قتلى بقصف روسي في دير الزور... والنظام يتهم التحالف الدولي بعرقلة تقدّمه

28 سبتمبر 2017
استهدفت الغارات منازل المدنيين في دير الزور(جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل أربعة مدنيين وجُرح آخرون، اليوم الخميس، بقصفٍ جوي روسي على بلدة جديد بكارة في ريف دير الزور الشرقي، تزامناً مع معارك بين قوات النظام وتنظيم "داعش" الإرهابي، في بلدة خشام بريف المدينة، إثر هجوم جديد من الأولى.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ أربعة مدنيين قُتلوا وجُرح آخرون، من جراء غارة جوية روسية، استهدفت منازل في بلدة جديد بكارة، بناحية خشام في ريف دير الزور الشرقي، فضلاً عن وقوع أضرار مادية جسيمة.

وأضافت المصادر، أنّ الغارة تسبّبت في حالة هلع بين المدنيين، رافقتها حركة نزوح باتجاه المناطق الزراعية المحيطة ببلدة جديد بكارة التي تخضع لسيطرة تنظيم "داعش".

وتزامن القصف الروسي مع معارك عنيفة بين قوات النظام المدعومة بالقوات الروسية ومليشيات أجنبية ومحلية من طرفٍ، ومسلحي تنظيم "داعش" من طرفٍ آخر، في بلدة خشام ومحيطها، على الضفة الشمالية من نهر الفرات، إثر هجوم من قوات النظام.

وتسعى قوات النظام إلى بسط سيطرتها على بلدة خشام، بهدف التقدّم إلى الضفة الشمالية من نهر الفرات، باتجاه حقل العمر النفطي، وذلك بالتوازي مع مواصلة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، محاولة التقدم نحو حقل العمر من محور الصور، بعد سيطرتها على حقل كونيكو أكبر حقول الغاز.

وفي سياق متصل، تحدثت "شبكة ديري نيوز" المحلية عن شن تنظيم "داعش" هجوماً مباغتاً ضد قوات النظام في ريف دير الزور الجنوبي بناحية الشولا، وتمكن من قطع الطريق المؤدية إلى مدينة دير الزور "طريق دمشق دير الزور"، بعد معارك أسفرت عن خسائر في صفوف قوات النظام.

كما قالت مصادر محلية إن تنظيم "داعش" أسر عنصرين من القوات الروسية المتواجدة في بلدة الشولا بريف دير الزور الجنوبي.

وذكرت أن مسلحي تنظيم "داعش" نفذوا عملية التفاف على مواقع قوات النظام المتواجدة في بلدة الشولا على بعد 20 كيلومتراً جنوب مدينة دير الزور، وتمكنوا من أسر عنصرين من القوات الروسية، وثالث من قوات النظام السوري، بعد سيطرتهم الكاملة على البلدة.


كما قالت مصادر إعلامية مقربة من تنظيم "داعش" إن الأخير فجر عربة مفخخة اليوم بقوات النظام في قرية المريعة بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وفي سياق متصل، أفاد مركز حمص الإعلامي بمقتل تسعة عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين خلال اشتباكات مع تنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي وذلك إثر هجوم على مواقع النظام في المحور الجنوبي من مدينة السخنة، الواقعة على طريق حمص دير الزور.

وكانت قوات النظام قد تمكنت قبل أسابيع من السيطرة على طريق دير الزور دمشق الذي يمر من ناحية الشولا، لتتمكن لاحقاً من فك الحصار عن مواقعها في مدينة دير الزور.

وتشهد محافظة دير الزور، سباقاً بين "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة بالتحالف الدولي، وقوات النظام المدعومة بالقوات الروسية، للاستيلاء على المواقع النفطية الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

وفي هذا الشأن، اتهم مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعرقلة تقدّم قوات النظام على حساب تنظيم "داعش" في دير الزور.

وقال الجعفري، في جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سورية، إنّ "التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أوقف عملياته في الرقة التي هي معقل داعش وزج بما يسمى قوات سورية الديمقراطية التي يدعمها في دير الزور، والتي كان جيشنا يحررها، وكأن الأميركيين يسابقون الجيش السوري للوصول إلى دير الزور، بدلاً من محاربة "داعش" في معقله الرئيسي الرقة".

وتحدّث الجعفري عن صور جوية التقطتها الأقمار الصناعية الروسيّة، تُظهر وحدات أميركية مع "داعش" يتناوبون ويتبادلون المواقع من دون قتال، وطائرات مروحية تنقل قيادات من "داعش" إلى مكان ما، وفق قوله.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اتهمت، في وقت سابق، قوات التحالف الدولي و"قوات سورية الديمقراطية"، بدخول مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، في ريف دير الزور من دون مقاومة.

وتعرّضت مواقع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في ريف دير الزور لقصف جوي، اتهم على إثره التحالف الدولي، روسيا بالوقوف وراءه، بينما نفت وزارة الدفاع الروسية لاحقاً علاقة قواتها الروسية بالقصف.


معارك بين "داعش" و"قسد"

إلى ذلك، استمرت المعارك بين مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" الإرهابي، اليوم الخميس، في بلدة الصور، بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية من القوات الروسية إلى المدينة.

وقالت مصادر محلية، إنّ الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في بلدة الصور الواقعة شمال شرق مدينة دير الزور بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش"، إذ يبدي الأخير مقاومة عنيفة بهدف الحفاظ على آخر بلدة كبيرة يسيطر عليها في طريق الحسكة دير الزور.

وكانت شبكة "فرات بوست" قد أفادت بوصول تعزيزات عسكرية للقوات الروسية إلى مدينة دير الزور، مساء أمس الأربعاء، مشيرة إلى وصول قرابة 25 شاحنة تحمل دبابات وذخيرة.

وبيّنت الشبكة أنّ عناصر القوات الروسية، يتجولون في الأسواق بأحياء الجورة والقصور لشراء المواد الغذائية، كما تتجول سيارات الزيل الروسية والسيارات المدرعة المليئة بالعناصر في الشوارع العامة للتنقل بين مختلف جبهات القتال.

وفي سياق متصل، تحدثت مصادر محلية، عن قيام تنظيم "داعش" بعزل الأمير العسكري في مدينة الميادين، المدعو أبو طلحة الجزراوي، سعودي الجنسية، وتعيين المدعو "أبو الزبير التونسي"، تونسي الجنسية، خلفاً له.

وتعرّض تنظيم "داعش"، خلال الأسابيع الأخيرة، لتراجع كبير في محافظة دير الزور، نتيجة تقدم قوات النظام ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية".

وفي الرقة، قال "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية"، إنّ المعارك استمرت مع تنظيم "داعش" في الجبهتين الشمالية والغربية من مدينة الرقة، مضيفاً أنّ "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على مسجد الإمام النووي الواقع في حي النهضة، في مركز المدينة.