أعرب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأحد، عن "خيبة أمل" بلاده لعدم حضور دول خليجية لمراسم توقيع اتفاق السلام الذي جرى في نهاية الأسبوع بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" في الدوحة، رغم الدعوات لتلك الدول، متحدثاً عن استمرار "غياب الحكمة" في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية القطري، لوكالة "أسوشييتد برس" في مقابلة، إن حضور مسؤولي السعودية والبحرين والإمارات الحدث الذي شهدته الدوحة، أمس السبت، كان يمكن أن يكون فرصة تدفع نحو الوحدة وسط أزمة متفاقمة استمرت ما يقرب من ثلاث سنوات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي.
ونشبت الأزمة الخليجية إثر قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/ حزيران 2017، علاقاتها مع قطر، بالإضافة إلى أنها فرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، عقب حملة "افتراءات وأكاذيب"، أكدت الدوحة أن هدفها المساس بسيادتها واستقلالها.
أضاف محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "كنا نأمل أن ينضم إلينا أشقاؤنا وجيراننا في مجلس التعاون الخليجي في مراسم الأمس. فقد دعوناهم للحضور، لكن للأسف لم يحضروا".
وأكد المسؤول القطري أنه بدلاً من ذلك، أظهر غيابهم استمرار "غياب الحكمة" في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط.
وكانت عمان الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي أرسلت وزير خارجيتها.
وقال وزير الخارجية القطري: "كنا نأمل أن نراهم يشاركوننا، لأننا نعتقد أنه نهج تعاوني بين كل مجموعة أصدقاء أفغانستان"، مضيفاً في وقت لاحق: "للأسف، لدينا غياب للحكمة. نريد أن تكون بعض بلدان المنطقة أكثر حكمة".
وتعتبر استضافة المحادثات الحاسمة بين "طالبان" والولايات المتحدة وتسهيلها إنجازاً دبلوماسياً لقطر، إذ يساعد ذلك في تعزيز الأهمية الاستراتيجية للدوحة، ليس فقط كمصدر رئيسي للغاز، ولكن أيضاً كحليف للولايات المتحدة وأوروبا يمكنها التواصل مع مجموعة من اللاعبين الفاعلين.
ورحبت المملكة العربية السعودية بتوقيع اتفاق السلام، لكنها لم تشر في بيانها إلى دور قطر، وقالت فقط إن الاتفاق يساعد على استعادة الاستقرار في أفغانستان، ويفيد أمن المنطقة.
وأيضاً، كان المسؤولون الأميركيون يأملون أن تشارك جميع دول الخليج العربية في المراسم التي وقعت فيها الولايات المتحدة وحركة "طالبان" اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء حرب دامت 18 عاماً.
وأشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي شهد التوقيع على الاتفاق، إلى الأزمة الخليجية في اجتماع منفصل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة أمس السبت.
وناقش أمير قطر ووزير الخارجية الأميركي "أهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار"، وفقاً لبيان أميركي عن الاجتماع.
وكانت عمان الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي ترسل وزير خارجيتها إلى مراسم التوقيع، وحرص بومبيو، الذي زار مسقط قبل أسبوعين فقط، على تحية وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي عبد الله في المراسم.
وعلى الرغم من تشجيع الولايات المتحدة لأعضاء مجلس التعاون الخليجي الآخرين، قال وزير الخارجية القطري إن قطر لم تتلق أي رد على دعواتها التي أُرسِلَت على الرغم من انهيار محادثات في يناير/ كانون الثاني تهدف إلى حل الأزمة.
وأكد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن قطر لم تتلق بعد أي تفسير لتعليق المحادثات التي كانت جارية. وأضاف: "لا يوجد سبب واضح لتعليقها. كان الأمر مفاجئاً جداً بالنسبة إلينا، وأيضاً نظراً للتوقيت في ظل كل ما يحدث في المنطقة. كنا نعتقد أن هذا هو الوقت الذي ينبغي أن يتوحد فيه الجميع نحو هدف واحد في ظل هذا الاضطراب الذي يحدث في العراق وإيران، وغيرهما. لكن للأسف، هذا الأمر لم يحدث".
وأعرب عن أسفه لأن الأزمة الخليجية ظلت قائمة في وقت من التوتر الشديد. وقال: "نعتقد أن مجلس تعاون خليجي موحداً أمر جيد للجميع، إنه أمر جيد بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهو أمر جيد لاستقرار المنطقة".
وأضاف: "كان مجلس التعاون الخليجي، في وقت معين، مركز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وللأسف، هذا الخلاف غيّر الانطباع المأخوذ عن المجلس ليصبح مصدراً للاضطرابات في المنطقة".