قفزة بمبيعات الذهب بالكويت: 120% زيادة في 2019

08 يناير 2020
انتعاش أسواق الذهب (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

حقق الذهب قفزة في مبيعاته بالسوق الكويتي إذا نمت بنسبة تجاوزت 120% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2018، وأرجع مراقبون انتعاش المعدن الأصفر إلى عدة عوامل أبرزها التوترات السياسية.

ويوضح التقرير الذي تلقت "العربي الجديد" نسخه منه من مؤسسة سبائك العالمية للمعادن الثمينة (مقرها الكويت ولها فروع في أنحاء دول العالم) أن ارتفاع مبيعات الذهب يرجع إلى أمرين الأول: احتفالات نهاية العام، والأمر الثاني وهو بصفة أساسية حرب الرسوم التجارية بين الصين والولايات المتحدة والمستمرة على مدى 17 شهرا وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي. ويعتبر الذهب استثمارا آمنا في أوقات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية.

وارتفعت أسعار الذهب العالمية لأعلى مستوى فيما يزيد على شهرين وسط تعاملات ضعيفة في نهاية العام في حين نزل الدولار الأميركي بينما دفعت الضربات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط المستثمرين للاتجاه إلى المعدن الذي يعد ملاذا آمنا.

ويوضح تقرير سبائك أن حجم المبيعات تجاوز 121 مليون دولار بنهاية العام الماضي، مقارنة مع مبيعات نفس الفترة من العام الماضي والبالغة 54 مليون دولار.

ويبين التقرير أن الكويتيين والمقيمين اشتروا نحو 3.5 أطنان من الذهب، خاصة المشغولات الذهبية والسبائك، حيث يفضل المستثمرون شراء السبائك، فيما ارتفعت مبيعات المشغولات الذهبية بالتزامن مع الإقبال على شراء هدايا أعياد الميلاد.

ويشير إلى أن المواطنين والمقيمين أقبلوا بشكل كبير على شراء الذهب خلال العام الجاري، نظراً لبحثهم عن الملاذ الآمن لاستثماراتهم، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بالإضافة إلى ارتفاع حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال الأشهر الماضية وتأثيرها على أسواق الأسهم الإقليمية والعالمية.



وفي هذا السياق، يقول مدير عام شركة المدينة لبيع وشراء المشغولات الذهبية، يعقوب الفيلكاوي، إنه على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير خلال العام الجاري، إلا أن حجم المبيعات لم يتراجع، إذ حدث العكس في السوق المحلي، فما زالت عملية شراء الذهب مستمرة، ليس فقط على السبائك إنما أيضا على الذهب المشغول.

ويضيف الفيلكاوي أن الذهب سيظل الوسيلة الأفضل من الناحية الادخارية والاستثمارية، رغم أنه استثمار ذو عائد منخفض، حيث يبقى الذهب هو الملاذ الآمن، وهو ما أحدث انتعاشا كبيرا في السوق المحلي خلال الشهر الماضي.

ويشير إلى أن المؤشرات الحالية لسوق الذهب الكويتي، تؤكد تغيير أذواق الأفراد، حيث الاتجاه السائد نحو المصوغات خفيفة الوزن، التي تصل أوزانها الى 250 غراما.

ويقول الخبير الاقتصادي، طارق المشعان، لـ "العربي الجديد" إن أسعار الذهب المرتفعة خلال العام الجاري تعتبر أمراً طبيعياً بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، إذ من المتوقع أن تؤدي تلك الحرب إلى تخلي بعض من المستثمرين عن أملاكهم، وبالتالي فإن الذهب هو الملاذ الآمن لاستثماراتهم مما أدى إلى ارتفاع سعره بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

ويشير المشعان إلى أن أبرز العوامل التي أثرت على أسعار الذهب، هو الإقبال المكثف على زيادة الاحتياطي من الذهب من قبل البنوك المركزية، وبالتالي زيادة الطلب عليه، وهو ما حدث مؤخرا في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

ويضيف أن العائد على السندات والأسهم والعقارات يؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب، وفي حال كانت أسعار الفائدة منخفضة فإن الطلب على الذهب يزداد مما يدفع أسعاره إلى الارتفاع.

المساهمون