سقط العديد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون، الأربعاء، باستهداف مقاتلات التحالف العربي آلية يستخدمها مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في مدينة الحديدة، غرب اليمن، بالتزامن مع الاشتباكات والقصف المتبادل، وفي ظل نزوح مستمر لأسر من داخل المدينة.
وأفادت مصادر محلية متعددة، "العربي الجديد"، بأن التحالف استهدف بغارة آلية للحفر (بوكلين)، في جولة "يمن موبايل"، بشارع صنعاء، في الحديدة، حيث كان الحوثيون يحفرون خنادق في المنطقة على الخط الأسفلتي.
ووفقاً للمصادر، نتج من الغارة سقوط قتلى من الحوثيين، ومن المدنيين الذين كانوا بمنطقة القصف، بالإضافة إلى تضرر مركبات ومنازل مجاورة، بينما قال الحوثيون إن عدد القتلى والجرحى، جراء الغارة ذاتها، بلغ 10 أشخاص.
وجاءت الغارة بالتزامن مع استمرار التحركات العسكرية للجانبين، إذ يستخدم الحوثيون المدفعية للقصف باتجاه منطقة المطار، التي تقدمت فيها قوات الشرعية، أمس الثلاثاء، بعد معارك عنيفة، قتل خلالها العشرات من الجانبين، قبل أن يعلن التحالف اليوم، على لسان قائد قواته في الساحل الغربي لليمن، عبد السلام الشحي، أنه تمت السيطرة بالكامل على المطار.
وذكر الحوثيون أن عدد الغارات التي نفذتها مقاتلات التحالف في مديرية الدريهمي، في الحديدة، أمس الثلاثاء، وصل إلى 70 غارة جوية، وزعمت مصادر الجماعة تدمير ما يقرب من 28 مدرعة وآلية، فيما تحدثت مصادر التحالف عن خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين، في الجانب البشري على نحو خاص.
في غضون ذلك، أكد زعيم حركة "أنصار الله" (الحوثيين)، عبدالملك الحوثي، في خطاب له مساء اليوم، أن المعارك بدأت بالتوجه صوب الساحل الغربي، بعد أن تمكن ما وصفه بـ"العدوان"، من السيطرة على جزيرة ميون، قائلًا إن "الهدف الرئيسي من العدوان هو السيطرة الكاملة على اليمن إنساناً وأرضاً".
وأضاف أن "مساحة كبيرة من الساحل ما زالت حرة تحت سيطرة الشعب والجيش واللجان الشعبية"، مضيفًا أن "معركة الساحل الغربي ستكون مستنقعاً لإهلاك وإغراق قوى الغزو والعدوان"، على حد وصفه.
وقال إن "أهل تهامة أثبتوا وفاءهم مع شعبهم وأهلهم في مواجهة القوى الغازية المحتلة، بالرغم من تحشيد المقاتلين والمرتزقة على نحو غير مسبوق"، معتبرًا أن "وفاء أهل تهامة الخير والحرية والوطنية هو من أهم عوامل الانتصار في معركة الساحل الغربي"، وفق تعبيره.
ومضى قائلًا إن "المعارك لم تتوقف لمدة 32 شهراً من باب المندب وصولاً إلى الفترة الأخيرة في الدريهمي والدوار".
وردًا على اتهامات التحالف للحوثيين بإدخال الصواريخ عبر ميناء الحديدة، أكد الحوثي أن "السفن التي تدخل لميناء الحديدة تخضع لعملية تفتيش في جيبوتي، وتمر بآلية تفتيش شديدة جداً من قبلهم"، في إشارة إلى التحالف.وفيما يخصّ رواية التحالف حول أن معركة الحديدة هي لتأمين الكهرباء، قال الحوثي "اتركوا الحديدة والساحل الغربي لأهله والحكومة ستعمل على توفير الكهرباء لهم".
وتشهد مدينة الحديدة، نزوحاً للعشرات من الأسر، تجاه كل من مدينتي صنعاء وإب، بالتزامن مع التصعيد العسكري جنوب المدينة، وما ترافق معه من مواجهات عنيفة، تزداد المخاوف مع اقترابها مع أحياء جديدة في المدينة، التي يسكنها عشرات الآلاف.