توالت ردود الفعل الغاضبة على قرار نادي وادي دجلة المصري، فسخ عقد اللاعب أحمد الميرغني، على خلفية انتقاده لأداء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عبر تدوينة على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" ضمّنها رأيه، وأثارت جدلا كبيرا في الوسط الرياضي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت في قيام إدارة نادي وادي دجلة بإيقاف اللاعب حتى نهاية الموسم قبل أن تقرر فسخ تعاقده.
ودانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان - منظمة مجتمع مدني مصرية- قرار نادي وادي دجلة، الصادر السبت الماضي، بفسخ تعاقد أحمد الميرغني، على خلفية تعبيره عن رأيه وانتقاده أداء رئيس الجمهورية.
وقالت الشبكة في بيان: "تعرض الميرغني إلى إهانات يعاقب عليها القانون من جانب رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، حيث وصفه الأخير بـ(البوّاب)، خلال لقاء الميرغني التلفزيوني على فضائية دريم".
وأكدت الشبكة تضامنها مع حملة #ادعم_الميرغني التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه.
وطالبت الشبكة، نادي وادي دجلة، بالتراجع عن معاقبة اللاعب بسبب أرائه السياسية وتعبيره عن رأيه، وحثّت اتحاد كرة القدم المصري على حفظ حقوق اللاعب في تعاقده مع نادي وادي دجلة، وحماية مستقبله الرياضي.
وعدّل النادي موقفه تجاه اللاعب، ونشر مساء أمس، بيانا جديدا، بالتزامن مع تواصل واتساع حملة التضامن مع الميرغني، أكد فيه أن النادي لم يفسخ العقد، بل أوقف لاعبه 4 مباريات لتحدثه في أمور سياسية، وقال في بيانه: "اللاعب تعمد إثارة الجدل في الآونة الأخيرة وأثارت بعض تدويناته جدلاً بين قطبي الكرة المصرية مما استدعى تحذيره من إثارة الفتن من خلال تصريحاته التي قد لا تنسب له فقط بل لناديه أيضا".
وفند البيان الصادر عن النادي بعض الاشتراطات التي وضعها سلفا في لائحته الداخلية، ومنها "عام 2012 أرسى النادي مبدأً هاماً وهو عدم التطرق للأمور السياسية وعدم إظهار أي انتماءات سياسية علناً من أي من العاملين بالنادي، وهو ما تجلى في قيام النادي بتوبيخ مديره الفني آنذاك لوصفه جماعة سياسية بالكذب".
وندد النادي بما وصفها بـ"التطاولات والبذاءات التي نالها اللاعب من البعض"، وشدد على أن "الخطأ لا يواجه بخطأ أفدح إلا أن اللاعب هو الذي وضع نفسه في هذا الموقف، أولا بإثارة الجدل من خلال تصريحاته المتكررة، وثانياً بذهابه لأحد البرامج التلفزيونية ووقوعه فخاً لمن أرادوا التعدي عليه".
يذكر أن نادي وادي دجلة، هو النادي الرياضي المصري الوحيد الذي طبع على قميص لاعبيه "74 شهيداً.. إلى جنات الخلد" في إشارة إلى شهداء مذبحة بورسعيد، التي راح ضحيتها 74 من المشجعين خلال المباراة المعروفة إعلاميا بـ"مباراة الدم"، بين فريقي الأهلي والمصري، في فبراير/شباط 2012.
وليس الميرغني وحده هو اللاعب الذي أثار الجدل في الآونة الأخيرة، على خلفية تصريحاته أو انتماءاته السياسية؛ فالقائمة طويلة، وتضم لاعبين أعلنوا مواقفهم صراحة، وآخرين عرفوا بمواقفهم السياسية والإنسانية، دونما الإفصاح عنها.
وتشمل القائمة؛ عمر جابر، اللاعب في نادي الزمالك، الذي انحاز لمشجعي النادي "أولتراس زملكاوي" بعد مذبحة الحرس الجمهوري، التي راح ضحيتها 22 من مشجعي النادي، بعد أن ألقت عليهم قوات الأمن المصرية وابلا من القنابل المسيلة للدموع، أثناء احتجازهم في قفص حديدي قبل دخول المباراة، في فبراير/شباط الماضي.
كما تشمل القائمة، لاعب النادي الأهلي، محمد أبو تريكة، الذي أعلن تضامنه مع ثورة يناير ومع الشهداء، وأعلن تضامنه من شهداء مذبحة بورسعيد في فبراير/شباط 2012، ومؤخرا؛ قامت قوات الأمن المصرية بالتحفظ على أمواله، بحجة دعم جماعة الإخوان المسلمين.
اقرأ أيضا:صحف مصرية تواصل الهجوم على "الساحر" أبو تريكة
ويذكر أنه عقب قرار التحفظ على أموال أبو تريكة، تقدم محامون موالون للنظام الحالي، ببلاغ للنائب العام المصري الراحل، هشام بركات، للتحفظ على أموال 15 آخرين من اللاعبين على خلفية انتماءاتهم السياسية، بينهم: عماد النحاس، وإيهاب علي، وخالد محمود، وشريف عبد الفضيل، وأحمد فتحي، ومحمد رمضان، وعطية حجازي، ومحمد عامر، وربيع ياسين، ومختار مختار، وطارق سليمان.
كما تشمل القائمة، اللاعب بنادي الأهلي المصري، أحمد عبد الظاهر، الذي لوح بإشارة رابعة، عقب إحرازه الهدف الثاني في المباراة النهائية لكأس أفريقيا أمام أورلاندو الجنوب إفريقي، ما اضطر النادي الأهلي لإحالة لاعبه للتحقيق أواخر عام 2013.
القائمة تتسع أيضا لتشمل بعض اللاعبين الذين تواجدوا رسميا في ميادين التحرير ورابعة والنهضة، أو المعروفين بانتماءاتهم السياسية، ومنهم: لاعب منتخب مصر المعتزل، سمير صبري، ولاعب الإسماعيلي ووادي دجلة، محمد حمص، ولاعب الأهلي السابق، هادي خشبة، والحكم حمدي شعبان، وحارس مرمى الاتحاد، علي فرج، ولاعب انبي والاتحاد السابق، عبد الله رجب، والحكم ناصر صادق، ولاعب الأهلي السابق محمد رمضان.
وفي الوسط الرياضي ذاته، ولكن بعيدا عن كرة القدم، هناك حالة أخرى للاعب، عوقب بسبب آرائه السياسية، وهو لاعب الكونغ فو المصري، وبطل العالم، محمد يوسف، الذي حصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب بمدينة بطرسبرغ الروسية عام 2014، ورفع شارة رابعة بمجرد حصوله على الميدالية الذهبية، فما كان من السلطات المصرية إلا أن جردته من الجائزة بمجرد وصوله، قبل اعتقاله وتعذيبه في السجون المصرية، في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتشمل القائمة أيضا، بطل مصر في المصارعة، عبد الرحمن الطرابيلي، الذي لقي حتفه في واحدة من المسيرات التي نظمها مؤيدو الإخوان، خلال الفترة الماضية.