قصائد السطر الواحد
(عن الموسيقى)
رحلة طويلة في الموسيقى. في تيه الموسيقى. سنفكّك الأسلاك الشائكة التي أحاطت بأوتار الحرية.
■
وحوشٌ تُقطَّع جسدي وأنا أنظر دون حراك.
■
في بحيرة الشيطان عزفتُ على كمانٍ متوتر.
■
كلُّ ميَّتٍ عازف. كلُّ ميتٍ له أداتُه الموسيقية.
■
في زمن الكآبات كانت الموسيقى سلالم؛ تصعد إلى الكواكب وتنزل إلى الأعماق.
■
قافلةٌ عبرت بالموسيقى؛ مشتعلةً بثيابها الزهرية. قافلةٌ من الحرير والنجوم والماس نأت وغابت في الموسيقى.
■
- من أين تأتي الموسيقى؟
- من كلام الملوك.
■
ثمّة كائنٌ غائبٌ مغيَّبٌ في الموسيقى يتألّم؛ يئن؛ ينوح ويبكي في سجونه العميقة.
■
هذه القصيدة بلا إيقاع. شجرةٌ في جهنم. شعلةٌ مُلوَّنة. نبتة الحرية؛ حجرٌ يعلم المسافرين طرق الوصول إلى الكنز.
■
الموسيقى جهنم؛ وعذابٌ أليم.
■
تحترق في الموسيقى غاباتُ المجاز.
■
الموسيقى خالقةٌ؛ الموسيقى وأنا آدمُ الأول؛ واقفٌ أنظرُ إلى جسدي كيف يُخلق.
■
العصافير إيقاعات؛ موسيقاوات لطيفة الأصوات؛ طنطنات؛ طناطن؛ طن.
■
فوق إحساس الكروبين كانت الموسيقى ترتِّق أسماء وسماوات وجهات؛ وتعطيني حقولاً وسنين.
■
شوبان والطيور التي تهاجر من وتر إلى وتر إلى صباح الأحواز؛ هذا ما ينبغي أن أخطَّه الأن كذكرى على جدار حياتي العابرة.
■ ■ ■
ما أجملَ ألوانَ القيامة
1
كان المسيح في قاربٍ في البحر؛ وكان القارب يختفي في الضباب ويخرج منه إلى الرماد؛ إلى الأزرق.
2
كنتُ مع اثنين من أصدقائي في الحديقة العامة. أتحدّث إليهما عن آبار النفط والسيول. ثم التفتُّ ولم أجدهما؛ وكان المكان مظلمًا؛ غريبًا.
3
الرجل الذي كان مسافرًا عاد إلى قريته. كانت هناك امرأتان واقفتان عند باب البيت؛ فقالت إحداهما للرجل: "لقد انقطعت عنقُ الجرَّة" [وكانت تعني بذلك فتاةً تم قطعُ رأسها بتهمة الزنا].
4
أفكِّرُ في غرفةٍ مظلمة على طاولةٍ بجانبها نافذة؛ أفكِّرُ بالمجرّات تناثرت كنُثار الأزهار على بيوت الناس؛ وكنتُ صغيرًا؛ وكنتُ وافقًا بجانب أُمِّي. قلتُ لها ما أجملَ ألوانَ القيامة.
5
استطعتُ الآن أن أرى المرأة الداخلية. امرأة ذات حاجبين سوداوين ومقوّسين وخشنين؛ ووجه مستدير أسمر؛ جالسةً كإله هنديٍّ تنظر إليَّ بعينين واسعتين.
6
كان المسيح شيخًا ذا لحية بيضاء طويلة؛ وهو ينزل من صليبه أزال المسمارين القويّين من مكانهما غاضبًا وبعمق صرخ في وجهي.
7
مرّةً أخرى رأيتُ روبير ديسنوس في المقهى. كان يرسمُ لوحة "المرأة الأعلى". كان سعيدًا بلقائي به.
8
في غرفة صغيرة فيها ستارة زرقاء شفّافة ونافذة مشرعة؛ كانت امرأة ترتدي تنورة طويلة وشعرُها مكشوف؛ وبينما كانت ترمي الصفيحة قالت وهي تقصدني: "يجب أن تُكسر أيها اللعين".
9
كان موسى يسبح عاريًا في مسبح عميق جدًا؛ وكانت معه امرأة جميلة عارية والمسبح كما لو أنه فرنٌ حديديٌّ كبير في أعلى برج.
* شاعر من الأهواز