أرسل الشاب عمر حسن مالك، المحكوم بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميا بـ "غرفة عمليات رابعة" رسالة إلى ثوار الربيع العربي، طالبهم فيها بالتوحد، مؤكدا أن الحكم بإعدامه لن يرهبه، وأن "التضحية بالروح هي أقل شيء أمام حلم الحرية والكرامة".
الرسالة التي كتبها عمر في 20 مارس/ آذار الجاري، ونشرتها صفحة "الحرية لعمر مالك" مساء أمس الأحد. دعا مالك من خلالها الثوار إلى التوحد، قائلا: "إن تاريخ الأحرار لم يكتب بالصدفة.. وإنما باختيارهم.. يا أحرار مصر.. يا أحرار الربيع العربي.. يا أحرار العالم. سطروا بأنفسكم التاريخ.. لا تدعوا من يريدون سلب حُلمنا وحريتنا أن يزوروا ثوراتنا".
وتابع عمر، ابن رجل الأعمال الإخواني حسن مالك: ستظل ٢٥ يناير ثورة شعب وليست كما يسمونها بأحداث عنف.. كان شعارنا آنذاك (إيد واحدة).. تآمروا علينا، جعلونا ننقسم.. نختلف.. ثم نتقاتل، ولكن جاء الوقت الذي نقول لهم.. تفاهمنا.. تصالحنا.. اتحدنا وأصبحنا إيد واحدة".
وقلل مالك، الذي كتب والده على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، عقب الحكم على ابنه بالإعدام "ربح البيع يا عمر": "ولتعلموا أن حكمكم عليّ لا يرهبني.. فلست أغلى ممن ضحّى بحياته من أجل حرية مصر.. وسأكون بصحبة أحبابي مصطفى الصاوي وعماد عفت ومينا دنيال وجيكا والجندي وأسماء البلتاجي وشيماء الصباغ وكل شهداء الحرية من أبناء جيلي..".
وأكد في ختام رسالته "حلمنا جميعا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. وسنضحي بأرواحنا من أجل هذه المطالب...".
رسالة سابقة
وكان عمر أرسل رسالة سابقة إلى معارضي الانقلاب العسكري من معتقله بسجن العقرب، قائلًا: "إلى الصامدين في كل ميادين الحرية، إن أعظم اللحظات هي ما تسبق الانتصارات وما نراه في الأفق أن هذا النظام العسكري الانقلابي المستبد يوشك أن يسقط.. فاستمتعوا بتلك اللحظات التي تسبق نصركم.. علموا الحرية لأبنائكم وأرضعوا الكرامة لصغاركم.. فأنتم الآن تسطرون تاريخا ليس لمصر ولكن للأمة العربية والإسلامية، وسوف يشهد العالم كله وتكتب الأقلام في كتبه ورواياته وقصصه عن الصمود الأسطوري لثوار مصر الأحرار".
وأضاف مالك: "ثقوا في نصر ربكم، وثقوا في إخوانكم، اكتبوا تاريخكم، انطلقوا إلى ميادين العزة والكرامة بكل ربوع مصر وليكن شعاركم شعار الحرية، حريتكم أنتم يا أبطال مصر، وافتخروا بأنفسكم يا جيل المستقبل، أعانكم الله وحفظكم من كل سوء".
وعمر مالك، رجل أعمال شاب، يبلغ من العمر 26 عامًا. اعتقلته قوات الأمن من أحد الفنادق بجوار مطار القاهرة يوم 17 أغسطس/ آب 2013، بعد يوم واحد من مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، هو وصديقه أحمد عبد الهادي (39 سنة)، كما تم وضعه على قوائم الممنوعين من السفر.
ويعمل عمر، عضوا لمجلس إدارة شركة "ابدأ" التي يمتلكها والده رجل الأعمال والقيادي الإخواني حسن مالك، وفور اعتقال عمر تم نقله إلى سجن العقرب الشديد الحراسة بمنطقة سجون طره.
وعقب الحكم عليه بالإعدام، تم نقله إلى سجن ليمان طره، وإيداعه في الحبس الانفرادي، ومنع دخول الأدوات الشخصية، ومنع الزيارة عنه.
واتُهم عمر في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية "غرفة عمليات رابعة"، وقضت المحكمة في 16 مارس بإحالته ضمن 14 شخصًا في القضية إلى المفتي.
ووجهت لعمر وزملائه في القضية تهمة "إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات التنظيم، بهدف مواجهة الدولة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وإشاعة الفوضى في البلاد، وحددت المحكمة جلسة 11 أبريل المقبل للنطق بالحكم.
اقرأ أيضا:
رسالة من محمد سلطان بعد الحكم بإعدام والده
مصر: إدانات حقوقية لأحكام الإعدام بـ"غرفة رابعة"