وكان عدد رجال الشرطة، أمس الخميس، يفوق عدد السياح في كافة المواقع الأثرية في مدينة الأقصر البالغ عدد سكانها مليوناً ونصف المليون نسمة في صعيد مصر غداة إحباط الهجوم الذي كان يستهدف السياح في معبد الكرنك، وفق وكالة "فرانس برس".
وفي المعبد، وعلى بعد 50 متراً من مكان الحادث، تجول حوالى 200 سائح في طريق الكباش وتفرجوا على أبواب معبد آمون.
وفي الموقف الخاص بالمعبد حيث وقع الاعتداء، لم يكن هناك سوى 7 حافلات كبرى و3 أخرى صغيرة قبل الـ 10 صباحاً، رغم أن هذا الموقف اعتاد استقبال عشرات الحافلات يومياً.
ويوم الاعتداء، كان هناك 604 سياح في الكرنك.
وقال صلاح الماسخ، مدير حفريات الآثار في الكرنك: "بالتأكيد هناك سياح أقل من البارحة، فقد ألغيت رحلات منظمة قادمة من الغردقة" على البحر الأحمر.
وأحاط رجال الشرطة بالمدينة، وخصوصاً عند أطراف المواقع الأثرية، وسارت دوريات أمنية لقوات النخبة في الشرطة حول كل موقع، وهي إجراءات غير مألوفة، وفق السكان.
وقدمت نيابة الأقصر وشهود الخميس رواية مختلفة لوقائع الاعتداء الانتحاري، الذي كان يستهدف معبد الكرنك، مؤكدة أن نباهة السائق ساعدت في إحباط الهجوم بعد دخول المسلحين إلى الموقف الخاص بحافلات السياح.
وقال رئيس نيابة الأقصر، وائل أبو ضيف، الذي يشرف على التحقيق: "لقد ادعوا أنهم سياح ودخلوا موقف المعبد"، مؤكداً أنهم "لم يتعرضوا للتفتيش الأمني كما يجب"، وفق "فرانس برس".
وأضاف أن المهاجمين، وبعد توقيف السيارة التي استأجروها جلسوا على "شرفة المقهى في انتظار تجمع عدد كبير من السياح لمهاجمتهم".
اقرأ أيضاً: عزيزي مؤيد السيسي
وأمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مساء أول أمس الأربعاء، بتكثيف الانتشار الأمني في المواقع الحساسة، بما فيها المواقع السياحية في أول رد فعل على هجوم الكرنك.
وعبر عدد من العاملين في السياحة عن قلقهم وخوفهم من انهيار هذا القطاع، الذي يعتبر أحد أهم أعمدة الاقتصاد المصري.
وقال رئيس قطاع السياحة الداخلية في وزارة السياحة، مجدي سليم، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إن "محاولة الهجوم على معبد الكرنك، تعد ضربة قاصمة للسياحة في مصر بشكل عام والسياحة في الأقصر وأسوان جنوب البلاد بشكل خاص".
وأضاف أن محافظتي الأقصر وأسوان اللتين تعتمدان على السياحة بشكل كبير، تعانيان بالأساس من تراجع نسبة الإشغالات، حيث تتجاوز 10%، متوقعاً أن تقل عن هذه النسبة بعد الحادث الأخير.
وتابع: "كنا نسعى في الفترة الأخيرة لرفع حظر السفر، الذي ما تزال بعض الدول تبقي عليه إلى عدة مناطق مصرية، ومنها القاهرة والأقصر وأسوان، لكن بعد الحادث من المؤكد أن هذه الدول ستظل على موقفها، ولن ترفع الحظر في الوقت الحالي".
وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة، طلب عدم ذكر اسمه في تصريح خاص، إن التأثير السلبي لمحاولة استهداف معبد الكرنك، أمس، لن يقتصر على السياحة الثقافية في جنوب مصر المتمثلة في المناطق الأثرية، وإنما سيمتد إلى المناطق الساحلية على شاطئ البحر الأحمر شرق البلاد وجنوب سيناء (شمال شرق).
وتوقع أن يساهم الحادث في وقف بعض الدول لرحلاتها إلى الأقصر خلال موسم الشتاء المقبل، لتعود المحافظة مجدداً إلى المناطق التي يشملها حظر الرحلات.
اقرأ أيضاً: مصر تخشى "ضربة قاصمة" للسياحة بعد هجوم معبد الكرنك