قليل السجائر خطير ككثيرها

17 أكتوبر 2019
عدد السجائر غير مهم نسبياً (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -

التدخين ليس مزحة، فاستهلاك خمس سجائر فقط يومياً يؤذي رئتيك بالدرجة نفسها تقريباً لتدخين علبتين (40 سيجارة)، بحسب دراسة أجرتها "كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا" الأميركية، وعرضها موقع "نيويورك بوست". وتوصلت الدراسة كذلك إلى أنّ وظيفة الرئة لا تعود إلى طبيعتها بالسرعة التي يتوقعها الناس عادة إذا أقلعوا عن التدخين.

فحص الفريق البحثي بيانات 25.352 من البالغين الذين خضعوا لفحوص الرئة مرتين على الأقل بين عامي 1983 و2014. وركز الباحثون على وظائف الرئة لديهم، أي ما يرتبط تحديداً بكمية الهواء التي يمكن للشخص أن يتنفسها شهيقاً وزفيراً. وجد الفريق أنّ وظيفة الرئة لدى من لا يكثرون التدخين تتدهور بسرعة، على العكس من غير المدخنين، بل إنّ من يدخنون "على الخفيف" يقتربون من المدخنين بكثرة في هذا المعيار. فإذا كان غير المدخن يخسر صفر مليلتر من سعة رئته خلال العام، فإنّ المدخن الخفيف يخسر نحو 7.65 مليلترات، ويفقد المدخن الثقيل 11.24 مليلتراً. وهو ما يعني أنّ التدخين الخفيف لمدة عام واحد معادل للتدخين الثقيل لمدة تسعة أشهر.

في هذا الإطار، قالت الدكتورة إليزابيث أولسنر، قائدة فريق الدراسة: "يفترض كثيرون أنّ تدخين بعض السجائر في اليوم ليس بالأمر السيئ، لكن اتضح أنّ الفارق في خسارة القدرات الوظيفية للرئة بين شخص يدخن خمس سجائر يومياً مقابل شخص آخر يدخن علبتين يومياً هو فارق صغير نسبياً". وتشير النتائج التي توصلت الدراسة إليها إلى أنّ المدخنين عموماً قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، والتهاب الشعب الهوائية، وانتفاخ الرئة.

كذلك، اختبرت أولسنر وفريقها دراسة قديمة، يستشهد بها على نطاق واسع، تقول إنّ قدرة الرئة الطبيعية تعود خلال بضع سنوات من الإقلاع عن التدخين. لكنّها وجدت أنّ الإقلاع عن التدخين يساعد في الحفاظ على قدرة الرئة بشكل كبير، لكنّ وظيفة الرئة لا تعود إلى "طبيعتها" أي ما كانت عليه قبل بدء المدخن المزمن تدخينه، وإن بعد ثلاثين عاماً من الإقلاع. وقالت أولسنر: "تحدث اختلافات تشريحية في الرئة لدى المدخنين، وتستمر لسنوات بعد إقلاعهم، كما يستمر نشاط الجينات في التغير أيضاً".




في المحصلة، لا تقدم نتائج الدراسة خبراً جيداً للمدخنين، والمدخنين السابقين، أو مدخني السجائر الإلكترونية الذين عادوا أخيراً إلى السجائر العادية في أعقاب أزمة المرض الغامض الذي يصيب الجهاز التنفسي، لكنّ أولسنر علقت أنّ المطلوب هو التوقف نهائياً عن التدخين، مهما كان عدد السجائر المستهلكة.
المساهمون