ركزت تصريحات المسؤولين الإيرانيين، الصادرة اليوم الإثنين، على سياسات البلاد إزاء عدد من الملفات الإقليمية، وكان على رأس هذه التصريحات تلك التي جاءت على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الذي قال إن بلاده تواجه الضغوطات منذ انتصار ثورتها الإسلامية، معتبراً أنه لا يمكن لقوى الاستكبار العالمي أن تطفئ "الصحوة الإسلامية" لدى شعوب المنطقة.
وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء مجمع أهل البيت، وأمام المشاركين في مؤتمر اتحاد الإذاعات الإسلامية المنعقد في طهران، أكد خامنئي أن الحرب في المنطقة لم تعد عسكرية وإنما هي حرب سياسية واقتصادية وثقافية، وأشار إلى أن إيران ستعمل على مواجهة أعدائها وأولهم أميركا، عبر اتباع كل السبل، معتبراً أن واشنطن تسعى لاستغلال الاتفاق النووي مع طهران للنفوذ داخل بلاده، فقال إن هذا الاتفاق لم يطبق بعد ومصيره مازال غير معروف.
ورأى خامنئي أيضاً أن أعداء المنطقة وأولهم أميركا يعملون على إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة، قائلاً إن "الصهيونية" عملت على استغلال ما حدث في تونس ومصر، واستغلت الظروف في سورية لإيقاع الفتن، واعتبر أن الحرب في هذا البلد وفي العراق وفي اليمن أيضاً، ليست حرباً مذهبية بقدر كونها حرباً سياسية، مؤكداً على أن بلاده لن تتخلى عن سياساتها بدعم من وصفهم بالمظلومين ودون أخذ مذهبهم أو ديانتهم بعين الاعتبار. وقال كذلك إن إيران لا ترضى بإهانة أهل السنة أو إهانة مقدساتهم، حسب تعبيره.
كما اعتبر المرشد أن أميركا تسعى لتقسيم المنطقة لدويلات صغيرة وتريد البدء من العراق وسورية، فقال إن إيران لن ترضى بالأمر وستستمر بدعم الحلفاء في المقاومة، كما رأى أن بلاده لا تتدخل لا في اليمن ولا في البحرين وإنما "تحمي شعوبها المظلومة" على حد تعبيره، قائلاً أخيراً إن اتخاذ قرار ضرب اليمن عسكرياً خاطئ بالمطلق.
في سياق متصل، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن طهران اتخذت قراراتها إزاء النووي وإزاء الملفات الإقليمية بدقة شديدة، معتبراً أن الاتفاق لا يعني أن إيران وأميركا تسيران نحو سياسة واحدة، كما أضاف في كلمة ألقاها خلال مؤتمر خاص بقوات التعبئة إن بعض الأطراف في المنطقة تعمل على القضاء على الصحوة الإسلامية داعياً الشعوب للتنبه لهذه المخططات.
من جهتها نقلت وكالة "فارس" عن مستشار المرشد، رحيم صفوي، قوله إن ما يحدث في سورية والبحرين واليمن يدل على تأثر الشعوب هناك بثورة إيران الإسلامية، مضيفاً أن المقاومة الفلسطينية وحزب الله تأثروا أيضاً بأفكار الإمام الخميني، معتبراً في تصريحاته أن حركة أنصار الله في اليمن فقيرة لكنها تخوض حرباً ظالمة، كما أن سورية تخوض حرباً خلفت مشاكل كثيرة لكن كل هذا يمثل ثقافة "الصحوة الإسلامية" التي ستقف بوجه أميركا حسب وصفه.
عسكرياً، ذكر وزير الدفاع حسين دهقان أن منظومة بلاده العسكرية دفاعية بحتة ولا تهدف لتهديد أي طرف، وإنما ستحافظ إيران على جهوزيتها هذه وستبني قوة ردع لمنع أي هجوم ضدها ولضمان أمن واستقرار المنطقة حسب قوله، معتبراً هو الآخر أن كثراً يعملون على اختراق محور المقاومة بالهجوم على سورية والعراق واليمن، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
من جهته أعرب المتحدث باسم هيئة الأركان الإيرانية، مسعود جزائري، إن مناورات القوات المسلحة ولا سيما المناورات الصاروخية ستجري في موعدها المحدد، وفي سؤال لوكالة "فارس" عن الحاجة لتواجد قوات إيرانية شمال شرق سورية، قال هذا الأخير إنه لا حاجة لإرسال قوات إيرانية إلى هناك، فالحكومات في سورية والعراق قادرة على الدفاع عن نفسها حسب قوله.
اقرأ أيضاً: إيران تحذّر من عواقب محاكمة المالكي و"الحشد" يتدخل