تعرض توني كروس لإصابة قوية في أول فترات التوقف الحالي، ليغيب عن مباريات المنتخب الألماني وبالطبع ريال مدريد، لمدة لن تقل عن شهر ونصف إلى شهرين، وبالتالي سيكون أحد أهم الغائبين عن مباراة الديربي أمام أتليتكو، ثم موقعة الكلاسيكو، المباراة الكبيرة بين الغريمين في إسبانيا خلال مطلع ديسمبر/ كانون الأول، وينضم إلى أندريس إنييستا المصاب أيضا، كأهم ثنائي ممكن في خط وسط الفريقين.
صانع اللعب
يعتبر كروس مفتاحا رئيسيا لانتصارات ريال زيدان هذا الموسم، لأن النجم الألماني يشارك تقريبا في معظم اللعب الهجومي للفريق، عن طريق تمريراته المميزة وصناعته لأكبر عدد من الفرص بالمقارنة مع زملائه. ومن الطبيعي لنجم سابق بقيمة زيزو أن يعتمد بشكل كلي على لاعبه الألماني، حيث إنه من هواة هذه النوعية من الأسماء، التي تتمركز بشكل مثالي في المكان الصحيح، ولا تركض مثل البقية لكن ركضها يمتاز بالذكاء في المطلق.
يلعب الريال بطريقة لعب أقرب إلى 4-3-3، كاسيميرو لاعب ارتكاز دفاعي أمامه مودريتش وكروس، ويحصل الكرواتي على المركز 8 كلاعب متحرك هجوميا، بينما يقوم توني بدور همزة الوصل بين الدفاع والهجوم، كلاعب يحصل على الكرة من لاعبي الخط الخلفي، ويحولها إلى نجوم الثلث الأخير، إما بكرة طولية خاطفة أو عن طريق تمريرة قطرية ذكية، مع صعوده لكسر خطوط المنافس.
ووحده من بين كل لاعبي الملكي من يجيد التواجد كلاعب ارتكاز وحيد أمام الدفاع، ليقوم بهذه الوظيفة بعد إصابة البرازيلي كاسيميرو، ولا يجد الريال معاناة كبيرة أمام معظم خصومه، لأن لاعب الوسط يساهم في الهروب من مصيدة ضغط المنافسين، نظرا لصعوبة قطع الكرة منه، ونجاعة تمريراته التي تخترق الدفاعات في وبين الخطوط.
وسط متكامل
تؤكد لغة الإحصاءات في الليغا أن كروس هو أكثر لاعب صناعة للفرص في الريال، بعد تحرره هجوميا لوجود لاعب آخر خلفه، وقيامه بدور لاعب الوسط المساند وصانع اللعب في آن واحد، نتيجة تمرسه في هذا المكان من قبل مع بايرن ميونخ، حيث إنه سبق له التألق في المركز رقم 10 بين الجناحين وخلف المهاجم الوحيد داخل منطقة الجزاء.
يؤثر غياب كروس على أمرين داخل تكتيك الميرينغي، الأول خاص بالمعاناة أمام الفرق التي تضغط بقوة في منتصف ملعب الخصم، خصوصا مع ضعف كاسيميرو الشديد في هذا الجانب، وحاجته المستمرة إلى لاعب آخر قريب منه للصعود بالهجمة إلى الأمام، ما يعني خيارات تمرير أقل وزوايا لعب نادرة، لينعكس بالسلب على تمركز الفريق ككل في الشق الهجومي.
ونتيجة للقصور التكتيكي، يتم إجبار لاعب آخر من الوسط لكي يعود بجوار لاعب الارتكاز الأول، وفي حالة قيام مودريتش بهذا الجزء، فإن عدد الفرص سيقل بعد التحول من الدفاع إلى الهجوم، لأن ثلاثي المقدمة في الأساس تصله كرات أقل من المواسم السابقة، وفي حالة ابتعاد الكرواتي عنهم أكثر، ستزيد العزلة بالنسبة لرونالدو وبنزيمة، مع استثناء بيل الذي يعود كثيرا إلى الخلف مستخدما سرعته وقوة تسديداته من نقاط بعيدة.
كوفاسيتش
زادت فرص إيسكو وجيمس رودريغز للمشاركة في الخانة الأساسية بعد إصابة كروس، أو التحول إلى خطة قريبة من 4-4-2 بإشراك رباعي وسط صريح يبدأ من أسينسيو وينتهي بغاريث بيل وبينهما كاسيميرو ومودريتش، مع البقاء هجوميا بالثنائي بنزيمة ورونالدو، أي إضافة لاعب يجمع بين الطرف والعمق كأسينسيو في التشكيلة الرئيسية.
لكن أفضل بديل ممكن لكروس هو الكرواتي الشاب ماتيو كوفاسيتش، ولا يتعلق الأمر بتألق اللاعب في مباراة وارسو الأوروبية، ولكن لأنه يجيد بشدة اللعب في منتصف ملعب فريقه قبل التألق في الجانب الآخر من الملعب، لتميزه في التمرير تحت ضغط، واحتفاظه بالكرة في الأماكن الخطيرة من الملعب، مع خلفيته الخططية من قبل مع منتخب بلاده، حيث سبق له اللعب كارتكاز دفاعي في بعض المباريات خلف راكيتيتش ومودريتش.
يقدم الشاب مستوى أفضل في الفترة الحالية مقارنة بالموسم الماضي، ويمكنه تعويض جزء من غياب الألماني، خصوصا على مستوى الهروب من ضغط المنافسين، واختصار اللعب الهجومي برمي الكرات القطرية تجاه بيل ورونالدو بالقرب من منطقة الجزاء، لذلك أمام خصم مثل أتليتكو مدريد، لا يوجد أفضل من المغامرة والرهان على اللاعب الذي ينساه الكثيرون، كوفاسيتش هو الأجدر.