وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم الاثنين، تطرق قاسمي في شق من حديثه إلى نتائج الانتخابات في العراق، واعتبر أن فوز كتلة "سائرون" التابعة لزعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، لن يؤثر على العلاقات الجيدة بين البلدين، وذكر أنه "يجب الانتظار حتى تشكيل الحكومة العراقية".
وفيما يتعلق بانتقاد الدور والتواجد الإيراني في العراق، رأى قاسمي أن هناك محاولات للإيقاع بين البلدين، مؤكداً وجود اتصالات بين إيران والتحالفات المختلفة في العراق، كما أشار إلى نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، قائلاً إنها "تؤشر إلى الرفض الشعبي للسياسات الأميركية المعادية للمقاومة ولـ"حزب الله"".
إقليمياً كذلك، وفي سؤال عن اللقاء بين الرئيس حسن روحاني والملك الأردني عبد الله الثاني على هامش القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنهما "التقيا بشكل عرضي وتحدثا باختصار، ولم يكن اللقاء رسمياً".
المباحثات نووية وحسب
وركّز المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في المؤتمر ذاته على التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي، والحوار مع الغرب بشأن تقديم الضمانات للحفاظ على الاتفاق، مؤكداً أنه "حوار نووي وحسب، ولا يخرج عن هذا الإطار".
وقال إن "الانسحاب غير العقلاني لأميركا من الاتفاق خلق معطيات جديدة، واستناداً لوجود رغبة أوروبية ورغبة عدد كبير من الدول في الحفاظ على الاتفاق، بدأت إيران محادثات جديدة"، وأضاف: "نحن ننتظر من دول 4+1 أن تقوم بخطوات تمهيدية حتى تستطيع إنجاز كل التعهدات المترتبة عليها في الاتفاق"، موصياً الأوروبيين بـ"اتخاذ قراراتهم في أسرع وقت".
وذكر قاسمي أن قرار إيران المرتبط بالاتفاق يعتمد على ما سيطرحه الغرب عليها، مشيراً إلى مسألة "إعادة تصميم قلب مفاعل آراك"، والذي كان من المفترض أن تبدأ به أميركا، موضحاً أن "طهران تبحث في الوقت الراهن كل الأمور العالقة مع الغرب"، وأن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تتابع هذا الموضوع.
ونفى المتحدث ذاته مجدداً الأنباء المتعلقة بعقد جلسة غربية حول صواريخ بلاده، وقال إن "هناك من يمارس حرباً نفسية مدعومة من أطراف إقليمية ودولية، إذ يروجون لأنباء غير صحيحة للتأثير على الرأي العام"، مشيراً إلى أن ما نشرته صحيفة ألمانية الأحد "غير صحيح"، حيث ذكرت أن اجتماعاً سيُعقد بين أطراف الاتفاق لدراسة عرض تقديم دعم مالي لإيران مقابل التفاهم حول الصواريخ والنفوذ الإقليمي.
وقال أيضاً، إن "المسؤولين الأوروبيين على دراية كاملة بالموضوعات التي يجب طرحها مع إيران"، مشيراً إلى عقد جلسة للجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق الجمعة في فيينا، والتي "ستبحث الإطار النووي وحسب"، قائلاً إن "إيران ستتخذ قرارها بناء على مصالحها".
وفيما يخص زيارة المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة إلى طهران، وصفها قاسمي بـ"البناءة والجيدة، والتي تطرقت لقطاعات التعاون وكيفية تحديد إطار التعامل مع الشركات الأوروبية وآليات التواصل المالي"، معتبراً أن انسحاب أميركا من الاتفاق "أثبت أن إدارتها غير أهل للثقة".
ورأى أن ما سيعلن عنه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فيما يخص تشكيل تحالف ضد إيران "سيكون بلا فائدة، فغالبية الأطراف لم تعد ترى أميركا كطرف موثوق"، حسب رأيه.
تحذيرات عسكرية
وفي ظل هذه التطورات، يركز القادة والمسؤولون العسكريون في الداخل الإيراني على جهوزيتهم للرد على أي تهديد.
وفي السياق ذاته، حذر قائد قاعدة خاتم الأنبياء للدفاعات والمضادات الجوية، فرزاد اسماعيلي، "أعداء" بلاده من تهديد الإيرانيين، قائلاً: "لن يسمح جنود إيران الإسلامية بأي تهديد"، على حد تعبيره.
كما نقلت وكالة "تسنيم" عن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، كيومرث حيدري، قوله إنه "ليس في بقاء ترامب في الاتفاق النووي أي منفعة وفائدة لإيران، وخروجه لا يخلّف أي ضرر"، واعتبر أن "أعداء الجمهورية الإسلامية يحاولون تضخيم مسألة انسحاب ترامب، بما يحبط الإيرانيين".
وقال حيدري إن "هؤلاء الأعداء يشنون حرباً نفسية لإضعاف الشعب الإيراني ولإيجاد شرخ بينه وبين النظام"، مشدداً على "ضرورة الحذر من المؤامرات"، كما وصفها.
ووجه المسؤول الإيراني ذاته تهديدا واضحا بالقول إنه "في حال وقعت حرب في إيران، فقواتها المسلحة ستستخدم كل طاقاتها وقدراتها، وستزيل أعداءها عن الوجود".