قطار الرحمة: هكذا ساندت فاتن حمامة وشادية وفنانو الزمن الجميل فلسطين

15 مايو 2018
جابوا مصر لجمع التبرعات (فيسبوك)
+ الخط -
يصادف الـيوم 15 مايو/ أيار، ذكرى مرور 70 عامًا على نكبة الشعب الفلسطيني، إثر قيام دولة الكيان الصهيوني، وتشريد آلاف الفلسطينيين من أرضهم على يد العصابات الصهيونية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.


اليوم يتعرض الفلسطينيون في نكبتهم لأقسى أشكال الظلم عبر التجاهل المتعمد لآلامهم من أنظمة وشخصيات عربية عامة. غير أن هذه الحال لم تكن كذلك، إذ يشهد التاريخ على مواقف مشرفة لفناني الزمن الجميل لعل واحدًا من أصدقها كان "قطار الرحمة".

ظهرت فكرة "قطار الرحمة" إلى النور بعد ثورة عام 1952 في مصر، بتوجيه من الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب، لتوزيع المساعدات على اللاجئين الفلسطينيين، ودعم الجيش المصري من أجل إعادة تسليحه في حربه ضد إسرائيل، بمشاركة عدد من كبار الفنانين آنذاك، أمثال فاتن حمامة ومديحة يسري وزوزو ماضي وأنور وجدي وتحية كاريوكا وليلى مراد وزينب صدقي وشادية، وكثيرين من أعلام الصحافة والثقافة.



ويعتبر "قطار الرحمة" أول قطار مصري يسيّر لغرض إنساني، حيث كان يجر عشرات عربات الشحن التي تحتوي على كل ما لا يخطر على بال من مساعدات إنسانية، متنقلاً بين القرى والبلدات المصرية، ومتوقفًا في طريقه على المحطات لاستقبال تبرعات السكان، لتوزيعها على اللاجئين الفلسطينيين، وعلى متنه نجوم ذلك الزمن الذين آثروا توديع عام 1952، واستقبال عام 1953، مسافرين يأكلون القصب، في خدمة هذا المشروع الإنساني.




وجال هذا القطار مصر من دمياط إلى أسيوط لمدة 15 يومًا شتويًا، كان الفنانون خلالها يتوافدون مع نسمات الصباح الأولى، متجاهلين موجة البرد الشديد التي اجتاحت مصر في تلك الفترة، في سبيل خدمة قضيتهم الإنسانية.

وبحسب تقارير صحافية، انطلق القطار من الرصيف 8 في محطة القاهرة إلى دمياط، وسط هتافات آلاف الجماهير المتجمعين على جانبي السكة طيلة الطريق، واستطاعت تلك الحملة جمع نحو 4248 جنيهًا وحمولة 39 عربة من الأرز والقمح والشعير والجبن والدقيق، وكميات من الخشب، وقطع الأثاث، وملابس وأقمشة وأغطية، بل هناك من تبرع بأطنان من الإسمنت.

ولاقى قطار الرحمة شعبية كبيرة بين المصريين من كافة الطبقات الاجتماعية، حيث كان الأهالي يلتفون حول النجوم يقدمون كل ما يستطيعونه من التبرعات، على الرغم من الفقر المدقع الذي كان أغلبهم يعانونه، كما كانت المواكب الشعبية تنتظر القطار في جميع محطاته، مستقبلة إياه بالهتافات الوطنية.


وأكد الفنانون في "قطار الرحمة" أن الفنان لا يعلو عندما يصعد إلى خشبة المسرح، ويصفق له الجمهور، بل حين يؤكد عدم انفصاله إنسانيًا عن شعبه بالوقوف بجانبه ماديًا ومعنويًا، ولعل أكثر ما يحتاجه الفلسطينيون اليوم هو "قطار رحمة" آخر، لا ينطلق على سكك الحديد، بل من الضمائر الإنسانية حول العالم.




(العربي الجديد)
المساهمون