قرار "تأديبي" بحق فلسطيني لطرده وفداً إسرائيلياً من مقر عمله

07 يناير 2020
الفلسطيني عاهد عميرة طرد إسرائيليين من عمله (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن الشاب الفلسطيني عاهد عميرة (22 سنة) يعرف أنّ طرده لوفدٍ إسرائيلي من مقر عمله في الدفاع المدني بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، سيكون سبباً لنقله "تأديباً" إلى مركز مخيم بلاطة شرقي نابلس شمالاً.
بدأت تفاصيل القصة، في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما حضر وفد ممن تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية إلى مقر الدفاع المدني في بيت لحم. قبلها بأيام تم إخبار عاهد من قبل مديره، بقدوم وفد "أجنبي"، وأن عليه الاستعداد لذلك.
وأكد مدير الدفاع المدني في بيت لحم، المقدم موسى أبو عرقوب، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن "نقل عاهد من مدينة بيت لحم إلى محافظة نابلس، أمر طبيعي وليس تأديبياً، وجاء على خلفية التغيّب عن العمل، وليس للأمر علاقة بطرده الوفد الإسرائيلي، الشهر الماضي".
وروى والد عاهد، منذر عميرة، لـ"العربي الجديد"، أنّ ابنه لم يكن يعرف حقيقة الوفد، "لكن في غرفة الاجتماعات اكتشف أنهم إسرائيليون حين تحدثوا باللغة العبرية. عندها خاطبهم قائلاً: أنتم غير مُرحب بكم هنا، لكن الوفد لم ينصرف رغم أن عاهد كرر أن الجهاز يقدم خدماته للفلسطينيين، وسقط منه شهداء، وفي تلك الأثناء عرف بأمر وجود الوفد الإسرائيلي".
وتابع عميرة: "جرت محاولة لإخراج عاهد من مقر الدفاع المدني بعد محاولته طرد الوفد الإسرائيلي، وبعدها وصل نشطاء وصحافيون إلى المكان، وعبروا عن رفضهم لوجود الإسرائيليين، وحضر أفراد من الشرطة الخاصة الفلسطينية، وتم توثيق الواقعة في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي".



وأضاف أنّ "العائلة كانت تخشى من احتجاز عاهد من قبل جهاز الاستخبارات، لذلك أقنعناه بالتغيّب عن العمل لمدة أسبوعين. إن كان لا بد من عقاب عاهد على أساس أنه أخطأ من وجهة نظر الإدارة، فكان الأجدر أن يتم نقله داخل محافظة بيت لحم، لكن المفاجأة كانت نقله تعسفياً للعمل في مركز مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس".
وتبعد بيت لحم عن نابلس مسافة 195 كيلومتراً، بما يوازي مدة 3 ساعات و53 دقيقة بالسيارة.

لا يقتنع عميرة أنّ سبب فصل ابنه، كما ذكر الكتاب الرسمي للدفاع المدني، هو التغيّب عن العمل، "بل ما صدر عن عاهد من موقف واضح يؤكد عدم قبوله وجود وفد إسرائيلي في المكان الذي يعمل به من أجل خدمة الفلسطينيين".
وقال منذر عميرة: "عاهد جاهز لدفع ثمن موقفه، وقد تقبل قرار نقله، وسينفذه، أما أنا فلن أقبل ولن أوافق على هذا القرار"، مشيراً إلى أنّ خبر نقل ابنه إلى نابلس أوردته "القناة العاشرة" الإسرائيلية، في سياق تحريضي، مذكّراً بأنّ ابنه الذي يعمل في الدفاع المدني منذ عام واحد، "يفخر بأنّه رفض الالتحاق بدورات ينظمها الدفاع المدني الإسرائيلي، وكان ذلك سبب خلافه مع مديره".