قصف إماراتي مصري لقاعدة الوطية

05 يوليو 2020
سيطرت قوات الوفاق على القاعدة في 18 مايو (محمود تركية/الأناضول)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية خاصة إن الضربات الجوية التي تعرضت لها قاعدة الوطية في الغرب الليبي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، شنتها طائرات "رافال" تابعة للإمارات، لكنها أقلعت من مطار حباطة العسكري المصري المتاخم للحدود الليبية. 
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات التي نفذت الهجوم على القاعدة، لضرب منصات الدفاع الجوي بها، وصلت إلى قاعدة سيدي براني الجوية المصرية قبل أيام، قبل أن تنتقل إلى مطار حباطة العسكري، الذي نفذت الهجوم عن طريقه، مشيرة إلى أن تلك الضربة جاءت بعد تنسيق عسكري واسع بين كل من فرنسا وروسيا ومصر، مؤكدة، في الوقت ذاته أن زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس أركانه يشار غولر إلى ليبيا، في مشهد استعراضي، أثارت استفزاز عدة أطراف في المنطقة.

زيارة أكار وغولر إلى ليبيا أثارت استفزاز عدة أطراف في المنطقة

 

وبحسب المصادر فإن "الضربات التي تركزت ضد منظومات الدفاع الجوي التي نصبتها تركيا، وإن كان الهدف منها إيصال رسائل بشأن اتفاق جرى بين حكومة الوفاق وأنقرة بتخصيص قاعدة الوطية لتركيا، بالإضافة إلى قاعدة مصراتة البحرية، إلا أن الهدف الأساسي الآخر، هو إعاقة استقرار الوضع لتركيا في الوقت الراهن، قبل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار، والتوافق بشأن خارطة طريق تتوافق عليها كافة الأطراف بشأن الأزمة الليبية".

 

وبحسب المصادر فإن الإمارات والسعودية ما زالتا تضغطان على النظام المصري لخوض الجيش حرباً واسعة في ليبيا ضد تركيا، وهو ما ترفضه القاهرة، نظراً للتبعات التي ستترتب على تلك الخطوة، خصوصاً أن التوقيت نفسه غير مناسب، بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي، التي تمثل معركة وجود بالنسبة إلى مصر. وكشفت المصادر أن القاهرة أبلغت أبوظبي أنها لا تعارض تقديم تسهيلات لوجستية لمن يرغب في شن تلك المعارك.

الهدف هو شغل أنقرة بالملف الليبي لإلهائها عن ملفات أخرى

 

كما كشفت المصادر عن سبب وصفته بالرئيسي وراء إشعال حرب واسعة ضد تركيا في ليبيا، قائلة إن "لدى الرياض وأبوظبي معلومات بشأن اتصالات تركية بأطراف يمنية، تمهيداً للعب دور باليمن خلال الفترة المقبلة"، موضحة أن "الهدف هو إغراق وشغل أنقرة بالملف الليبي لإلهائها عن ملفات أخرى". يأتي هذا في الوقت الذي ما زالت فيه المفاوضات مستمرة بين تركيا وروسيا بشأن الوضع في ليبيا.
في مقابل ذلك، قال مصدر عسكري ليبي مسؤول في قوات حكومة الوفاق الليبية، إن ما حدث اليوم الأحد لن يمر بسهولة، مؤكداً أنه يتم التجهيز لعمل عسكري واسع رداً على ما جرى. واعتبر أن ما حدث يعطي شرعية للتحركات العسكرية المقبلة، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تتحدث فيه الدول الداعمة لمعسكر شرق ليبيا عن الحل السياسي تنفذ عملاً عسكرياً ضد قواتنا، ما يكشف كذب تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تحدث فيها عن خط سرت الجفرة، مشدداً على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي للأزمة قبل بسط السيطرة على مدينة سرت وقاعدة الجفرة التي تتخذ منها مرتزقة "فاغنر" الروسية نقطة ارتكاز لها. وأكد المصدر أنه تم التوافق خلال زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا على مواصلة الاستعداد لعملية تحرير سرت.
يأتي هذا في الوقت الذي فيه أكد أكار رفض بلاده مبادرة القاهرة الخاصة بوقف إطلاق النار في ليبيا، معتبراً أن ما تريد تحقيقه السلطات المصرية أمر غير قابل للتطبيق. وقال أكار، خلال اجتماع، أمس السبت، مع العسكريين الأتراك في ليبيا المكلفين بمهام ضمن قيادة التعاون الأمني والتدريب والمساعدة والاستشارات في طرابلس، بحضور رئيس أركان الجيش التركي يشار غولر، "لقد تركوا نص الاتفاق السابق الذي اتفق عليه العديد من رؤساء الدول، ويحاولون أن يصنعوا شيئاً من عند أنفسهم في القاهرة". ورأى أكار أن هذا الأمر يحرض على "المواجهة غير القانونية"، مضيفاً "مصر تحاول أن تصنع شيئاً بنفسها، ولكن كل ما تفعله غير قابل للتطبيق". وشدد وزير الدفاع التركي على أن "نوايا السلطات المصرية لا تسهم بأي شكل من الأشكال في إيجاد الحلول أو تثبيت الوحدة والتضامن بين شعب ليبيا، حيث تسعى القاهرة إلى تحقيق مصالحها الخاصة بها"، معتبراً أن "نواياهم واضحة".