بعد أقل من ستة أشهر على وصول اليميني المتطرف جايير بولسونارو إلى سدة الحكم في البرازيل، بدأت الفضائح السياسية تطاول نظامه، بل تمتد حتى إلى ما قبل انتخابه رئيساً، وذلك عبر تسريب معلومات حول تآمر قضائي جرى لمنع الرئيس البرازيلي الأسبق، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2018، بينما كانت استطلاعات الرأي تظهره متقدّماً بفارق كبير على بولسونارو. ومما يزيد الاتهامات للرئيس الجديد، حقيقة أن من حكم على لولا في بداية المرحلة الابتدائية لمحاكمته عام 2017، هو القاضي السابق سيرجيو مورو، والذي عيّنه بولسونارو وزيراً للعدل في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما أثار توقعات بأن تتحول هذه القضية إلى أكبر فضيحة في تاريخ الجمهورية البرازيلية إذا ثبتت الاتهامات بالتآمر.
وكشف موقع "ذا انترسبت" الأحد، أنه اطلع على كمية كبيرة من الرسائل الخاصة التي تم تبادلها خصوصاً على تطبيق تلغرام بين المدعين والقاضي مورو، وحصل عليها من مصدر لم يكشف اسمه. وكتب الموقع: "بعدما أكدوا لفترة طويلة أن الدوافع غير سياسية وسببها هو مكافحة الفساد فقط، تآمر المدعون في قضية الغسل السريع، في ما بينهم حول وسائل منع عودة لولا وحزبه العمالي إلى السلطة". وأفادت المعطيات المسربة أنّ المسؤولين المتهمين بتنظيم "خداع ممنهج" وبـ"افتقار الحس المهني"، سعوا لمنع ترشح لولا دا سيلفا إلى انتخابات 2018. وكشفت رسائل أخرى بحسب الموقع أن المدعين أنفسهم كانت لديهم "شكوك جدية بشأن وجود أدلة كافية تدين لولا" في قضية الحصول على شقة كرشوى، وأرسلوه إلى السجن في نهاية المطاف ليمضي ثمانية أعوام وعشرة أشهر بعد تخفيف عقوبته أخيراً.
وكتب الصحافي الأميركي غلين غرينوالد، أحد مؤسسي موقع "ذا انترسبت"، في تغريدة عبر "تويتر"، أن الوثائق التي حصل عليها الموقع حول البرازيل "من الأهم في تاريخ الصحافة". وأضاف أنها "تحوي أسراراً خطيرة بشكل دردشات وتسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو وصور ووثائق أخرى" حول النائب العام في قضية "الغسل السريع"، ديلتان دالانيول، والقاضي مورو و"عدد كبير من المسؤولين الذين ما زالوا يمارسون نفوذاً سياسياً واقتصادياً كبيراً في البرازيل ودول أخرى". وأعلن غرينوالد أن "تحقيقاتنا ليست سوى في بدايتها".
وتعليقاً على هذه القضية، طالب مرشح حزب لولا للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فرناندو حداد، بتحقيق معمّق حول ما يمكن أن يصبح "أكبر فضيحة مؤسساتية في تاريخ الجمهورية". وقال حداد الذي هُزم في الانتخابات أمام بولسونارو، إنه إذا كانت معلومات "ذا انترسبت" صحيحة "فيجب سجن كثيرين وإلغاء محاكمات وكشف مهزلة أمام العالم".
(العربي الجديد، فرانس برس)