بدأت القوات المسلحة التركية، التي تقدم الدعم لقوات الجيش السوري الحر في منطقة الباب، بالعمل على إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة لها فوق تلة الشيخ عقيل، المطلة على مدينة الباب، والتي تعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية في المنطقة.
وكانت الجرافات التابعة للجيش التركي قد جرفت قبل بضعة أيام، المباني قرب التلة تمهيدا لبناء مركز دعم لوجستي للقوات التركية المساندة لقوات الجيش السوري الحر، حيث ستضم القاعدة، بحسب مصدر تركي مطلع، عددا من الورش لإصلاح الآليات العسكرية المشاركة في العمليات، بينما سيتم نقل الآليات المتضررة بشكل كبير إلى الأراضي التركية لإصلاحها. وكذلك ستضم القاعدة مركز اتصالات مع قيادة الأركان التركية والمخابرات ومباني لإقامة قيادات الجيش التركي المشاركين في العمليات العسكرية.
وبحسب المصدر التركي، فإن قاعدة الشيخ عقيل ستكون الثانية من نوعها للجيش التركي في المنطقة ولن تكون أكبر من القاعدة الموجودة في مدينة دابق، إضافة لتواجد مركز استخباراتي وعسكري في مدينة جرابلس.
من جهتها، نقلت جريدة "حرييت" التركية الواسعة الانتشار، عن مصدر عسكري تركي، نفيه قيام فصيل السلطان مراد العامل ضمن قوات درع الفرات بقتل 22 من عناصر النظام السوري باشتباكات وقعت قبل أيام في جنوب مدينة الباب.
وبحسب الصحيفة، فإن المصدر العسكري أكد قيام كتائب السلطان مراد باستهداف 12 من عناصر النظام السوري بقرب الخط الفاصل بين درع الفرات وقوات النظام السوري التي يقودها ضباط روس جنوب المدينة.
وبعد الاستهداف، تواصل الضباط الروس الذين يقودون قوات النظام جنوب المدينة مع نظرائهم الأتراك الذين يقودون درع الفرات عبر الخط الساخن بين قيادتي الأركان الروسية والتركية، ليبلغهم الروس بأن قوات تابعة للنظام السوري اقتربت من الخط الفاصل، لتطلب القيادة التركية من درع الفرات وقف إطلاق النار لمنع الاشتباكات بين الجانبين.
يأتي هذا بينما اندفعت قوات النظام السوري شرق حلب بعد إخلاء "داعش" مدينة تادف، لتصل مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) قرب الفرات في منقطة منبج، ليتم السماح لدرع الفرات بالسيطرة على جيب ضيق بين قوات النظام وقوات الاتحاد الديمقراطي في المنطقة.
في غضون ذلك، أكد موقع "صوت أميركا" الناطق بالكردية، أن الجيش الأميركي قام بنقل وحدة تابعة له لتستقر في محيط مدينة منبج، فيما بدا إشارة للأتراك لمنعهم من التفكير بالتوجه نحو المدينة، التي لطالما دان المسؤولون الأتراك عدم التزام واشنطن بوعودها في ما يخص انسحاب قوات الاتحاد الديمقراطي إلى شرق الفرات بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة قامت بوضع بعض وحداتها في شمال وجنوب مدينة منبج، بما في ذلك عربات مدرعة وأسلحة ثقيلة، لمنع أي محاولة للسيطرة على المدينة، وذلك بعد أيام من زيارة قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال جوزيف فوتل، لمدينة عين العرب السورية والتقائه بقيادات الاتحاد الديمقراطي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد، اليوم، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده قبيل التوجه إلى باكستان، أن الهدف المقبل لعمليات درع الفرات سيكون مدينة منبج، بالقول: "هدفنا المقبل، كما قلنا سابقا، سيكون مدينة منبج. إن منبج مكان يعود للعرب، وليس لقوات الاتحاد الديمقراطي. لا بد أن تنسحب قوات الاتحاد الديمقراطي من المنطقة إلى غرب الفرات".