وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أريان زوميري، إن "هناك تصاعداً في عمليات النقل الإجباري للنازحين من مناطقهم حديثاً في العراق ونشعر بالقلق المتزايد إزاء ذلك".
واعتبرت زوميري، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، الاثنين، أن "القيود المفروضة على حركة النازحين من مناطقهم لا تتناسب مع أية مخاوف مشروعة حتى لو كانت متعلقة بالأمن".
وأشارت إلى أن "المفوضية تتفهم عمل السلطات الأمنية في البلاد والتي تقوم بالتحقق من الفارين من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة"، لكنها في ذات الوقت حثت الحكومة العراقية على "اتخاذ تدابير لازمة وإقامة منشآت منفصلة عن مخيمات النازحين لغرض التحقق منهم".
يأتي ذلك فيما اعتقلت السلطات العراقية الآلاف من أهالي المناطق التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها، بذريعة التحقق منهم.
ونشر ناشطون عراقيون، صورا ظهر فيها آلاف الأشخاص، ومنهم كبار في السن، "يتكدسون" في ساحات.
واعتبر ناشطون ووجهاء من الأنبار غرب العراق، أن تعامل السلطات العراقية بهذه الطريقة مع النازحين "لا يخرج عن التوجهات الطائفية للحكومة والمليشيات المساندة لقواتها الأمنية"، التي دخلت تلك المناطق بعد معارك ضارية مع تنظيم الدولة "داعش".
واعتبر أحد وجهاء الأنبار، سرحان الدليمي، أن "قيام القوات العراقية باعتقال آلاف من الفارين من معارك الرمادي الأخيرة في جويبة وزنكورة وعدد من القرى والأرياف وفصلهم عن أسرهم بطريقة مهينة أمر يبعث على الاستهجان".
وقال الدليمي لـ"العربي الجديد" إن "القوات العراقية قامت باعتقالهم وتكديسهم بطريقة مهينة جداً في ساحات بحجة التحقق منهم". وتابع: "القضية لا تتعلق بتنظيم "داعش" فما يحصل على الأرض من تصرفات تجاه النازحين والمشردين يندى له جبين الإنسانية فلا حرمة لصغير ولا لكبير وحتى كبار السن والمعاقون والمرضى تم اعتقالهم، بل والاعتداء عليهم بالضرب".
وطاول النقد أيضا، المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، "لإهمالها النازحين والفارين من المناطق الساخنة التي تجري فيها عمليات عسكرية". ونشر إعلاميون وناشطون متابعون لشؤون النازحين، انتقادات شديدة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
وقال الإعلامي شاكر المحمدي، إن "يونيسف ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمنت لموظفيها كرافانات مكيفة ومجهزة بكافة المستلزمات في وقت استولت فيه بعض المنظمات على أموال النازحين وهي لا تبعد عن المخيمات سوى بضعة أمتار ولم تكلف نفسها بمتابعة شؤون النازحين".
وأضاف: "عشرات النساء يقفن في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الأولى بانتظار دورهن للدخول إلى المرافق الصحية القليلة في المخيمات". وبين المحمدي، أن "كل 60 أسرة في المخيمات تشترك بمرفق صحي واحد مشترك بين الرجال والنساء، ما يضطر الجميع إلى الوقوف في طابور طويل".