قمة اللحظات الأخيرة بين بوتين وتسيبراس لإنقاذ اليونان

07 ابريل 2015
رئيس الوزراء اليوناني اليساري أليكسس تسيبراس (أرشيف/getty)
+ الخط -

ماذا يتوقع المراقبون حينما يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء اليوناني اليساري أليكسس تسيبراس وجها لوجه في العاصمة موسكو غدا الأربعاء، خاصة وأن الأول محاصر بالعقوبات والعزلة الدولية، والثاني تلاحقه الديون ومستقبله رهن بتقديم التنازلات؟
هذا السؤال المحير يلخص زيارة تسيبراس إلى موسكو غدا ولقاء بوتين.

إذ إن موسكو تواجه منذ ضم القرم ومساندة الانفصاليين شرق أوكرانيا أسوأ حالاتها الاقتصادية، إذ يتضافر الحظر الغربي على روسيا مع انخفاض أسعار النفط ليزيد من تدهور الوضع المالي والنقدي.

وفي المقابل، فإن تسيبراس يواجه المطالب الأوروبية باستيفاء شروط الإنقاذ المالي التي خلصت اليونان من براثن الإفلاس.

فكيف يمكن للرئيس بوتين الذي لا يملك حالياً سوى ترسانة الأسلحة الذرية، أن ينقذ رئيس الوزراء اليوناني، الذي أصبح مستقبله معلقاً بين تشدد بروكسل في تنفيذ شروط خطة الإنقاذ المالي وبين الوعود التي قطعها الرجل للناخبين في يناير/كانون الثاني الماضي؟

وكان صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية قد قدمت لليونان حزمة إنقاذ مالي قيمتها 240 مليار يورو " حوالي 257 مليار دولار" في العام 2012، مقابل تنفيذ شروط تقشف قاسية وخطط لإصلاح الاقتصاد اليوناني.

وحسب تقارير بريطانية، فإن أموال الحكومة اليسارية المتاحة للإنفاق ستنفد في 20 أبريل/نيسان المقبل، أي قبل أربعة أيام من بدء المفوضية الأوروبية مناقشة خطة الإصلاح.

وقبيل بدء زيارته لموسكو وصف تسيبراس الحظر الأوروبي على روسيا في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، بأنه "طريق إلى المجهول".

وقال إن العلاقات بين روسيا واليونان علاقات تاريخية. وأضاف " أن هذه الزيارة ستمكنه من مناقشة سبل تطوير التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري مع موسكو". وقبيل بدء زيارته لموسكو سبقه وزير الطاقة اليوناني أنايوتيس لافازانيس إلى موسكو.

وأشار تسيبراس إلى أن اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي ستكون حلقة وصل بين روسيا والغرب، لكن هذه التصريحات لا تعني في الواقع شيئاً، لأن اليونان التي باتت "منبوذة" أوروبياً لن تفيد روسيا التي تبحث عن وسيط لإزالة التوتر مع بروكسل، ومعلوم أن اليونان قد تصبح خارج منطقة اليورو خلال الشهور المقبلة، ما لم يقدّم رئيس الوزراء اليوناني التنازلات المطلوبة من قبل دول منطقة اليورو.

لكن محللين يصفون هذه التصريحات بأنها محاولة من تسيبراس لابتزاز الاتحاد الأوروبي، بأنه يملك بدائل، ويمكن أن يدفع اليونان باتجاه التقارب مع روسيا، ولكن في المقابل فإن أوروبا، لا تأبه بمثل هذه الألاعيب، إذ قالت المستشارة الألمانية ميركل ببرود في ردّها على الزيارة "لقد سبق لي أن زرت موسكو".



اقرأ أيضاً:
شبح الإفلاس يطارد اليونان

المساهمون