وقال معلق الشؤون العربية في موقع "وللا" الإخباري، آفي سيخاروف، إن خطوات ترامب تعمل على تآكل شرعية السلطة الفلسطينية وحركة فتح في نظر الفلسطينيين، وستدفع الجماهير في الضفة الغربية وقطاع غزة لتأييد حركة حماس. وأشار إلى أن أنماط سلوك إدارة ترامب تجاه السلطة يدلل للشارع الفلسطيني على أن البرنامج السياسي الذي يتشبث به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وصل إلى طريق مسدود.
وفي تحليل نشره الموقع أمس السبت، أشار سيخاروف إلى أن التهديدات التي أطلقها ترامب بقطع المساعدات المالية عن السلطة إلى جانب توقف العملية السياسية يدلل للفلسطينيين على أنه لا يوجد لعباس "ما يعرضه عليهم. ببساطة لا يوجد شيء لديه". وأضاف أن عباس يصر على التشبث بخيار "حل الدولتين"، على الرغم من أن كل المؤشرات تشير إلى أنه بات غير واقعي في أعقاب قرارات ترامب، لأنه يعي أن التخلي عن هذا الخيار يعني أن عليه مغادرة دائرة التأثير، على حد وصفه.
من جهته قال المعلق في صحيفة "ميكور ريشون"، شالوم يروشلمي، إنه سيتبين أن حرص ترامب على تجاوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين، من خلال تبني مواقف أكثر تطرفاً من الفلسطينيين، سينعكس سلباً على مصالح إسرائيل. وفي مقال نشره موقع الصحيفة أمس، حذر يروشلمي من أن السياسات التي يتبناها ترامب من الصراع مع الفلسطينيين ستفضي إلى تدشين دولة أحادية القومية، وهو ما يتنافى مع المصالح الإسرائيلية. ونبّه من أن ترامب لا يتردد في الدفاع عن أي موقف تتخذه حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب، لافتاً إلى أن سلوك ترامب يدلل على أنه لا يعارض قرار مؤتمر حزب الليكود الأخير ضم الضفة الغربية لإسرائيل. ولم يستبعد يروشلمي أن يفضي تطرف ترامب إلى إحباط مشاريع تسوية مريحة لإسرائيل، مثل "تدشين دولة فلسطينية في قطاع غزة ومنح الفلسطينيين في الضفة حكما ذاتياً"، موضحاً أن المشروع الذي أشار إليه أحد الوزراء المقربين من نتنياهو أخيراً يمكن أن يفشل لأن ترامب قد يستخدم حق الفيتو ضده.
ولفت الكاتب الإسرائيلي عكيفا إلدار إلى أن مواقف ترامب حرمت كل من عباس ونتنياهو القدرة على إدارة الصراع. وفي مقال نشرته النسخة العبرية لموقع "المونيتور" أول من أمس أشار إلدار إلى أن القرارات التي اتخذها ترامب والتي أسهمت في وضع حد لحل الدولتين جعلت عباس غير قادر بعد على إقناع الجمهور الفلسطيني بأن الرهان على التسوية السياسية للصراع يمكن أن يفضي إلى نتائج إيجابية. وأشار إلى أن نتنياهو، في المقابل، لم يعد قادراً على تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن فشل عملية التسوية بسبب رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، بعد أن قرر حزبه الليكود فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مستمداً الدعم من قرارات ترامب.
من جهته قال معلق الشؤون الأميركية في "هارتس"، حامي شليف، إن ترامب شدد من مواقفه ضد الفلسطينيين في مسعى لإقناعهم بالتجاوب مع خطته لحل الصراع، والتي تستند إلى صيغة الحل الإقليمي، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي صمم خطواته بشكل دقيق بحيث تفضي إلى نسف حل الدولتين. وفي مقال نشرته الصحيفة أخيراً حذر شليف من أن الإسرائيليين سيكتشفون أن ترامب يقود إلى مسار تفقد إسرائيل في نهايته "طابعها الديمقراطي".