، منذ بدء حملتها في الأراضي السورية في سبتمبر/أيلول عام 2015، وقد تباهى قادة عسكريون روس باستخدامها لهدم عدد من تحصينات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومخابئ الأسلحة التابعة له، لكن يمكن القول، إن هذه تعدُّ المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام القنبلة في المناطق المدنية.
وعطفاً على ذلك، يقول سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، إنّ هذه القنابل "ملائمة أكثر لتدمير المنشآت العسكرية، وهي الآن تستهدف البيوت، وتقضي على الملاجئ، وتصيب بالشلل، وتسبب التشوّهات، وتقتل العشرات".
أمّا في ما يخصّ طائرات (سو 25)، فهي، كذلك، غير مناسبة لحروب المدن، إذ جرى تطويرها خلال الحرب الباردة كطائرة استطلاع بطيئة مهمّتها إعطاب دبابات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والقوّات البريّة، من خلال صواريخها ومدافع (30 ملم) التي تحملها، وهي مناسبة أكثر للقتال في جبال شمال وغرب سورية، على سبيل المثال، من أن تسيّر لقصف المدن.
وبحسب "فورين بوليسي"، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الطائرات هي إحدى نسخ الجيل الجديد لطائرات "فروغفوت"، ويطلق عليها اسم "سو 25 إم3"، التي كان من المفترض أن تدخل الخدمة نهاية هذا العام.
وتذكر المجلّة أنّ هذه النّسخة المطوّرة من طائرات "سو" تمتلك تقنيّات تشويش جديدة، لها القدرة على تعطيل أنواع عدّة من الصواريخ، بدءاً بالصواريخ التي تُطلق عن الكتف، وحتّى الصواريخ الموجّهة بالأشعة تحت الحمراء، وفقاً للتقارير الروسية.
الطائرات الجديدة، أيضاً، لديها أجهزة استشعار تتيح لها تعقّب قوّات العدو البرية لمسافة تصل إلى عدّة كيلومترات، وتحديد التهديدات على الأرض، ونقل البيانات التي تجمعها إلى القوّات البريّة.