22 سبتمبر 2020
قضية فلسطين وأهمية التوثيق
أوصى الكاتب والباحث الفلسطيني، معين الطاهر، في مقالته في "العربي الجديد" (10/11/2016) "نحو جمع ذاكرة فلسطينية ضائعة"، بتسجيل ذاكرة الأجيال التي صنعت الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، خصوصاً أنها تجاوزت العقد السادس من عمرها، فضلاً عن العمل على إعادة الاعتبار لأرشيف فلسطيني أرّخ لمرحلة الكفاح الفلسطيني بعد نكبة 1948. توصية هامة للغاية، سبقتها توصيات لا تقل أهمية في ندوات ومؤتمرات، كان من أهمها مؤتمر ترأسه الباحث سلمان أبو ستة في عمّان في مايو/ أيار 2005 عن التأريخ الشفوي الفلسطيني، وكان من أهم توصياته إنشاء شبكة لهذا التأريخ، خصوصاً بعد إنجاز جامعات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عمليات توثيق مهمة لأهالي القرى والمدن الفلسطينية التي هجر أهلها إلى المنافي القريبة والبعيدة، فضلاً عن تسجيل باحثين فلسطينيين في مناطق لجوء مختلفة ذاكرة أهالي النكبة، ولكن بشكل غير ممنهج.
وفي إطار توثيق النكبة وتداعياتها، أصدر باحثون وكتاب فلسطينيون في سورية بعد اتفاقات أوسلو في 1993 كتباً عن قراهم، وتبنت غالبيتها دار الشجرة التي كان يديرها الشهيد غسان الشهابي الذي قضى بطلقة قناص في مخيم اليرموك في 2013. ومن هذه الكتب التي اشتملت على مقابلات مع كبار السن من الجنسين "إجزم حمامة بيضاء"، وإجزم من قرى قضاء حيفا على الساحل الفلسطيني، لمؤلفه المربي مروان الماضي، وكتاب عن قرية لوبية في قضاء طبرية لإبراهيم الشهابي، وآخر عن قرية طيرة حيفا لأحمد الباش. وصدرت كتب أخرى بعد عام 2000، عن مدينة صفد للمحامي ظافر الخضراء، وقرية الشجرة في قضاء طبرية لمعتصم حياتلة، وقرية صفورية في قضاء الناصرة لمأمون موعد وهشام موعد، وقرية بلد الشيخ في قضاء حيفا لكاتب هذه المقالة، وكتاب عن قرية ترشيحا للمربي عبد الوهاب مصطفى. وكان هناك ميل لدى كتاب ومثقفين فلسطينيين كثيرين إلى تسجيل ذاكرة أهالي قراهم من كبار السن بعد اتفاقات أوسلو، نظراً إلى خوفهم على مستقبل قضية اللاجئين الفلسطينيين، على اعتبار أن الاتفاقات أنجزت سلطةً لا تحقق آمال اللاجئين الفلسطينيين، وطموحهم وتطلعاتهم، فصدرت كتب عديدة عن القرى الفلسطينية في لبنان والأردن وسورية، سلطت الضوء على جغرافية وتاريخ القرية أو المدينة التي هجّر أهلها، ومن ثم سردية النكبة الفلسطينية بتفاصيلها، وصولاً إلى الشتات وتجلياته المختلفة.
على الرغم من أهمية التوثيق لمرحلة الكفاح الفلسطيني، كما أوصى الكاتب والباحث معين الطاهر، وكذلك ضرورة تسجيل التاريخ الشفوي للنكبة وتداعياتها المختلفة على الشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان، أي قبل رحيل أو شطب ذاكرة من عايشوا النكبة بتفاصيلها، تبرز إلى الأمام وبقوة ضرورة توثيق ما يتعرّض له اللاجئون الفلسطينيون في مناطق لجوئهم المختلفة، وبشكل خاص في سورية، حيث القتل والحصار وتدمير المخيمات والاعتقال اليومي للاجئين الفلسطينيين منذ عام 2012، وهو ماعملت عليه مجموعات شبابية فلسطينية من مخيمات اللاجئين في سورية، تضم نشطاء إعلاميين وحقوقيين وإغاثيين وثّقوا الأحداث التي جرت في مخيماتهم منذ بدايتها. وكان من أبرزها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية التي وثّقت، بالأرقام والإحصاءات والتواريخ، بالإضافة إلى الشهادات والصور، معظم الانتهاكات التي تعرضّ لها اللاجئون في المخيمات وعلى امتداد الأرض السورية. كان جديدها الإحصائية التي صدرت بمناسبة الذكرى الرابعة لقصف طائرة ميغ سورية جامع عبد القادر الحسيني في وسط مخيم اليرموك (16-12-2016)، ونتج عنه تهجير غالبية سكانه البالغ عددهم آنذاك (300) ألف نسمة، منهم 151 ألف لاجئ فلسطيني، مسجل في سجلات وكالة الغوث (أونروا). وقد أكدت الإحصاءات سقوط 3411 ضحية، منهم 455 امرأة. وثمّة 1135 فلسطينيا في المعتقلات السورية، بينهم 55 امرأة، كما أكدت المعطيات تهجير نحو 80 ألف فلسطيني من سورية إلى أوروبا عبر قوارب الموت، إضافة إلى 54 ألفاً، تمّ تهجيرهم إلى لبنان والأردن ومصر، تعد قضيتهم من منظور سلطات تلك الدول أمنية بامتياز.
وفي إطار توثيق النكبة وتداعياتها، أصدر باحثون وكتاب فلسطينيون في سورية بعد اتفاقات أوسلو في 1993 كتباً عن قراهم، وتبنت غالبيتها دار الشجرة التي كان يديرها الشهيد غسان الشهابي الذي قضى بطلقة قناص في مخيم اليرموك في 2013. ومن هذه الكتب التي اشتملت على مقابلات مع كبار السن من الجنسين "إجزم حمامة بيضاء"، وإجزم من قرى قضاء حيفا على الساحل الفلسطيني، لمؤلفه المربي مروان الماضي، وكتاب عن قرية لوبية في قضاء طبرية لإبراهيم الشهابي، وآخر عن قرية طيرة حيفا لأحمد الباش. وصدرت كتب أخرى بعد عام 2000، عن مدينة صفد للمحامي ظافر الخضراء، وقرية الشجرة في قضاء طبرية لمعتصم حياتلة، وقرية صفورية في قضاء الناصرة لمأمون موعد وهشام موعد، وقرية بلد الشيخ في قضاء حيفا لكاتب هذه المقالة، وكتاب عن قرية ترشيحا للمربي عبد الوهاب مصطفى. وكان هناك ميل لدى كتاب ومثقفين فلسطينيين كثيرين إلى تسجيل ذاكرة أهالي قراهم من كبار السن بعد اتفاقات أوسلو، نظراً إلى خوفهم على مستقبل قضية اللاجئين الفلسطينيين، على اعتبار أن الاتفاقات أنجزت سلطةً لا تحقق آمال اللاجئين الفلسطينيين، وطموحهم وتطلعاتهم، فصدرت كتب عديدة عن القرى الفلسطينية في لبنان والأردن وسورية، سلطت الضوء على جغرافية وتاريخ القرية أو المدينة التي هجّر أهلها، ومن ثم سردية النكبة الفلسطينية بتفاصيلها، وصولاً إلى الشتات وتجلياته المختلفة.
على الرغم من أهمية التوثيق لمرحلة الكفاح الفلسطيني، كما أوصى الكاتب والباحث معين الطاهر، وكذلك ضرورة تسجيل التاريخ الشفوي للنكبة وتداعياتها المختلفة على الشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان، أي قبل رحيل أو شطب ذاكرة من عايشوا النكبة بتفاصيلها، تبرز إلى الأمام وبقوة ضرورة توثيق ما يتعرّض له اللاجئون الفلسطينيون في مناطق لجوئهم المختلفة، وبشكل خاص في سورية، حيث القتل والحصار وتدمير المخيمات والاعتقال اليومي للاجئين الفلسطينيين منذ عام 2012، وهو ماعملت عليه مجموعات شبابية فلسطينية من مخيمات اللاجئين في سورية، تضم نشطاء إعلاميين وحقوقيين وإغاثيين وثّقوا الأحداث التي جرت في مخيماتهم منذ بدايتها. وكان من أبرزها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية التي وثّقت، بالأرقام والإحصاءات والتواريخ، بالإضافة إلى الشهادات والصور، معظم الانتهاكات التي تعرضّ لها اللاجئون في المخيمات وعلى امتداد الأرض السورية. كان جديدها الإحصائية التي صدرت بمناسبة الذكرى الرابعة لقصف طائرة ميغ سورية جامع عبد القادر الحسيني في وسط مخيم اليرموك (16-12-2016)، ونتج عنه تهجير غالبية سكانه البالغ عددهم آنذاك (300) ألف نسمة، منهم 151 ألف لاجئ فلسطيني، مسجل في سجلات وكالة الغوث (أونروا). وقد أكدت الإحصاءات سقوط 3411 ضحية، منهم 455 امرأة. وثمّة 1135 فلسطينيا في المعتقلات السورية، بينهم 55 امرأة، كما أكدت المعطيات تهجير نحو 80 ألف فلسطيني من سورية إلى أوروبا عبر قوارب الموت، إضافة إلى 54 ألفاً، تمّ تهجيرهم إلى لبنان والأردن ومصر، تعد قضيتهم من منظور سلطات تلك الدول أمنية بامتياز.