قادة جيوش التحالف في واشنطن بلا تفويض سياسي

15 أكتوبر 2014
إعلان اسم الحرب البريّة على "داعش" قريباً (الأناضول)
+ الخط -

كشف أحد أعضاء الوفد العسكري العربي، المشارك في اجتماعات قمّة واشنطن العسكريّة لدول التحالف المناهض لـ"داعش"، أمس الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، أنّ معظم قادة الوفود العسكريّة، خصوصاً العرب منهم، أكّدوا للمضيف الأميركي، عدم وجود تفويض سياسي من بلدانهم، باتّخاذ قرارٍ المشاركة في خوض معارك بريّة، ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، داخل الأراضي السوريّة أو حتى العراقية. 

وعلى هامش اللقاءات التمهيديّة، في قمّة رؤساء أركان جيوش التحالف الدولي ضد "داعش"، التي يحضرها الرئيس، باراك أوباما، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركيّة، الجنرال مارتن ديمبسي، أجرى بعض القادة العسكريين العرب اتصالات، يفترض أن تكون مع حكام بلدانهم، من دون معرفة مضمونها، بحسب المصدر عينه.

ولفت إلى أنّه طرحت أفكار عدّة لحماية مطار بغداد، ولمعركة حاسمة لتحرير الموصل، ومن بين تلك الأفكار، طرح أميركي بنشر قوات بريّة غير أميركيّة، يكون عمودها الفقري جيشاً عربيّاً، من دول ذات أغلبية سنيّة (تفاديّاً للشحن الطائفي)، إلا أنّ هذه الأفكار من وجهة نظر المتحدّث، هي "سياسيّة أكثر ممّا هي عسكريّة"، في إشارة إلى أنّ أوباما، حتّى وإن كان هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة في بلاده، فإنّ كلامه يغلب عليه الطابع السياسي، أكثر من العسكري.

وفي سياق متّصل، أبدى رئيس أركان الجيش الأميركي، راي أوديرنو، شكوكاً في قدرة الجيش العراقي على حماية بغداد ومطارها الدولي من "داعش"، وقال في أحاديث على هامش القمّة: "قد تكون القدرة لدى الجيش العراقي متوافرة لحماية بغداد، ولكن هناك عوامل أخرى استجدّت، ولا بدّ أن نتأكّد منها خلال الأيام المقبلة". وخلال القمّة، أعدّ قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال، لويد اوستن، المسؤول عن الحملة العسكريّة الجويّة في العراق وسورية، تقريراً مفصّلاً عن الضربات الجويّة الأميركية.

إلى ذلك، أكّد المصدر العربيّ، أنّ غالبية رؤساء الوفود، أجمعوا على أنّ الضربات الجويّة، لا تكفي للحسم، وأنّ الحرب البريّة لا مناص منها لدحر "داعش"، غير أنّ جميع الدول أبدت تردداً في إشراك قوّات بلادها، في خوض معارك بريّة، بما فيها الدولة المضيفة ذاتها. وتذرّع الجميع بغياب التفويض السياسي، في حين طلب عسكريون أوروبيون من الرئيس، أوباما، أن يتولّوا مناقشة الجوانب الفنيّة، وأن يبحث هو مع القادة السياسيين القرارات السيادية.

ووفقاً للمصدر عينه، فإنّ أحد عسكريي البلدان الأجنبيّة، أظهر شيئاً من الحدّة، عندما طلب أن "ترسل الولايات المتحدة قوّات جرّارة، لخوض المعارك البريّة، كما فعلت من قبل، لإنجاح تحالفات سابقة، أو أن تترك قيادة التحالف لمن تطالبهم بإرسال أبنائهم إلى الموت، بأيدي قتلة لا تعرف قلوبهم معنى الرحمة".

تسمية الحرب

وذكر المصدر أيضاً في حديثة لـ"لعربي الجديد"، أن المشاركين ناقشوا حتى اسم الحرب البريّة على "داعش"، واتّفقوا على إعلان التسمية في أقرب فرصة، مع المراعاة أن تكون مقبولة ومفهومة بكل اللغات، وخصوصاً اللغة العربية، كون التسمية مترجمة من مقترح أميركي". ورفض المتحدّث الإفصاح عن التسمية المترجمة، لمعارك التحالف ضد "داعش" أو أصلها في اللغة الإنكليزية، مكتفيّاً بالقول، إنّ التسمية أجيزت، وإنّ الدولة المضيفة ستعلن عنها، خلال وقتٍ قريبٍ جدّاً.

من جهةٍ أخرى، رأى أنّ "الحرص الأميركي على إيجاد تسمية للعمليات العسكرية، يظهر أن الصراع مع "داعش" سيستمرّ فترة طويلة، وأنّ الحرب البريّة آتية، لا ريب في ذلك"، مضيفاً أنّ اتفاق العسكريين على حتمية المواجهات البريّة، تقابله مخاوف قويّة من جانب السياسيين، "كل دولة تريد أن تلقي بالمهمّة على الدول الأخرى، في حين أنّ الأميركيين لا يريدون من دول بعينها أن تشارك في أي معارك بريّة، ولا يريدون أن يكونوا في صدارة أي معارك برية".

كما أشار المصدر إلى أنّ بعض الدول لديها استعداد للمشاركة بقوات بريّة، شرط أن يكون الهدف هو التخلّص من "داعش"، ومن نظام  بشار الأسد على حد سواء، وليس إسداء خدمة  مجانيّة للأسد، لإزاحة خصم قوي من خصومه، هو تنظيم "داعش".

تسعة وفود عربية

وعلمت "العربي الجديد" أن تسع دول عربية، شاركت في اجتماعات قمّة واشنطن العسكرية، وهي: مصر، الأردن، العراق، ولبنان، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء سلطنة عمان. أمّا الدول غير العربية المشاركة، فهي: أستراليا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولاندا، إسبانيا، نيوزلاندا، بريطانيا.

ومثّل دولة قطر رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، اللواء الركن طيار غانم بن شاهين الغانم، والوفد المرافق له، فيما مثّل الأردن الفريق أول الركن، مشعل محمد الزبن، أما لبنان فقد مثّله قائد الجيش العماد، جان قهوجي، الذي طالب بإقامة منطقة عازلة، لاستيعاب اللاجئين السوريين المتدفقين إلى لبنان، وهو مطلب يثير امتعاض العسكريين والسياسيين الأميركيين على حد سواء، لأنّه قد يضطر القوّات الأميركية إلى إنشاء منطقة حظر جوي في سورية، بما يستدعيه هذا الأمر من ضرورات، لتدمير الدفاعات الجوية السورية وبالتالي خوض مواجهة مباشرة ضد النظام السوري. كما مثّل العراق في القمة، رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أوّل بابكر زيباري.

المساهمون