قضية خوخي بوعلام تشعل "الميركاتو" الصيفي في قطر

أثار اللاعب القطري خوخي بوعلام تساؤلات كثيرة بين المتابعين على إثر قصة رحيله من نادي السد إلى الغرافة ثم عودته مجددا لبطل دوري نجوم قطر الموسم الماضي، إذ إن للقصة فصولاً مرشحة لتكون قضية الموسم، نظرا للإشكاليات القانونية التي تحيط بها، بانتظار العودة إلى اللوائح الداخلية المتعلقة بانتقالات اللاعبين، وسوف تنظر اللجنة ذات الاختصاص في هذا الملف الشائك في غضون أيام قليلة وتصدر حكمها في هذا الصراع.


فصول القضية
وكان كل شيء يسير على ما يرام عندما بدأ الفصل الأول في هذه القضية، بإعلان نادي الغرافة عن توقيع عقد مع الدولي خوخي بوعلام القادم من السد لمدة أربعة مواسم، وأحدث الخبر تفاعلا كبيرا في الأوساط الكروية نظرا للقيمة الفنية التي يمتلكها هذا اللاعب وتأثيره في منظومة أي فريق، إذ يتميز خوخي بالمهارة الفنية والذكاء، والانضباط التكتيكي فضلا عن لياقته البدنية العالية، وبرز خوخي مع منتخب قطر في كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات، وكان أحد الأعمدة التي اعتمد عليها الإسباني فيليكس سانشيز مدرب العنابي.

الفصل الثاني كان أكثر إثارة، عندما نشر السد على موقعه في "تويتر" تغريدة أكد فيها اعتراضه على صفقة الانتقال، ووصفها بأنها غير قانونية معلنا في نفس الوقت بدء الإجراءات القانونية لإلغاء الصفقة واستعادة اللاعب إلى صفوف نادي السد.

ومن المفارقات أن سجل خوخي بوعلام حافل بأحداث مشابهة؛ فمنذ أن انتقل إلى العربي في عام 2009، كان على وشك التوقيع لنادي الغرافة بمبلغ مالي ضخم في ذلك الوقت، إلا أن مفاجأة اللحظة الأخيرة نقلت اللاعب إلى العربي.

ماذا تقول لوائح الاتحاد القطري؟
التفاصيل تشير إلى أنّ العقد الذي وقعه نادي السد مع خوخي بوعلام لمدة موسمين، والذي تمّ في 2017، انتهى بانتهاء الموسم الحالي، وحسب ما تردّد فإن السد قدّم عقداً جديداً، وهو ما رفضه خوخي، ووافق في المقابل على العقد المقدّم له من نادي الغرافة، ما يعني أن اللاعب كانت لديه رغبة في ترك السد، وخوض تجربة أخرى جديدة بعرض أفضل. وهنا لا يجوز الاعتراض على رغبة اللاعب، ما دام في حِلّ قانونيا ولم يعد يربطه عقد بناديه السد.

وبالعودة إلى لوائح وقوانين الاتحاد القطري لكرة القدم والبنود المتعلقة بانتهاء عقود اللاعبين، يتبين أن التعميم الأوّل برقم 385 الصادر في 30 ديسمبر/كانون الأول 2012، والذي أكّدت فقرته الأولى أنه "لا يحق لأي لاعب عند انتهاء عقده، الانتقال إلى أي نادٍ آخر في حال تم منحه عرضاً جديداً من ناديه الأصلي يشمل الحد الأعلى من مقدم العقد والبالغ (40 ضعفاً) من راتبه الشهريّ".

وفي 8 مايو/أيار 2016 صدر التعميم 154 الخاص بتوضيح التعاميم 384 و385، وأكّد التعميم الجديد على أنه "إذا منح اللاعب أقلّ من 40 ضعف الراتب يحق له الانتقال إلى نادٍ آخر، وإذا منح اللاعب 40 ضعف الراتب يحقّ للنادي الاحتفاظ باللاعب إلا إذا كانت هناك أسباب موضوعية يرفعها اللاعب للاتحاد ويتم النظر فيها من قبل اللجنة التنفيذية".

وفي مطلع يناير/كانون الثاني 2018 أصدر الاتحاد التعميم رقم (2) تضمنت مادته الأولى أنه "إذا عُرض على اللاعب الحد الأقصى أي ( 40 مرة ضعف راتبه) من قبل ناديه الحالي كمقدّم لعقد عمل جديد، فإن هذا النادي لديه الحق في الاحتفاظ باللاعب، وبالتالي ليس بإمكان اللاعب التسجيل مع أي نادٍ آخر، وهذا هو البند الذي اعتمد عليه السد لقطع الطريق على الغرافة والاحتفاظ باللاعب مع إثبات تقديم عرض جديد.

البند الذي يخدم خوخي بوعلام
وأضاف التعميم "بغض النظر عما سبق، فإن اللاعب في حال تقديمه مبررات كافية إلى اللجان المختصة في الاتحاد القطري لكرة القدم، فإنه من الممكن أن يتم إعفاؤه من التزام تجديد تعاقده، والبقاء مع ناديه الحالي بموجب قرار تتخذه اللجنة التنفيذية للاتحاد، وذلك بعد الاطلاع على تفاصيل كل حالة على حدة".

وفي 16 يناير 2018 أصدر الاتحاد التعميم (11) إضافة إلى التعميم رقم (2) أشار فيه إلى أنه "في حالة عدم توصل اللاعب المنتهي عقده أو أن عقده الحالي في طور الانتهاء، إلى اتفاق مع ناديه لتجديد عقد العمل، أو أنه في حالة لم يتلقَّ فيها أي عرض من ناديه لتجديد عقده، فإنه يحق لهذا اللاعب التسجيل مع نادٍ جديد، وبالتالي وفي هذه الحالة يحق للاعب أن يحصل على دفعة أولى لإبرام عقد جديد مع النادي الجديد، بحد أقصاه ضعف راتبه 20 مرة للسنة التعاقدية الأولى".