قضيّة أمّ

18 مارس 2015
تصرّ على تمسّكها بحضانة صغيرتها (رسم: أنس عوض)
+ الخط -

كان لتوقيف الإعلامية رولا أمين وقعه على زملائها في المهنة وعدد من الناشطين المدافعين عن حقوق المرأة، وخصوصاً أن السبب مرتبط بتمسكها بحضانة ابنتها. حدث ذلك بعد ظهر يوم الإثنين، حين اعتقلت إدارة التنفيذ القضائي في مديرية الأمن العام في الأردن، مراسلة قناة "الجزيرة" الإنكليزية، على خلفية قرار غيابي أصدره قاضي الشرع في منطقة وادي السير (غرب الأردن)، ويقضي بتخليها عن ابنتها دينا البالغة من العمر خمس سنوات لصالح طليقها رجل الأعمال الأردني المستثمر في قطاع الإعلام محمد العجلوني.

لكن محامي أمين محمد أبو حليمة أعلن الإفراج عن الأمين بعد ظهر أمس الثلاثاء، بناءً على مذكرة تنفيذية صادرة عن المحكمة الشرعية، وذلك بعد يوم من توفيقها في سجن الجويدة للنساء (جنوب).

وكان أبو حليمة قد أشار في وقت سابق أمس إلى بطلان الإجراءات التنفيذية التي أدت إلى توقيفها والتي استندت إلى قرار قضائي منعدم (كل قرار يكون فيه العيب على درجة جسيمة وواضحة ويفقده صفته الإدارية).

وفصّل أبو حليمة لـ "العربي الجديد" الإجراءات التي أوقفت بموجبها أمين، لافتاً إلى أنها "جاءت استناداً إلى قرار منعدم صادر عن محكمة الاستئناف الشرعية". أضاف أن "انعدام القرار يتمثل في أنه جاء ليطعن بقرار الضم المستعجل الذي حصلت عليه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014، وهو القرار الذي لا يقبل الاستئناف وفقاً للإجراءات القضائية الأردنية والذي حصلت عليه بناءً على تقرير متخصصين نفسيين".

وتابع أن الإخطار الذي ينص على تسليم أمين طفلتها لطليقها صدر بتاريخ 15 مارس/آذار الجاري يمهلها سبعة أيام لتسليم الطفلة، مستغرباً أن تعتقل موكلته بعد يوم واحد من صدور الإخطار وتبليغها به، من دون منحها المدة القانونية المنصوص عليها. وأكّد على أن إجراءات التوقيف مطعون في صحتها لاستنادها إلى قرار منعدم، داعياً إلى الإفراج عن موكلته تكريساً للحق.

وشدّد على أن "قضية أمين هي مثل كل قضية أم تسعى إلى حضانة طفلها، وطاولها ما طاول أمهات كثيرات كن قد أوقفن في قضايا مشابهة من دون وجه حق"، مشيراً إلى أن "الإفراج عن أمين اليوم مرتبط بتسليمها طفلتها إلى طليقها بشكل مخالف للقانون".

من جهة أخرى، نقل مقربون عن طليق أمين أن دافعه لتحريك القضية مرتبط بعدم قدرته على رؤية طفلته، فيما أكّد التزامه بالقانون الذي ينص على حضانة الوالدة متمسكاً بحقه في رؤيتها في الوقت نفسه. لكن أبو حليمة يقول إن "وكلاء أمين لديهم ما يثبت أن طليقها كان قادراً على رؤية ابنته بحسب القانون وفي المواعيد المحددة".

تجدر الإشارة إلى أن أمين هي أردنية من أصل فلسطيني وتتنقل بين لبنان والأردن، أما ابنتها فتعيش في الأردن بشكل دائم. ويوضح المحامي أنها كانت تستعد للإقامة في الأردن بشكل دائم ونهائي.

إلى ذلك، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الداعمة والمتعاطفة مع أمين. وكتب الإعلامي الأردني مالك العثامنة على صفحته على "فيسبوك": "شخصياً، لا أفهم إلا منطقاً واحداً فقط، وهو أن الحضانة للأم دائماً. هذا هو منطق الطبيعة ومن يخالفه يخالف منطق الطبيعة". أما الإعلامية سارة القضاة فكتبت مستخدمة وسم #رولا_أمين أن "الأمهات هنّ المعجزات"، فيما غرّد أحد الناشطين على موقع "تويتر" حول القضية: "التهمة أمّ".

وفي لبنان، قالت جمعية "كفى عنفاً واستغلالاً" المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة، على صفحتها على "فيسبوك"، إنه "حان وقت تغيير قوانين الأحوال الشخصية ومكافحة الممارسات التعسّفية والذكورية الظالمة".

تجدر الإشارة إلى أن قانون الأحوال الشخصية في الأردن يعطي الأم الحق في حضانة الفتاة حتى الخامسة عشرة، ما لم يكن ثمة أسباب موجبة كزواج الأم وغيره.

رولا أمين الصحافيّة

ولدت رولا أمين في مدينة القدس ونشأت في رام الله (الضفة الغربية). التحقت بجامعة بيرزيت وحصلت على شهادة ليسانس في علم الاجتماع، قبل أن تتابع الدراسات العليا في جامعة كولومبيا. تعمل مراسلة صحافية لقناة "الجزيرة" الإنكليزية. وكان لها تجربة سابقة في قنوات "سي إن إن" وأم بي سي" و"دبليو تي إن". وأثناء عملها مراسلة في "سي إن إن"، أعدت تقارير حول عدد من الدول العربية.
دلالات
المساهمون