قتل الطبقة المتوسطة العربية

07 اغسطس 2015
الحرب وغلاء الأسعار يزيدان العرب فقرا (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

ثمة شبه إجماع على أن الهوة بين الفقراء والأغنياء في العالم العربي كبيرة جداً. المفروض أن يتم العمل، بشكل حثيث، على ردم هذه الهوة، لأنها قنبلة موقوتة تهدد بانفجار مجتمعي في أي وقت.

ملء هذا الفراغ لن يكون بالاستنجاد بعصا سحرية تلحق الفقراء في رمشة عين بركب الأغنياء. هذا مستحيل ويناقض التطور الطبيعي للأشياء. لكنْ ثمة طريق وسط، هو شاق طبعا، لكنه سيفضي في النهاية إلى ردم هذه الهوة دون أزمات مجتمعية.

سنكتفي في هذا المقام بالحديث، بإيجاز، عن آلية وحيدة من عشرات السبل المتاحة لتقليص الفقر، والنهوض بأوضاع الأسر العربية.

لننطلق من الغرب، لا تقوم الدول المتقدمة على الأثرياء فقط، بل تنبني قبل ذلك على الطبقة المتوسطة. صحيح أن رجال الأعمال الأثرياء يسخرون ثرواتهم لتشكيل لوبيات تضغط لصناعة قرارات تخدم مصالحهم، لكن الأسر المتوسطة في الغرب تحتفظ لنفسها بدور فعال في صناعة القرار السياسي والاقتصادي لهذه الدول. تكون لها كلمة مسموعة في الانتخابات وتأخذ الحكومات ردة فعلها بعين الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار.

في العالم العربي، يجري التركيز في الخطاب السياسي حاليا على الحاجة إلى دعم الفقراء.

لا اختلاف، عربيا، في الحاجة الماسة إلى سياسات مماثلة توقف موجة تنامي معدلات الفقر في معظم الدول العربية، خاصة غير البترولية منها. كما أن محاربة الفقر في حد ذاتها تعزيز للطبقة المتوسطة.

غير أن الحاجة ماسة أيضا إلى الاهتمام بالطبقة المتوسطة، التي تتركز بالأساس في المدن، لكيلا تهوي، مجددا، إلى القاع على اعتبار أن معظمها ارتقى اجتماعيا بفضل "سلالم" عدة أهمها التعليم.

للأسف الشديد، تعاني الأسر العربية المصنفة متوسطة من ارتفاع المديونية وارتفاع الأسعار وجمود الأجور، خاصة في الدول غير البترولية، وهو ما دفع خبراء إلى القول إنه لا وجود لهذه الطبقة أصلا في معظم الدول العربية.

الواقع أن إنقاذ هذه الطبقة بدوره محاربة للفقر وخطوة في اتجاه تقليص الهوة الفاصلة بين الأغنياء، وهم قلة، والفقراء.

من المستبعد أن تبادر دول عربية ما إلى الإعلان عن دعم، ولو رمزياً لهذه الطبقة في الوقت الراهن

 لكن الثابت أن تكلفة دعمها حاليا أقل بكثير مما سيضطر العرب لإنفاقه قريبا لإعادة صناعة هذه الطبقة.

اقرأ أيضا: الإرهاب يُفقر العرب

المساهمون