قصص أطفال فلسطينيين قتلهم جنود إسرائيليون... نزيف حتى الموت

13 ابريل 2017
الأطفال الشهداء في فلسطين (الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال)
+ الخط -

وثّقت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين"، في تقرير اليوم الخميس، أسمته "نزف حتى الموت"، حالات عدة لقتل أطفال فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وقال التقرير، الذي وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، إنه "في الأول من إبريل/نيسان الجاري، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفل أحمد غزال (17 سنة) في طريق الواد في القدس، بحجة تنفيذه عملية طعن. عدد من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وحسب شهود عيان، أطلقوا ما يقارب العشرين رصاصة صوب الطفل غزال، الذي ينحدر من مدينة نابلس، بعد أن حاصروه في مدخل عمارة لجأ إليها بعد مطاردته".

وأفاد شاهد عيان للحركة، بأن الطفل غزال تُرك في مدخل العمارة ينزف ما يقارب الثلاث ساعات، من دون تقديم أي نوع من المساعدة له، بعد أن منعت شرطة الاحتلال الطواقم الطبية من تقديم الإسعافات الأولية له. وأضافوا: "بعد مضي ثلاث ساعات على إطلاق النار على الطفل غزال، حضر جنديان وأنزلا الجثة عن درج العمارة جرّاً ووضعاها في كيس أسود قبل أن ينقلاها من المكان".

وصادرت شرطة الاحتلال أشرطة تسجيل الكاميرات من المحلات الموجودة في المكان، واستدعت عددا من التجار لسماع أقوالهم.

أما الطفل مراد أبو غازي (17 سنة)، من مخيم العروب بمحافظة الخليل، فقتله جنود الاحتلال الإسرائيلي في 17 مارس/آذار الماضي، بعد أن أطلقوا الرصاص عليه من مسافة قريبة، فأصابوه بعيار ناري اخترق ظهره وخرج من القلب مباشرة، وفق ما أفاد الطبيب الشرعي، الذي رجح أن يكون الطفل أبو غازي قد استُشهد على الفور نظرا لطبيعة إصابته.

وأصيب في الحادث ذاته، الطفل سيف أولاد عيسى (17 سنة) الذي حاول الاقتراب من الطفل أبو غازي وقت إصابته لمساعدته، إلا أن أحد الجنود عاجله برصاصة من مسافة قريبة أصابته في ظهره وخرجت من صدره.

وقال الطفل المصاب أولاد عيسى، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه كان متوجها مساء ذلك اليوم إلى صيدلية قريبة من مدخل المخيم، مقابل البرج العسكري الإسرائيلي، لشراء دواء لوالده عندما سمع صوت إطلاق نار، وفي الوقت ذاته شاهد شخصا يسقط أرضا، وكان يبعد عنه ما يقارب من 15 مترا.

وأضاف أنه توجّه نحو الشخص الذي سقط أرضا فورا، وعند الاقتراب منه ظهر جندي إسرائيلي، وأنه استدار للهرب، فأطلق الجندي النار وأصابه في ظهره.

ويقول الطفل إنه استطاع العودة إلى المخيم رغم إصابته، ويضيف "ركضت حوالي 20 مترا باتجاه المخيم مبتعدا عن المكان، وكنت أشعر بضيق في التنفس، فوقعت على الأرض ولا أدري بعدها ماذا حدث حتى وصولي إلى المستشفى الأهلي في الخليل".

أجريت للطفل أولاد عيسى عملية جراحية مستعجلة لإيقاف النزيف، بعد أن دخلت الرصاصة من ظهره وخرجت من صدره وأصابت رئته، تبعها فيما بعد ثلاث عمليات جراحية لإصلاح الرئة المصابة.



وفي قطاع غزة، أنهى جنود الاحتلال الإسرائيلي حياة الطفل يوسف أبو عاذرة (16 سنة)، من حي الشابورة برفح، بعد أن أطلقوا صوبه واثنين آخرين كانا برفقته اقتربوا من الحدود، ما يقرب من 10 قذائف مدفعية، في 21 مارس/آذار الماضي.

وقال عبد الله الرخاوي (30 سنة)، الذي كان برفقة الطفل أبو عاذرة وقت وقوع الحادث بالإضافة إلى شخص ثالث، إنهم توجهوا إلى تلك المنطقة بعد أن راودتهم فكرة الدخول إلى إسرائيل من أجل العمل، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.

وأوضح الرخاوي، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن ثلاثتهم اقتربوا من الحدود لحوالي 50 مترا، وكانت الساعة تقريبا 11.30 ليلا، عندما بدأت قوات الاحتلال بإطلاق قذائفها صوبهم بصورة كثيفة.

ويتابع: "ربما تم إطلاق 10 قذائف باتجاهنا في دقيقتين، فكنت كلما رأيت القذيفة قادمة أنبطح أرضا حتى لا تصيبني شظاياها، حالة رعب وخوف عشتها، لدرجة أنني لم أستطع رؤية أبو عاذرة وصديقنا الثالث، وما حدث لهما".

استطاع الرخاوي النجاة بحياته والانسحاب من المكان تاركا خلفه صديقيه بعد أن فقد آثارهما، ووصل منزله فجرا بعد أن سار مسافة طويلة على قدميه، في حين مكث أبو عاذرة وصديقهما الثالث مصابين بشظايا القذائف لحوالي الساعة، قبل أن تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشالهما.

فجر اليوم التالي، أعلن عن استشهاد الطفل أبو عاذرة جراء إصابته بعدة شظايا في أنحاء متفرقة من جسده، بينما أصيب صديقهما الثالث بشظايا في بطنه وتم علاجه وتماثل للشفاء.

وفي مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي رصاصهم صوب مركبة خاصة كانت تقل عددا من الأطفال، في 23 مارس/آذار الماضي، بزعم قيامهم بإلقاء زجاجات حارقة صوب برج عسكري مقام في محيط مستعمرة "بيت إيل" المقابلة للمخيم.

وأسفر إطلاق النار عن مقتل الطفل محمد خطاب (17 سنة) بعد إصابته بعدة أعيرة حية في صدره وكتفه، وإصابة ثلاثة أطفال آخرين وشاب كانوا في المركبة ذاتها، أحدهم الطفل جاسم نخلة (16 سنة)، والذي وُصفت حالته بأنها بالغة الخطورة جراء إصابته في الرأس والقدم.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت الطفل قصي العمور (17 سنة) من بلدة تقوع بمحافظة بيت لحم، في 16 يناير/كانون الثاني الماضي، أمام الكاميرات، خلال مواجهات اندلعت في البلدة، ليكون بذلك أول طفل يقتله جنود الاحتلال في 2017.

وباستشهاد الطفل جاسم نخلة، يرتفع عدد الأطفال الذين قتلهم جنود الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى ستة أطفال.

وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، إنه "وفقا للقانون الدولي، فإنه يمكن استخدام القوة القاتلة ضد التهديد الوشيك بالموت أو الإصابة الخطيرة، أو لمنع ارتكاب جريمة بالغة الخطورة تتضمن تهديدا شديدا للأرواح، وذلك فقط عندما يثبت عدم كفاية الوسائل الأقل عنفا عن تحقيق هذه الأهداف، كما أنه يلزم بذل كل جهد ممكن لتحاشي استعمال الأسلحة النارية، خاصة ضد الأطفال".

وأضاف أبو قطيش أن الحالات المذكورة أعلاه تشير إلى أن قوات الاحتلال ماضية في سياسة إطلاق النار صوب الأطفال بقصد القتل، سواء من خلال استهداف الأجزاء العليا من الجسد، أو من خلال ترك المصابين ينزفون حتى الموت ومنع تقديم أي نوع من المساعدة لهم، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات ما كانت لتجري لولا تفشي سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها جنود الاحتلال.