قطر: توظيف الفوائض المالية لخدمة الاقتصاد الرقمي

04 مارس 2015
تطور شبكات الإنترنت في قطر (Getty)
+ الخط -
تخطو دولة قطر خطوات سريعة في ملاحقة التطورات التقنية، وتطوير شبكات الإنترنت في السوق المحلية، وذلك في إطار خطة التحوّل إلى الاقتصاد الرقمي بحلول عام 2030، وتقليص الاعتماد على النفط والغاز، والانتقال إلى الاقتصاد المعرفي بحلول عام 2020. 
وبدأت السلطات القطرية منذ السنوات الأربع الماضية، بسياسة الاستثمار في قطاع الإنترنت والاتصالات، راصدة مبالغ ضخمة سنوياً على تطوير مرافق خدمة الاتصال بالشبكة العنكبوتية، وتوقيع الشراكات مع الجهات العالمية لإطلاق أحدث الخدمات، فضلاً عن ربط كافة مناطق الدولة بالشبكة العنكبوتية، وإتاحة الفرصة للسكان للبقاء على اتصال بالعالم على مدار الوقت وفي جميع الأماكن.
وتتولى شركتان، موجودتان في السوق القطرية، تقديم خدمات الإنترنت للعملاء على نطاق واسع، هما شركة "أوريدو"، التي تقدم الخدمات في المنازل والشركات، وشركة "فودافون قطر"، التي تتولى تقديم هذه الخدمات على شبكات الهاتف النقال فقط.
وبحسب المعنيين، فإن قطر تعد من أبرز الدول المستثمرة في مجال تكنولوجيا المعلومات، إذ يكاد لا يخلو أي قطاع من الاعتماد على خدمات الإنترنت، الأمر الذي ساعد الدولة على الحلول في المرتبة الأولى عربياً، والثالثة والعشرين عالمياً في مؤشر الجاهزية الشبكية في التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2014.
وتوفر شركات الإنترنت في الدولة العديد من الخيارات للمشتركين، كخدمات الإنترنت السريع، وخدمات مشاهدة القنوات التلفزيونية عبر الإنترنت، وخدمات البرودباند المنزلي، وذلك لقاء مبالغ تبدأ من 10 دولارات وتصل إلى 150 دولاراً في المنازل لخدمات القنوات التلفزيونية، وما بين 70 دولاراً و200 دولار للاشتراك المنزلي الشهري.

خدمات عديدة
يشير مدير التواصل في هيئة تنظيم الاتصالات في قطر، آني شارما، إلى أن الاشتراك في خدمات الإنترنت في قطر يعتبر من بين الأرخص على مستوى العالم، مما يسهم في رفع اسم الدولة على المستوى العالمي في قطاع الاتصالات.
ويلفت شارما إلى أن وزارة الاتصالات، ومن خلفها هيئة تنظيم الاتصالات، تعملان على مراقبة خدمات الشركتين العاملتين في السوق وتوفيرهما للمعايير المطلوبة والتي نالتا على أساسها ترخيصاً لتقديم الخدمات.
ويضيف شارما إلى أن شركتي "أوريدو" و"فودافون" توفران العديد من الخدمات للعملاء في السوق المحلية، ومن بينها خدمة الألياف الضوئية التي تتيح لهم البقاء على اتصال بالإنترنت داخل منازلهم أو خارجها. ويشير شارما إلى أن عدد العملاء في هذه الخدمة بلغ 200 ألف من أصل 1.7 مليون عميل متصل بالإنترنت في الدولة في نهاية عام 2014، وهي متاحة لقاء مبلغ يصل إلى 178 دولاراً شهرياً.
ويشير إلى أن قطر تحتل المرتبة الثانية في معدل الاشتراك بالإنترنت المنزلي بعد كوريا الجنوبية (المشتركين بالبرودباند المنزلي)، وذلك حسب تقرير مفوضية البرودباند من أجل التنمية الرقمية التابعة للأمم المتحدة، لافتاً الى أن عدد العملاء المشتركين بالإنترنت في قطر يصل إلى نحو 1.71 مليون مشترك يمثلون 88.1٪ من مجموع السكان الإجمالي، مما يجعل الدولة تحتل المراتب الأولى في المنطقة، من حيث نسبة الاشتراك بالشبكة من إجمالي عدد السكان.

العوائد المرتفعة
استفادت قطر في الفترة القليلة الماضية من الثروات والإيرادات الكبيرة التي تحصل عليها من القطاع النفطي، وبحسب
خبير تقنية المعلومات، مأمون عريقات، الذي يلفت إلى أن الإنترنت في الدولة يقدم من خلال شركتي "أوريدو" التي تتولى مد خطوط الهاتف الثابتة والإنترنت في المنازل والشركات والهواتف، وشركة "فودافون قطر" التي تقدم خدماتها لمشتركي الهاتف النقال فقط.
ويضيف عريقات بأن السلطات المسؤولة في قطر تبذل قصارى جهدها لتوفير خدمات نقل البيانات المتطورة للمقيمين، مؤكدأ أن أغلب الحدائق والمرافق العامة في الدولة توفر خدمة الإنترنت مجاناً، كما أن قطر تعد الدولة الأولى في المنطقة التي أطلقت خدمة "الجيل الرابع بلس" والتي توفر سرعة هائلة للإنترنت تتجاوز 100 غيغابايت في الثانية.
من جهة أخرى، يلفت عريقات إلى أن الحكومة القطرية وضعت خطة الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي بحلول عام 2030، للولوج وتنفيذ كافة النشاطات من خلال شبكة الإنترنت. ويبين أن قطاع النفط يعتمد اليوم على خدمات الإنترنت وبرامج عالمية للحفر والتنقيب، وذلك بالتعاون مع الشركات العالمية في عمليات الاستخراج والفرز.
ومن جهته، يقول الكاتب والخبير الاقتصادي المقيم في قطر، محمد أفزاز، إن قطر تحتل اليوم المرتبة الأولى عربياً والثالثة والعشرين عالمياً في الجهوزية الإلكترونية لصد الهجمات الخبيثة عبر الإنترنت، وتأمين الدخول الآمن إلى الشبكة العنكبوتية، وهو ما يعود إلى سياسة التوعية التي تقدمها الدولة للعائلات والمقيمين فيها.
ويذكر أفراز أن الدولة القطرية تعد الوحيدة بين الدول العربية التي أطلقت قمراً صناعياً، يتم التحكم به عبر الإنترنت، وهو قمر"سهيل 1"، وهي بصدد إطلاق القمر "سهيل 2" في الفترة القريبة المقبلة. ويذكر أفراز أن الدولة وفي إطار تحضيراتها لاستضافة بطولة كأس العالم في عام 2022، تعاقدت مع أبرز شركات الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بغية تطوير مراكز معلومات، وتوفير أجهزة نقل إلكترونية متطورة فيها.
وتعد قطر من أكثر الدول إنفاقاً في الفترة الحالية على قطاع الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وذلك ضمن الخطة التي وضعتها الجهات المسؤولة في الدولة بضرورة تسهيل الوصول إلى الشبكة العالمية لجميع المقيمين في الدولة. وفي هذا الصدد يشير الخبير أفراز إلى أن الأرقام الواردة من الجهات المسؤولة تظهر أن الإنفاق على قطاع الإنترنت، سيصل إلى 42.28 مليار دولار بحلول عام 2017، ليصل حجم السوق إلى 67.8 مليار دولار.

إقرأ أيضاً: 6 ملايين مغربي على الشبكة العنكبوتية
المساهمون