جدد مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، التأكيد، أن قطر "لا تدعم الإرهاب من قريب ولا من بعيد"، مشيرا إلى أن "دول الحصار تحاول خلق حالة من الجدل بتوجيه تلك الاتهامات لها، ولكن قطر تتعامل مع هذه الاتهامات بمعايير مبنية على أسس أخلاقية".
وأوضح في مقابلة مع صحيفة "إل باييس" الإسبانية، أن "قطر اختارت ألا تقوم بنفس الأفعال التي تقوم بها دول الحصار، لأنها دولة تسير وفق مبادئ، ولا يمكنها أن تنزلق لنفس المستوى الذي وصلت إليه دول الحصار".
وشدد مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر على أن الدوحة "تؤمن بأن الحوار السياسي والوساطة هما السبيل الوحيد لحل الاختلافات في الآراء، وليس العدوان"، مشيرا إلى أن "هذا هو رأي قطر منذ اليوم الأول لنشوب الأزمة"، مضيفا "الحوار هو السبيل الوحيد أيضا لتحقيق تقدم إيجابي يخدم مصالح شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ككل، ويحقق الاستقرار في المنطقة".
وذكّر بأن الحصار الجائر المفروض على بلاده تم بناؤه على بيانات صحافية مزيفة، بما في ذلك اختراق لوكالة الأنباء القطرية، حيث نسبت تصريحات كاذبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "لم يدل بها أبدا".
وقال الشيخ سيف إن "الذين فبركوا هذه التصريحات، نشروها عمدا بعد منتصف الليل في الساعة 12:15 صباحا، حتى لا يكون هناك وقت للرد قبل وقت متأخر من فترة الصباح"، مضيفا أن "قطر، رغم ذلك، أحبطت خطتهم، ونشرت بيانا من مكتب الاتصال الحكومي في حدود الساعة 1:00 صباحا، يوضح أن وكالة الأنباء تعرضت لاختراق من أجل نشر بيان صحافي مزيف".
وأبرز أن "الهدف من وراء هذا الحصار واضح للغاية، وهو قمع استقلالية السياسة الخارجية لدولة قطر"، مشيرا إلى أنه قبل اندلاع الأزمة بعدة أيام كانت قطر حاضرة في الرياض للمشاركة في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي، ولم تشر أي من دول الحصار آنذاك لأي قضية محل خلاف معها.
وعن دور التعليم في مواجهة التطرف، أكد أن مكافحة الإرهاب والتطرف لن تتم إلا بالتعليم. وأضاف أن قطر تركز على هذا المجال في العديد من المناطق التي تعاني من أزمات، مثل سورية.
وأوضح أن الدوحة تضم العديد من المدارس المتنوعة، سواء كانت عربية أو فرنسية أو إسبانية، أو هندية وغيرها كثير، مشيرا إلى أن هذا التنوع الدراسي من ناحية المدارس والمناهج الدراسية يوضح مدى تنوع وانفتاح المجتمع القطري.
كما أكد أن قطر "لا تؤمن بالعنف، ولا تعتقد أنه حل لأي شيء، وهذا هو سبب مساندتنا للشعوب ومطالبهم خلال ثورات الربيع العربي، وكل ما كانوا يطلبونه ببساطة هو التمتع بالكرامة والاحترام والحقوق". وأضاف "أعتقد أنه الآن، في القرن الـ21، لا يمكنك التعامل مع هذه المطالب والأمور أو التصدي لها عبر استخدام العنف أو اعتقال الناس، ولذا فقد دعمنا الشعوب.. ولكن يبدو أن دول الحصار دعمت الطرف الآخر، وهو أمر ليس بمشكلة لنا، فنحن لا نملي اختياراتنا على الآخرين".
(قنا)