قبل الطوفان وبعده

لحظة الصيد المواتية
هاجمتْ الطيورُ
شجرة الجوز في بيتي الصيفيّ
هرعتُ إلى البيت لآتي بالبندقية
هرعتُ إلى البيت لأحمي حبّات الجوز
هرعتُ إلى البيت.

وجهتُ البندقية إلى الطيور/الشجرة
إلى كليهما وقد تلاحما
تحجّرتُ-
منتظراً اللحظة المواتية
ولكن اللحظة كانت أقوى
من سبابتي اليمنى.

الشجرة ليست شجرتي
حبّاتُ الجوز ليست لي
والطيور أيضاً،
ليس لي سوى البندقية الملتفة
حول ذراعي مثل أفعى

ألقيتُ بها جانباً.

نسيان
كم تزن ندفة ثلج؟
بقدر شمس كاملة
أو نصفها.

كم تزن الشمس؟
بقدر قلب الإنسان.
كم يزن القلب؟
حين تأخذه
وتضعه في جيبك.

ما تحت معطفي المطري
مطرٌ
مانع الحريق ذاته
ونسيانٌ
وعودة النهار الذي تعيش فيه.

القاتل
قتلتني الشمس
قبل الشمس-
كان العالمُ مربّعاً
بزوايا مستقيمة
- زاوية
الشمس جعلت العالم دائرياً
ومتّ أنا –
(ومفضلاً خطر الغموض)
ولدتُ مقيداً
بها إلى الأبد
- ثم ولدتُ ثانية
وأوقفَ
موكبُ الزفاف
الحورياتِ المنتحباتِ
أمام بيت المخلّص
ثم ولدني أبنائي
من جانبهم
وقُيّدتُ بحبلٍ مطاطي
إلى حاجز الجسر-
حسناً
أين أنت؟
و
هل من خبرٍ، أي خبرٍ
في الأدراج العتيقة؟

شمسان في السماء.

تفاحة تحت شجرة تعني طوفاناً جديداً
بعد الطوفان يجيء مباشرة طوفانٌ جديد
وخلق جديدٌ – قبل الطوفان وبعده
شجرة جديدة
والخالقُ القديم

في الغصون الجديدة – الشيطان السابق
بين حفيف الأوراق- الشمسُ متصلبة وحادة حديثاً
وأرواحُ مادة جديدة تطيرُ فوق الماء
جسدٌ منهك بأضلاع منخورة
تحت شجرة جديدة- تفاحة منسية.

نصف كوب
حين كسرتُ كوبي الصلصاليَّ المفضّل
مع أنه لم يتكسّر تماماً
لم يبق إلا نصفه
أدركتُ
أن الكوبَ لم يكن له وجودٌ أبداً
مثل وجود أبديّ غائبْ.

الزاوية حادة
الجوانب الأربعة الشهيرة
من أي جانب نظرتَ، ليست سوى قضبان رتاج
ولا يتحول صوت الحديد أبداً إلى صمت
إلى لاوجود

الدمُ يتدفق تحت طبقة الجليد الهشّة
قُطِع وريدُ الشارع.
الدمُ يتدفق تحت الصليب الخشبي
قُطِع وريدُ الخشب.

وبعيداً عن الصمتِ الذي كان مسموعاً
تغلّبَ الحشدُ على الدم المتساقط
وتنفس الصعداء
جندي روماني كان أشجع من الجنود الآخرين.

بعد قرون من فقدان ذلك الدم
سنقطع أوردتنا، والجسور
ستصير أصدقاءنا.

ضيّق زاويتك، وستكون حتى الجوانب
أكثر ضيقاً
ولكن هناك رتاجُ إغلاق في كل جانب.

* Vahe Arsen شاعر أرمني من مواليد 1978

** ترجمة محمد الأسعد

اقرأ أيضاً: يمشي على أبياته