قائمة "البؤساء": صوت الشباب التونسي في الانتخابات

17 أكتوبر 2014
قائمة "البؤساء": شباب الأحياء الفقيرة والمهمشة (العربي الجديد)
+ الخط -

تحمل قائمة "البؤساء" الانتخابية طرحاً سياسياً يختلف كلياً عن مجمل طروحات القوى التقليدية. تضم القائمة شباباً جمعتهم أيام الثورة، وفرقتهم الحياة السياسية في ما بعد، ولكنهم بعد رحلة السنوات الماضية عادوا لينسجوا خيوط التواصل الممكنة، ويوجهوا رسالة إلى الجميع: نستطيع أن نعيش معاً.

أسامة خميرة، رئيس القائمة، بابتسامة عريضة جداً وروح مرحة وقلب متفائل، يعرض في حديث، مع"العربي الجديد"، قراءة مشهد السنوات الأربع الماضية.

يقول خميرة إن "البؤساء تجمع المعنيَين في الوقت ذاته (البائس والبأس)، بما فيها بعدُ التعبير عن الفقر والفقراء والأحياء المهمشة". ويضيف: "نحن مجموعة شباب جمعتنا التظاهرات قبل الثورة بسنوات، جئنا من الأحياء الشعبية العريقة والفقيرة في تونس، أحياء السيدة وباب الجديد، الزهروني وسيدي حسين، وما جاورها". ويوضح: "ننتمي إلى عائلات فكرية وسياسية مختلفة، فمنا الشيوعي والليبرالي والقومي، وأنا مثلاً متدين من دون أن يعني هذا أنني أنتمي إلى الإخوان". ويكشف أن شباب "البؤساء" تعرفوا على بعضهم منذ التظاهرات، التي خرجت حين استشهد الطفل الفلسطيني محمد الدرة سنة 2000، و"نحن نظمنا تلك التظاهرات وتعرّفنا على بعضنا بعضاً خلالها، ومن بعد في التظاهرات، التي تلتها أيام الثورة، إضافة إلى أن بعضنا جمعته مقاعد الدراسة، وخضنا سوياً التظاهرة الشهيرة التي جرت يوم 18 ديسمبر/كانون الأول، أمام مقر حزب التجمع المنحل، ثم تحولنا إلى اعتصام القصبة واحد، ولكن لم نكن مع الدعوة إلى إطلاق المجلس التأسيسي". وخلال الاعتصام قفزت الأحزاب السياسية لتمسك بزمام المبادرة، وتفرق الشباب بين الأحزاب، كلاً حسب ميوله الفكرية وانتماءاته السياسية، ولكننا عدنا واجتمعنا من جديد"، مثلما يشرح خميرة، الذي يشير إلى أن قائمته تمثل كل الشرائح الاجتماعية، فمثلاً "أنا مدير إداري في شركة، وتتضمن قائمتنا المهندس المعماري والأستاذ والعامل والعاطل عن العمل. باختصار، نحن خليط مما يمكن أن يمثل كل أصناف الشباب في تونس".

ويوضح الشاب التونسي أنه "بعد تجربة السنوات الأربع، واقتناعنا جميعاً بأننا أهدرنا وقتاً ثميناً، عدنا إلى النضال معاً، بعيداً عن الصراع الأيديولوجي، الذي ميز أعوام السبعينيات، وتريد بعض الأطراف فرضه علينا الآن، وهو في نظرنا غير ذي موضوع ولا يعني التونسيين في شيء". ويتابع: "عدنا كما كنا في الماضي، نناضل ببساطة ونعيش جنباً إلى جنب، متحابين ومتحدين حول الأهداف نفسها. نحن جيل مختلف نرفض احتواءنا من طرف الأحزاب، وللتوضيح نحن لسنا ضد الأحزاب كشكل من أشكال العمل السياسي والديمقراطي، ولكننا نرفض الأحزاب بالشخصيات التي تتزعمها الآن". ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن الرسالة الأهم، التي تهدف "البؤساء" إلى إيصالها من خلال مشاركتها الانتخابية، يجيب خميرة بأنها تتمثل في "أننا يمكن، على اختلافنا، أن نعيش معاً بعيداً عن صراع الهوية المزعوم، وكما ذكرت في البداية نحن ننتمي إلى عائلات فكرية وسياسية مختلفة، ولكننا متحابون، ونلتقي حول الأهداف ذاتها لتونس رغم اختلافاتنا".

أما عن الامكانات المادية التي تتمتع بها قائمتهم، في مواجهة أحزاب قوية وغنية، فيكشف الشاب عن أنهم يلصقون صور قائمتهم الانتخابية بأنفسهم في الأماكن المخصصة، "وأولاد الأحياء يعينوننا في ذلك".

ويشدد على أنه "من الطبيعي أن نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تجمع عدداً كبيراً من الشباب التونسي، ولكننا لم نفتتح بعد صفحتنا على فيسبوك إلى حين الاقتراب من الموعد الانتخابي، وإطلاقها بكل الفيديوهات والومضات، التي سجلناها للغرض، ونتوقع أن تحدث صدى جيداً، ونعول على تبرعات الشباب من أبناء الأحياء الشعبية، كل حسب إمكانياته".

وعن توقعاته حيال نتائج قائمة "البؤساء" في الاستحقاق المقبل، يجيب خميرة ضاحكاً: نحن سننتصر بالفعل في الانتخابات، هناك من ينفق ملياراً من أجل مقعد في المجلس، أما نحن فسنفوز بمقاعد من دون إنفاق الأموال الطائلة، التي يصرفها البعض، لأننا استطعنا إقناع الآلاف خلال الثورة بالنزول إلى الشارع.

ويختم خميرة حديثه مع"العربي الجديد" متطرقاً إلى البرنامج الانتخابي لقائمته، فيجزم بأنها تدافع "عن أفكار عدة تشمل كل مجالات الحياة، وأولها حرية التعبير طبعاً، ولكننا سندافع عن اللامركزية، والإصلاح الإداري، وتفعيل المراقبة والمحاسبة، ومراجعة التعيينات، ومراقبة المناظرات الوطنية لانتداب الشباب العاطل عن العمل، وتنظيم الأراضي وتصنيفها، وحماية الثروة المائيّة، وإطلاق حملة وطنية لتجديد خضرة تونس، بالإضافة إلى ملء أوقات فراغ الشباب بنشاطات ثقافية وفكرية مختلفة، وبالعمل التطوعي، على سبيل المثال، وحثّ رجال الأعمال على بعث جمعيات تعنى بهذه الفئة".

المساهمون