قالت ثلاثة مصادر طبية وحقوقية في بغداد وميسان والبصرة، إنّ 6 عراقيين قتلوا وأُصيب نحو 200 آخرين جميعهم من المتظاهرين، منذ فجر اليوم الخميس، وسط استمرار حركة التظاهر والاحتجاجات في العاصمة ومدن جنوب البلاد ووسطها.
وشهدت العاصمة بغداد تصعيداً جديداً في مستوى العنف من قبل قوات الأمن العراقية، التي أكدت مصادر حكومية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّها تلقت تعليمات بمنع تمدد التظاهرات إلى خارج نطاق ساحة التحرير ـ الباب الشرقي.
وواجهت قوات الأمن مئات المتظاهرين بوابل كثيف من الرصاص الحيّ وقنابل الغاز في شارع الرشيد والحيدر خانة وحافظ القاضي وتقاطع جسر الشهداء وطريق فرعي بينهما، ما أدى إلى مقتل أربعة متظاهرين، بينهم سائق عربة "توكتوك" كان ينقل مصابين، بينما أُصيب عشرات آخرون بالاختناق جراء الغاز أو إطلاق النار.
وبذلك وصل عدد قتلى بغداد إلى خمسة، بعد مقتل الطبيب عباس علي، مسؤول مفرزة الإسعاف في ساحة التحرير الذي قضى، فجر اليوم، برصاص الأمن، في خلال محاولته الوصول إلى مصابين من المتظاهرين قرب تقاطع جسر الشهداء.
وشهدت تظاهرات بغداد ترديد شعارات تهاجم بعثة الأمم المتحدة في العراق، وتصفها بالمتفرجة والمتسترة على الحكومة وفسادها وقمعها.
وقال ياسر حسان التميمي، وهو ناشط بارز في بغداد بساحة التحرير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بعثة الأمم المتحدة زارت ساحة التحرير، ولم تتحمل المكان لدقائق وارتدت قناعاً ضد الغاز، وشاهدت بالأدلة ما يجري، وتسمع وترى كل يوم أعداد الضحايا يرتفع، ورغم ذلك لا تفعل شيئاً ولا تضغط على الحكومة، سواء بوقف القتل أو في ما يتعلق بقطع الإنترنت وقطعنا عن العالم"، متهماً الأمم المتحدة بـ"مجاملة الحكومات في المنطقة لضمان استمرار التمويل"، على حد وصفه.
وشوهد متظاهرون وهم يرفعون لافتات تنتقد موقف الأمم المتحدة في العراق، داخل ساحة التحرير وسط بغداد.
وأكد طبيب وموظف صحي عراقي في بغداد، وصول خمس جثث إلى الطب العدلي من المتظاهرين، فيما تحدث مصدر في مستشفى العمارة العام عن وصول جثة واحدة، وهي لناشط اغتيل بعد خروجه من ساحة الاعتصام وسط العاصمة، في الواحدة والنصف من صباح اليوم الخميس.
في المقابل، قال مسؤول حكومي عراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمن تلقّى معلومات مباشرة بمنع تمدد التظاهرات في بغداد خارج الباب الشرقي وساحة التحرير والمنطقة المحصورة بين جسري السنك والجمهورية".
وبيّن أنّ "اتساع رقعة التظاهرات يعني تحديات جديدة لقوات الأمن والحكومة، خاصة أنها آخذة بالتمدد نحو شارع السعدون وساحة الفردوس وفنادق عشتار وفلسطين ميريديان جنوباً، ومن جهة شارع الرشيد الذي يضم البنك المركزي شمالاً"، لافتاً إلى تلقّي قوات الأمن "أوامر صارمة باستخدام أقصى أدوات الردع المتاحة لديها، بما فيها الرصاص الحي".
وفي ميسان شرقي البلاد، شيع آلاف العراقيين جثمان الناشط أمجد الدهامات الذي قتل، في ساعة مبكرة من فجر اليوم، على أيدي مسلحين مجهولين بعد مغادرته ساحة الاعتصام في منطقة الشبانة بمدينة العمارة مركز محافظة ميسان.
وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة لزعماء العشائر الذين طالبوا، في بيان، المحافظ والشرطة بالكشف عن القتلة خلال 72 ساعة، أو سيُتخَذ إجراء جديد يتوقع أن يكون دعوة أبناء العشائر إلى النزول في التظاهرات.
وفي البصرة، التي شهدت الخميس رفع أطول علم للعراق بطول بلغ 600 متر في ساحة الحرية وسط المحافظة، تجددت مظاهراتها الشعارات المناوئة لإيران، والمطالبة بحل الحكومة، وإنهاء ما وصفه المتظاهرون بـ "حفلة النصب والنهب".
كذلك شهدت مناطق خور الزبير وأم قصر تظاهرات مماثلة أوقعت إصابات بين المتظاهرين، غالبيتها بالغاز، فيما شهدت كربلاء مشاركة جديدة لموظفي العتبة الحسينية والعتبة العباسية ومنتسبيهما، وشهدت السماوة والكوت تظاهرات جديدة لم تبتعد كثيراً عن ساحات الاعتصام الرئيسة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
في غضون ذلك، أعلن اللواء عبد الكريم خلف، المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الخميس، صدور أوامر من الأخير باعتقال من يقطعون الطرق في بغداد والمحافظات.
وأضاف أنّ "الأوامر تتضمن اعتقال المخربين الذين يقطعون الطرق وإحالتهم على القضاء"، وفقاً لقوله، ونقلت قناة "العراقية"، الممولة من الدولة، عن خلف قوله إنّ "أوامر صدرت إلى القوات الأمنية، الجيش والشرطة، تقضي بتطبيق القانون فوراً".