قلق عراقي من تحولات "داعش" بعد معركة الفلوجة

عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
23 يونيو 2016
E07C6464-028B-41F8-BA9B-140311400CC0
+ الخط -
لم يتبق لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق من المدن الرئيسة سوى الموصل شمال العراق. فاقتحام القوات الحكومة النظامية ومليشيات الحشد الشعبي مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها التنظيم، منذ عامين ونصف العام، وإنزال علم خلافته كان بمثابة قطع آخر حبال الوصل بين أراضي "الخلافة" المتصلة من العراق غرباً الى الموصل شمالاً، مروراً بالأراضي السورية الشرقية والجنوبية منها التي اندمجت مع جارتها العراقية تحت سلطة التنظيم.
ويواجه التنظيم منذ شهر حملة عسكرية في الفلوجة تعد الأوسع من نوعها بالعراق، بعدما حشد لها 43 ألف مقاتل نظامي ومليشياوي فضلاً عن وحدات الحرس الثوري والدعم الأميركي الجوي، نتج عنها اقتحام المدينة وإنزال علم التنظيم من أعلى أبنيتها. غير أن المعارك لم تنته، لليوم السادس على التوالي، من عمر اقتحام الفلوجة، حيث يستمر نزيف القوات العراقية والمليشيات بينهم قيادات بارزة سقطوا قتلى وجرحى.




ولا تزال المعارك متواصلة وتحديداً بالأحياء الفاصلة بين الجانب الشمالي والجنوبي من الفلوجة، فيما تستمر، للأسبوع الثاني على التوالي، المعارك في الزنكورة والحلابسة والجزيرة شمال وشمال شرق الرمادي. ويحدث ذلك في الوقت الذي تشهد فيه هيت هجمات صاروخية على وسط المدينة من "داعش". وفي الشمال شنّ تنظيم "داعش" هجمات على غرب بيجي وجنوب تكريت، حيث حقول نفط عجيل وعلاس، فيما أصابت مفخخات "داعش" القوات العراقية بالشلل الجزئي وهي تسعى للتقدم الى سهول البعاج والقيارة جنوب الموصل بمحافظة نينوى شمال العراق.

وفي السياق ذاته، حذر تقرير صادر عن ديوان استخبارات وزارة الدفاع العراقية، أمس الأربعاء، مما وصفه "تحول تنظيم داعش من مرحلة الوجود المادي على الأرض العراقية الى خلايا وجيوب تنتشر في كل مكان وتمنع استقرار المدن وقد تسقطها متى ما تشاء".
وينقل ضابط رفيع في الجيش العراقي عن التقرير تحذيره من أن "التنظيم كان بإمكانه، أخيراً، السيطرة على مناطق عدة في هيت وكبيسة وبيجي بعدما هاجمها بسيارات مفخخة ومقاتلين، لكنه عوضاً عن ذلك انسحب بعد إسقاطه العشرات من القوات الأمنية والمليشيات الى مناطق مجهولة وتلاشى عن الأنظار".
ووفقاً للضابط نفسه، يشدد التقرير على "ضرورة التعامل مع هجمات داعش الخاطفة كونه سيكررها وستكون أسلوبه المعتمد، ولن يفكر باسترداد مناطق انتزعت وحررت منه بل سيضرب وينسحب".
ويلفت إلى أن "لجنة دراسات ورصد تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن رصدت كثيراً من الأمور التي تثير القلق وتنبئ بطول الصراع في العراق من بينها رسائل ومحادثات بين قيادات التنظيم تؤكد أن الصراع لن ينتهي بمجرد طرد داعش من التي يسيطر عليها". ويشير إلى أن "التنظيم قد يتخلى عن فكرة الإمساك بالمدن وحكمها والعودة الى العمل الخيطي المسلح بين المدن وداخلها، كما كان أسلوب القاعدة سابقاً بالعراق".
من جهته، لم يخف قائد عمليات "تحرير الفلوجة"، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي وجود هواجس عدة في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، متوقعاً في حديث لمحطة تلفزيون مقربة من الحكومة أن يظهر جيل جديد من داعش بالمرحلة المقبلة.
ووفقاً للساعدي، فإنه "قد تظهر نسخة أكثر تطوراً من تنظيم داعش بالمرحلة المقبلة والعراق ليس لديه مناعة من داعش حتى الآن"، وفي إشارة الى وجوب تنفيذ عمليات إصلاح شاملة بالبلاد يقوم بها السياسيون والسلطات. من جهة ثانية، وصف الساعدي "أهل الفلوجة بأنهم أناس كرماء محبون للعراق ولم يتقبلوا داعش بل فرض عليهم".

ويبدو أن تنظيم "داعش" يسير في اتجاه ما تخشى منه بغداد، إذ تؤكد مصادر عسكرية وأمنية عراقية أن التنظيم شنّ 23 هجوماً مباغتاً على القوات العراقية في محافظة الأنبار وغرب سامراء في الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها، شملت الفلوجة، والرمادي، وهيت، وكبيسة، والخالدية، وذراع دجلة، والثرثار. وتفاوتت بين هجمات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة أو عمليات انتحارية بشاحنات أو أحزمة ناسفة ونتج عنها خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية المشتركة. ولم يستقر التنظيم في أي من المواقع التي هاجمها بل انسحب قبل وصول الطيران الحربي أو الإسناد للقطعات القريبة.
وفي السياق ذاته، يقول العقيد الركن، أحمد عبدالسلام الدليمي، لـ"العربي الجديد" إن "داعش لن يكون بمقدوره الإمساك بالمدن كما كان والسيطرة عليها، لكن سينتشر وينفذ الهجمات المختلفة بكثافة دون أن يعلم له مقر أو قاعدة".
ويضيف الدليمي "قبل أسبوع عندما كنا نريد أن نعرف أين داعش نشير إلى الفلوجة، وقبل شهر نشير للفلوجة والرطبة، وقبل ستة أشهر نشير إلى الفلوجة والرطبة والرمادي، وقبل سنة كنا نشير إلى مدن أخرى إضافية ونذهب ننتقي أهدافاً ومواقع داعش ونقصفها. أما اليوم، فأين سنشير والجهاز الاستخباري لدينا سيء للغاية والضربات تستهدف قواتنا من كل جانب؟".

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
المساهمون