قفزة صغيرة في الكارثة المستمرة

18 أكتوبر 2016
(فالتر بنيامين في "المكتبة الوطنية"/ باريس عام 1937)
+ الخط -
الإشكاليَّة الأساسيَّة في ترجمة هذه الشذرات، للمفكر وعالم الاجتماع والناقد الألماني، فالتر بنيامين (1892 - 1940)، هو كيفية خلق سياق في اللغة العربيَّة لبعض المفاهيم النظريَّة والاستعارات الأدبيَّة الموجودة في النصوص الألمانيَّة الأصليَّة، والتي تحتاج إلى توطئةٍ تاريخيةٍ وفكريةٍ للمفهوم، الأمرُ الذي يتطلّب مساحةً وجهداً أكبر لا يتَّسع لها النشر الصحافي.

انتحر بنيامين في 27 أيلول/ سبتمبر، في مدينة بورت على الحدود الفرنسيَّة الإسبانيَّة، هرباً من النازيين، لمّا أدرك بأنّهم سيمنعونه وأصدقائه من العبور. في اليوم التالي، توفي بنيامين، وسمح النازيون لأصدقائه بالعبور!

في كتاب "الأمثال الألمانية" من إصدارات "دار ريكالم"، وهو كتاب تجميعي يضمُّ شذرات لأكثر من 80 كاتباً ومثقفاً ومُفكّراً ألمانياً معاصراً وقديماً، نُشرَت هذه الشذرات التالية، كما ستنشر "العربي الجديد" شذرات لبقية الكتّاب، كلٌ على حِدة.

أيُّ إقناعٍ عاقرٌ وعقيم.

المتاهةُ هي الطريقُ الصحيحُ، لمنْ يريدُ دوماً الوصول بسرعة ومُبكّراً إلى الهدف. هذا الهدف هو السوق.

للبشر، كما هو حالهم اليوم، خبرٌ جذريٌّ متطرِّف، وهو نفسه دوماً، إنَّه الموت.

يتطلَّبُ العمل على نثرٍ جيّد ثلاث مراحل: نبرةٌ موسيقيّة يتألّف منها، وشكلٌ هندسيٌّ يُبنَى منه، وأخيراً، نسيجٌ لغويّ يُحاك منه.

ما هو مهمُّ وضروريٌّ للجدليّ، امتلاكُ رياح تغيير العالم في الإبحار. التفكيرُ عنده هو نصبُ الأشرعة. كيفيَّة نصبها، أمرٌ ضروري. الكلمات لديه أشرعة. كيفيَّة نصبها، هو ما يحوّلها ويصنع منها المفهوم!

لا يعرف المرء سوى من يُحبّه من دون أمل.

الهاجس والهوس، شعوران، يتوافقان على الدوام مع الكارثة.

العملُ المحسوس كفنُ المفهوم المُجرَّد.

النظرةُ ثمالةُ الناس.

يتطلَّب ويلزم الإنقاذ قفزةً صغيرةً في الكارثة المستمرّة.

تعني السعادة، أن تكون داخلك من دون رعب.

القبرُ هو الغرفة السريَّة، التي يقوم فيها الإيروس (إله الحب عند اليونانيين في الميثولوجيا، الرغبة الروحيَّة أو الحنين في الفلسفة) والسيكوس (يرمز للنشاط الجنسي المباشر) بتسوية صراعهم التاريخي القديم.


* ترجمة عن الألمانيّة: دارا عبد الله

دلالات
المساهمون