انتقد سياسيون وخبراء مصريون، اليوم الأربعاء، خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى 23 يوليو 1952، والذي قال فيه إن دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، بدل القدس كلها، وتحدث عن مزيد من إجراءات التقشف، وعدم اكتراثه بملف الحريات.
وانتقدت حركة شباب "6 إبريل"، تصريحات السيسي، قائلة إن "الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي كان يعد كنزاً استراتيجياً لإسرائيل، لم يجرؤ طيلة 30 عاماً على قول إن فلسطين عاصمتها القدس الشرقية"، مؤكدة أن "إسرائيل تحارب منذ 47 عاماً من أجل الوصول إلى هذه النقطة".
وخاطبت الحركة، السيسي، في بيان لها، قائلة إن "فلسطين عاصمتها القدس، وليس القدس الشرقية يا قاهر الأمريكان"، في إشارة ساخرة لترويج وسائل الإعلام المصرية، أنه أول رئيس يعادي الولايات المتحدة وإسرائيل.
أما الباحث المختص في الشأن الفلسطيني، محمد عصمت سيف الدولة، فأعرب عن استيائه من لغة السيسي بشأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قائلاً في تدوينة له عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إنه "في سابقة مخزية، استخدم السيسي في حديثه المقتضب عن غزة، تعبيرات مثل الأزمة والاقتتال والأطراف والملفات"، متسائلاً: "ألم يسمع عن كلمة العدوان الإسرائيلي؟".
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم حزب "مصر القوية"، محمد المهندس، أن حديث السيسي عن أن القدس الشرقية، وليست القدس الموحدة، كعاصمة لفلسطين، هو "أمر مؤسف، ويدل على إصراره على التمسك بموقفه المخزي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وقال المهندس، لـ"العربي الجديد"، إن "حديث السيسي عن اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية هو كلام ليس له أي أساس على أرض الواقع، فمصر تتعامل كوسيط منحاز لصالح الإسرائيليين، وليس كطرف منحاز للفلسطينيين (كما هو المفترض)، خاصة في ظل مشاركتها بحصار قطاع غزة، ومبادرتها التي تؤدي إلى ثبات الوضع على الأرض لصالح سلطة الاحتلال".
وعن حديث الرئيس المصري عن تحمل الفقراء الجانب الأكبر من قرارات رفع الدعم الأخيرة، أشار المهندس إلى أن السيسي "مصرّ على رفع الدعم نهائياً، كما جاء في تسريبات سابقة له، كما أن حديثه لا ينم عن أن لديه رؤية سياسية أو اقتصادية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد".
أما العضو المؤسس في حركة "تمرد" الداعمة للسيسي، محمد عبد العزيز، فقد انتقد أيضاً لغة الخطاب، موضحاً، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "عاصمة فلسطين القدس، وليس القدس الشرقية يا سيادة الرئيس".
استمرار النهج القمعي
في المقابل، اعتبرت الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، نيرمين عبد السلام، أن السيسي تجاهل الغضب الشعبي من قرارات رفع الدعم، نظراً لأن كم الغضب منها لم يتحول إلى فعل حتى الآن".
في المقابل، أوضح مدير مركز الدراسات الاقتصادية، عبد المنعم سيد، أن النهضة الاقتصادية لا تحدث برفع الدعم، إنما بحدوث تصنيع ونمو صناعي سريع، مشدداً على أن خروج الاقتصاد المصري من أزمته "مرهون بما ستقدمه الدولة من دعم لعدد من القطاعات الجديدة لسد احتياجات السوق المصرية".
الإسلاميون: لا جديد مع العسكر
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم حزب "الأصالة" السلفي، حاتم أبو زيد، أحد مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الموالي للرئيس المعزول محمد مرسي، إن خطاب الرئيس المصري "مجرد أكاذيب وادعاءات إعلامية". ورأى أبو زيد أن الخطاب "لا يستحق التعليق، لأنه لم يأت بجديد كونه استمراراً لعملية خداع الشعب المصري".
وتابع أبو زيد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "أهداف 23 يوليو لم تتحقق حتى الآن على الرغم من مرور أكثر من 60 عاماً، وهو دليل قوي على فشلها في تحقيق أي من أهدافها".
وتوقع أبو زيد أن يفشل السيسي "كما فشل من قبله، لأن دولة يوليو لم تقدم جديداً، لا على مستوى التعليم ولا على مستوى الاقتصاد، وعلى المستوى السياسي بترسيخ الديمقراطية".
وذكّر المسؤول في "الأصالة" بالحديث المسرب للسيسي مع ضباط الجيش، والذي رأى فيه أن "مصر تحتاج نحو 25 عاماً لكي يتم تطبيق الديمقراطية فيها".
وحول القضية الفلسطينية، قال المتحدث باسم "الأصالة" إن "نظام يوليو لم يقدم شهيداً واحداً للدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى"، مشدداً على أن فلسطين "تغيب عن النظام الانقلابي الحالي تماماً".